حول إرث المسيري والحداثة المشوَّهة
إسقاط طائرة هليوكبتر إسرائيلية في خان يونس والدة ضابط في الجيش الإسرائيلي تقول الجنود لا يريدون القتال في غزة ويشعرون بالخوف والرغبة في الانسحاب كشفت منصات للمستوطنين عن وقوع حدث امني في خانيونس و حاول الطيران الحربي الإسرائيلي التدخل للتغطية على الحدث اشتباكات عنيفة في مدينة طرابلس اللبنانية أثناء تنفيذ عملية أمنية أكدت القناة 12 العبرية من جديد رفض قضاة المحكمة العليا في إسرائيل طلب بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء بشأن تأجيل محاكمته؟، و أوضحت المحكمة في ردّها أنه لا توجد في جدول الجلسات ما يبرر إلغاءها، وتبدأ جلسة الاثنين المقبل الساعة 11:30 صباحًا"* طالب الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط بضرورة تسليم كل السلاح في لبنان، اذا كان لبناني او غير لبناني الى الدولة في أسرع وقت ممكن كشفت القناة ١٢ العبرية الليلة أن جميع عائلات الأسرى إتحدوا في محاولة لترتيب لقاء مع رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب الأسبوع المقبل، وتتوقع العائلات أن تتلقى رداً من إدارة ترامب في بداية الأسبوع المقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب يطالب بإلغاء محاكمة بنيامين نتنياهو في تل أبيب على الفور أو منحه عفوا في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الدفاعات الجوية الايرانية تسقط المسيرة الثالثة عند الحدود الغربية مع العراق خلال ساعه واحدة *القناة 13 الإسرائيلية عن مصادر: نتنياهو* *لا يزال يؤمن بخطة من مراحل* *بشأن غزة مثل خطة ويتكوف.*
أخر الأخبار

حول إرث المسيري والحداثة المشوَّهة

حول إرث المسيري والحداثة المشوَّهة

 العرب اليوم -

حول إرث المسيري والحداثة المشوَّهة

بقلم : فهد سليمان الشقيران

حديث المسيري وارتجاله في المحاضرات لا يُملّ؛ لا شك أنه مفكر موسوعيّ، وذو حجة ضاربة، ولكن الاختلاف معه مبهج، لأنك تختلف مع عالم له عُدّة فكرية وفلسفية عالية.

المسيري تقلّب وتعدد في مجالاته الفكرية، وفي آخر المطاف آلت به الشكوك الوجودية نحو تيارات اليسار، والظاهرة الإسلامية بعمومها، ولا عجب أن يلوذ به كبار الإسلاميين مثل طه جابر العلواني من أجل تحقيق نقطة ضد العلمانيين في ذروة شرحه للعلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة، وهو كتاب أدبي أكثر مما هو فلسفي، بل هو تأملات عالية الصوت، وقد انتقده الأستاذ حمد الراشد في كتابٍ مستقل بعنوان: «ضد المسيري».

اليوم تعاد مقولاته عبر التطبيقات ومصدرها المؤكد مدافع الإسلاميين، إذ وجدوا في مقولاته بعض ضالّتهم، فراحوا يتباهون بها، بل يحاربون بها. وكتبه عن الغرب والتكوين اليهودي سرق أفكارها البعض من دون أن يشيروا إليه، وحين سألت أحد السعوديين الذين لديهم مؤلف عن الغرب انزعج وأُصيب بهستيريا صاخبة لأنني أصبته في موقعٍ يعلم أن أحداً لن يقوله له. لكن ما مشروع المسيري؟!

* مشروعه الضخم الذي شيَّده في موسوعته عن اليهودية والصهيونية سَحَرَ العرب، وشحذ قرائحهم لتسطير أعلى آيات الثناء لنقرأ مثلاً كتاب «بحوث ودراسات عن عبد الوهاب المسيري»، جُمعت في مجلدين من إصدارات «دار الشروق» فقد طغى على البحوث طابع الثناء والتبجيل.

* ما يهمني هو إنتاج المسيري المتصل بالفلسفة، فهو «هيغليّ» الجذر، ومن جهة أخرى فهو يصنّف نفسه على أنه سليل مدرسة فرانكفورت، ولا عجب، ففكرة «التشييء» ونقد «العقل الأداتي» كلها أفكار فرانكفورتية، طُرحت لدى جورج لوكاتش ويورغن هابرماس.

* رأى المسيري أنه عبّر عن «نهاية التاريخ» قبل فرنسيس فوكوياما مع اختلافهما في النتائج، فالأول ليبراليّ أميركيّ النزعة، والآخر يساريّ عربيّ النزعة، الحسّ القومي حكَم كتبه الأساسية، مع أن فوكوياما والمسيري سقايتهما من النبع «الهيغليّ» الواسع، غير أن فوكوياما رأى أن نهاية التاريخ تتمثّل بـ: «نهاية الآيديولوجيات وتسيّد الإمبراطورية الأميركية، والفكرة الرأسمالية للعالم». بينما قرأ المسيري في الصهيونية والنازية تجليات نهاية التاريخ (انظر كتابه: الصهيونية، والنازية، ونهاية التاريخ).

* لقد كان يمنّي نفسه أن يطرح نظرية تشبه نظرية «هيغل» غير أن التحوّلات التي واجهها كانت ثقيلة لدرجة جعلتْه ينضمّ في آخر حياته إلى تجمّع «كفاية» الذي لا يتوافق مع فكر المسيري وحيويته، بل قام الإسلاميون باستثمار كتابه «العلمانية الجزئية، والعلمانية الشاملة» لضرب العلمانية، فتم تدجين نتاجه، خصوصاً بعد تحولات في موقف المسيري من «المادية» ومن «الفكر الإسلامي».

* من التأسيسات التي قام بها المسيري، تأسيس حسّ أكاديمي بدأ ينشط في الفترة الأخيرة، يقوم بربط النتاج اليهودي بالحضارة الغربية من أجل رسم مسار تحذيري من مستجداتها، وهذا هو السبب الرئيسي في هجوم المسيري على جاك دريدا شخصياً وذلك في مواضع من موسوعته عن اليهودية والصهيونية، وقد تلقّف بعض نقاد ما بعد الحداثة تلك التعليمة، فتم وصف دريدا بـ«الحاخام المنزلق»، فهو يقرأ مرحلة ما بعد الحداثة على أنها تجسّد «النهاية» فهو -على حد وصف المفكر البحريني الراحل محمد أحمد البنكي: «يقرأ المشروع الحضاري الغربي بوصفه نموذجاً يأخذ شكل متتالية، تتحقق في الزمان، تأخذ شكل حلقاتٍ تتبع الواحدة الأخرى ويمكن تلخصيها فيما يلي: نقطة بداية يواجه فيها الإنسان الكون دون وسائط معلناً أنه سيد الكون ومركزه وأنه مرجعية ذاته، تتحول هذه المركزية من الذات الإنسانية العامة إلى الذات الفردية الإمبريالية التي تستبعد الآخرين، يصبح إنساناً عنصرياً وتظهر ثنائية الأنا والآخر».

* أما بصدد هجوم المسيري على «التفكيك»، فهو يرفض ترجمة المصطلح: Deconstruction إلى «التفكيك» ويقترح ترجمته إلى: «الانزلاقية» من هنا يدخل على الربط بين التفكيك وما بعد الحداثة.

* يستمر البنكي في دراسته كاتباً: «إن فكر ما بعد الحداثة؛ تقويضيّ مُعادٍ للعقلانية، وللكليات، سواء كانت دينية، أم مادية، والقسمة بينهما كالقسمة بين النظرية والتطبيق عنده، الرؤية الفلسفية هي (ما بعد الحداثة) أما التفكيكية فهي (منهجها) في تفكيك النصوص وإظهار التناقض الكامن». (انظر دراسة البنكي للمسيري ضمن كتاب: جاك دريدا عربياً، ص 281) فهو يتربّص بما بعد الحداثة، ويمثل على نظرياته بأحداث متوزعة، تبدأ بمقولات لجاك دريدا وتنتهي باستشهادات تضم حتى موضات «مادونا»! (انظر كتابه: العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة، في مجلدين ضمن مطبوعات «دار الشروق»).

* يتّضح أكثر رأي المسيري فيما بعد الحداثة في النصّ الآتي: «وُلد مشروع ما بعد الحداثة على سرير المرض، وصحّ نعت مولود ما بعد الحداثة بأنه حالة من التعددية المفرطة التي يتساوى فيها المقدس بالمدنس، والمطلق بالنسبي، وأما النسبية فصارت هي القانون الذي تغيب عنه كل مفاهيم المرجعية والمعيارية، واهتزّت اللغة وفسدت كأداة للتواصل بين البشر، وراحت الدوالّ تتراقص دون نطق، بعد أن اختفى المركز ولم تعد هناك نواة تنطلق منها المعاني أو تتمحور حولها». (انظر موسوعة: اليهود واليهودية والصهيونية، المجلد الخامس، ص 415).

* في ذلك النص الذي يشبه الموعظة الحسنة التي تُوجّه إلى العالم بغية كشف نقائص ما بعد الحداثة، يبيّن كم أن المسيري لم يكن يفصل ما بعد الحداثة عن قضاياه السياسية، فهو يُرجع ما بعد الحداثة إلى كونها المشروع الصهيوني الكامن، متناسياً أن الفلاسفة لا يعبّرون عن آرائهم وفق تعليمات تأتيهم من الساسة فهم يفكّرون بشكلٍ مستقلّ، وإذا كان المسيري يأخذ على دريدا ولاءه لجذوره اليهودية، فإن المسيري نفسه لم ينفكّ عن الإلحاح على ضرورة ولاء الإنسان لجذوره، ونعرف أن فلاسفة ما بعد الحداثة لم يكن لديهم موقف واحد إزاء موضوع «فلسطين» نذكر هنا خلاف جيل دلوز مع ميشيل فوكو حيث عتب دلوز على فوكو انحيازه التام لإسرائيل بينما لم يكن دلوز ضد الفلسطينيين بل كان مع إنشاء دولتين تعيشان بأمان جنباً إلى جنب، كما أن بعض نقاد ما بعد الحداثة لم يكونوا إيجابيين مع القضية الفلسطينية، واستدلّ هنا بموقف يورغن هابرماس المناهض «لتمرّد الفلسطينيين».

الخلاصة؛ أن المسيري مفكّر له تجربته العالية، والنتائج التي وصل إليها كانت بمثابة تجربة وجودية، ولا يمكن للإسلاميين الاستناد إليها، والعتب عليه أنه منحهم هذه الفرصة، وإلا فإنه في عمقه يساريّ النزعة، نازلَ الليبرالية والتشييء الذي كتب عنه لوكاتش، ولم يكن ضد العلمانية بعمومها، وإنما اخترع لهجومه مفهوماً اعتباطياً هو: «العلمانية الشاملة»، ولهذا حديث يطول.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حول إرث المسيري والحداثة المشوَّهة حول إرث المسيري والحداثة المشوَّهة



درّة زروق بإطلالات كاجوال مثالية في صيف 2025

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 18:47 2025 السبت ,28 حزيران / يونيو

إسقاط طائرة هليوكبتر إسرائيلية في خان يونس

GMT 15:57 2025 الجمعة ,27 حزيران / يونيو

دراسة تكشف أن العين قد تكشف الخرف قبل 12 عامًا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab