التقليد الديني وأسس العنف

التقليد الديني وأسس العنف

التقليد الديني وأسس العنف

 العرب اليوم -

التقليد الديني وأسس العنف

بقلم : فهد سليمان الشقيران

يُعدّ المفكر اللبناني، الدكتور رضوان السيد، من أهم المنشغلين بالدراسات الإسلامية بحثاً وترجمةً خلال نصف القرن الأخير، وقد اشتغل - علاوةً على الأبحاث والدراسات، والاستقصاء في الدراسات الاستشراقية والعربية والتاريخية - بترجمات عدة عن الإنجليزية والألمانية. أخذت حيزاً من اهتمامه مسألة «الإحيائية الإسلامية»، وتفجرات التيارات الصحوية الشيعية والسنية، وأخذ يدرس أدبيات وأصول وجذور «الإخوان المسلمين» الممتدة منذ عشرينات القرن الماضي. اهتم بموضوعات التدبير السياسي، وإدارة الشأن العام منذ بداياته الأكاديمية، ولمع اسمه بمشروعات كبرى تأسيسية تحاول تجاوز «نقد التراث»، التي كوّن له رأياً خاصاً بها، إذ ينتقد الطيب تيزيني، ومحمد الجابري، ومحمد أركون، وعبد الله العروي، وآخرين.

لا يفتخر رضوان السيد بأنه أبرز خمسين عالماً أزهرياً انشغل بالفلسفة، لأنه استطاع ملامسة قاع النص وأفق الجدال الألماني، وكتب عن الاستشراق الألماني كتاباً مهمّاً؛ وصنعت منه المعايشة مفكراً يتقبّل كلمات أنجيلا ميركل لرئيس وزراء لبنان السابق فؤاد السنيورة حين قالت: «إن دعمي لاستقبال المهاجرين كلّفني مقعدي السياسي، فالأمر معقد، وحركة التاريخ ستُسجل للمتطرفين مساوئهم، ولكنها لن ترحمنا، لأننا تكلسنا فلسفياً، وسمحنا للجماعات المتطرفة بصناعة وقود التطرف».

وعندما أجريت مع العلّامة رضوان السيد حواراً في 20 مايو (أيار) 2020، قال بالنص إن: «دراسته العلمية ليست مقاصدية، وإنما حصلْتُ على الشهادة الابتدائية من مدرسة المقاصد الخيرية الإسلامية في قريتنا ترشيش. ثم وبعد تخرجي في ألمانيا أسستُ بالمقاصد (المعهد العالي للدراسات الإسلامية)، وأدرتُه طوال عقدين».

ويضيف مولانا: «أنا في الحقيقة أزهري وشيخ. إذ بعد الشهادة الابتدائية دخلتُ في بيروت إلى المعهد الديني الذي تُديره دار الفتوى في لبنان واسمه: أزهر لبنان، لأن مصر كانت ترسل بعثة للتدريس فيه».

ثم يتحدث عن تخرجّه في المعهد الديني: «حين ذهبت للدراسات العليا بالأزهر في مصر تخرجت عام 1970 بالإجازة العالية في (العقيدة والفلسفة) من كلية أصول الدين. وفي العام 1972 حصلتُ على منحة من مؤسسة (أديناور) الألمانية، مدتها خمس سنوات، وذهبتُ إلى جامعة (توبنغن) بألمانيا الاتحادية؛ حيث حضّرتُ أُطروحةً في التخصص الرئيسي: الإسلاميات، وفي تخصصين فرعيين: اللاهوت الكاثوليكي والبروتستانتي، واللغات السامية. لقد أردتُ أن أكونَ اختصاصياً في فلسفة الدين بالفعل. ولولا أنه كان سيُفرض عليَّ تعلُّم اليونانية واللاتينية، وما كانت مدة المنحة تكفي، لأحببتُ أن يكون اختصاصي الرئيسي في الفلسفة الوسيطة».

الخلاصة؛ أن أستاذنا يرى أن الخطاب الديني العام مرتبط بكيفية صناعته؛ وكيف تجري الصياغة وسط المتغيرات الكثيرة والكثيفة. وهو شأنٌ كبيرٌ يمضي الحديث فيه كل يوم على وجه التقريب. ذلك أن المهمات الأساسية لعلماء الدين تتمثل في أربعة أمور: الدعوة لوحدة العقيدة والعبادة، والتعليم الديني، والفتوى، والإرشاد العام. الدين قوةٌ ناعمةٌ، وخطابها الإقناعي هو المعتبر، وليس الخطاب الاحتجاجي الذي لا يصنع اقتناعاً ولا ينتج رضاً أو سكينة.

يرى في كل حواراته أن المتغيرات تجتاحنا، ولا سبيل للمواجهة بعقلية المؤامرة على طول الخطّ. فكما تدربنا خلال العقود الأخيرة بالمعرفة والتأهُّل على مواجهة التطرف والإرهاب، وعلى المصير إلى الحوار العاقل والمنفتح، يكون علينا المصير إلى استمرار التأهُّل بالمعرفة لهذه المستجدات في حقائقها وفي وقائعها وإمكاناتها وتأثيراتها في الحاضر والمستقبل.

 

arabstoday

GMT 19:55 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

أورتاغوس تستفزّ إيران من قصر بعبدا

GMT 18:37 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

أصعب موقف يواجه المنطقة

GMT 18:36 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

48 ساعة كرة قدم فى القاهرة

GMT 14:32 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

سياسة ترامب.. بالونات اختبار

GMT 08:49 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

شاليهات

GMT 08:46 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

غزة بين خروج «حماس» أو ترحيل سكانها

GMT 08:45 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

سَلْمٌ الخاسِر و «بي بي سي»!

GMT 08:43 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

العَلمَانية... كلمة الجدل السائلة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التقليد الديني وأسس العنف التقليد الديني وأسس العنف



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 13:03 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

هالة صدقي تعلن أسباب هجرتها من القاهرة

GMT 16:57 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

قصي خولي يكشف مصير مسلسله مع نور الغندور

GMT 13:06 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

محمد سعد يحتفل بنجاح "الدشاش" بطريقته الخاصة

GMT 17:18 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

القوى العظمى.. يوتوبيا أم ديستوبيا؟

GMT 04:41 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

سماع دوي انفجارات قوية في كييف

GMT 04:32 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

زلزال يضرب بحر إيجة غرب تركيا

GMT 04:35 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

قوات الاحتلال تقتحم مخيم بلاطة شرقي نابلس

GMT 05:56 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

عاصفة شمسية تكشف أسرارًا مدهشة حول الأرض
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab