حين أخفق ماركس ونجح هيدغر
مصر تؤكد خلال اتصال بين عبد العاطي ولافروف دعمها لسوريا والتزامها بوحدة أراضيها واحترام سيادتها مقتل شاب واحتجاز جثته خلال اقتحام الجيش الإسرائيلي مخيم بلاطة في نابلس إسرائيل تعلن التعرف على هويات رفات أربعة رهائن أعادتهم حماس في إطار صفقة تبادل شملت إطلاق سراح دفعة جديدة من الأسرى الفلسطينيين الخارجية الإيرانية تعلن رفضها القاطع للهجمات الإسرائيلية الجديدة التي استهدفت مواقع في جنوب سوريا وضواحي دمشق جوًا وبرًا ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات في أفغانستان إسرائيل تطلق سراح 625 أسيرًا في الدفعة الأخيرة من التبادل وحماس تسلم 4 جثامين الخميس حماس تكشف عن آلية جديدة للإفراج عن الدفعة السابعة من الأسرى بشكل متزامن تحطم طائرة عسكرية سودانية في منطقة سكنية بأم درمان ومصرع 46 شخصاً بينهم اللواء بحر أحمد الصحة السودانية تؤكد ارتفاع عدد ضحايا تحطم الطائرة العسكرية في أم درمان إلى 19 شهيدًا قتلى ومصابين جراء تحطم طائرة عسكرية سودانية
أخر الأخبار

حين أخفق ماركس ونجح هيدغر

حين أخفق ماركس ونجح هيدغر

 العرب اليوم -

حين أخفق ماركس ونجح هيدغر

بقلم : فهد سليمان الشقيران

حين قابلتُ الفيلسوف الراحل مطاع صفدي في منتدى بدبي، كان بحثه بعنوان: «بحثاً عن براءة الصيرورة» للتوّ قد نشر في مجلته «الفكر العربي المعاصر»، وكنتُ قد قرأته وأردت النقاش معه.

وصار عنوان المجلة كلها «بحثاً عن براءة الصيرورة». وكان هذا آخر لقاء معه قبل رحيله. تحدثتُ تحديداً عن هذا البحث المهم والمفهوم العتيد. لقد كان في منتصف الثمانين من عمره ولكنه كان يقظاً، قال حين نريد أن نعرف فعلياً مفهوم الزمان فلا بد أن نقرأ الفيلسوف مارتن هيدغر، وما كان معجباً بأطروحة الفيلسوف عبد الرحمن بدوي حول الزمان لأنها مُغرقة في الوجودية الصلفة النزقة، لأن صفدي فسّر هيدغر ونظريته الزمانية ضمن موجة ما بعد الحداثة.

لم تكن القصّة تتعلق بفكرة هيدغر الفلسفية، وإنما تجاوزتها نحو المعاني السياسية والواقعية والعملية، فمفهوم الزمان عند هيدغر صائر، على عكس الفيلسوف هيغل قبله، حيث بوَّبها ضمن احتمالات المعاودة أو التجادل (الديالكتيك) الذي دمّره كارل ماركس في نظريته (القلب الديالكتيكي) والتي نقض بها حيرة هيغل. والفضل يعود لانغماسه بفلسفة فيورباخ الألماني. لقد كان ساحقاً للمعنى الهيغيلي بموضوع الجدلية الذي لم يثمر كثيراً، وإنما أسَّس لصروح فلسفية جديدة وعتيدة، وكتب عنه ماركس ملاحظة فلسفية مهمة عام 1845 بعنوان: «الآيديولوجية الألمانية».

إن صيرورة الزمان لها امتدادها منذ هيراقليطس في المئة الخامسة قبل الميلاد حين نظّر للصيرورة والنار، وقال عبارته الشهيرة التي أثّرت كثيراً في الفلاسفة من بعده كلهم ومنهم نيتشه حين قال: «الماء لا يجري في النهر مرتين». فالعالم يصير ولا يعود أبداً، والتاريخ لا يعيد نفسه كما يقال، وإنما الأفراد يكررون أخطاءهم. هذه ببساطة نظرية الصيرورة الزمانية؛ فكل ثانيةٍ تتبعها حمولة من المسؤوليات التي يجب على الإنسان أن يواكبها ضمن وجوده بل على المؤسسات والدول إدراك معنى الصيرورة.

إن نظرية ماركس «القلب الهيغيلي» لم تنجح لسببٍ بسيط هو أن نظريته تعتمد على أن التاريخ يتحرّك ضمن معركة دائمة، وثوريّة فائقةٍ بين مشروعين بُغية إنتاج نموذج ثالث أفضل، وهذا ما أثبتت الثورات والوقائع أنها نظريةٌ فاشلة، بدليل ما نشهده في الإقليم منذ عقود وإلى اليوم من دول مجاورة فاشلة.

إن المعنى الأساسي الذي طرحه هيدغر تطويراً لمن سبقه حول الصيرورة يقول لنا إن لكل حدثٍ نتيجةٍ، إما جيدةٌ وإما سيئة، وهذا ما طوّره جاك دريدا في مفهومه عن «الحدث والصورة» في كتابه بعد أحداث 11 سبتمبر (أيلول).

إن الفكرة الأصليّة بمفهوم الصيرورة لدى هيدغر تعتمد على الزمانية في إبصار الأمور. حتى الحركة السياسية، أو الكارثية، والحربية، لا تقاس بالحدث فقط، وإنما بالزمان، ولكن لماذا هذا التنظير الحاسم الذي قلته؟ إنني أُسبّب عليه بالآتي:

أولاً- إن التطوّر مفهوم مختلف عن الصيرورة، فالتطوّر هو ملك يدك تستطيع أن تقوم به في التفسير العلمي الطبيعي، أو القانوني، فهو انتقالٌ من طورٍ إلى آخر، فيما الصيرورة هي التي تملكك وتتحكم بمصيرك، هنا الفرق الهائل بين المفهومين.

التطوّر هو الخروج من طورٍ إلى آخَر ضمن أفكارٍ بشريةٍ محضة تُعنى بأسلوب الإدارة، أو الاقتصاد، أو السياسة، أو التبويب الاجتماعي العام، فيما الصيرورة طوفانٌ دائم. نحن في كل جزءٍ من الثانية في صيرورة دائمة، وهي ليست من صنع البشر وإنما هي جزء من الكينونة الوجودية.

ثانياً- إن التاريخ كله يطرح لنا نتائج، وهي خلاصة تجارب للبشر منذ حروب إسبرطة في اليونان التي تُعرف بالحرب الكورنثية في القرن الرابع قبل الميلاد، وصولاً إلى الحروب الأهلية في الشرق والغرب؛ وعليه فإن الخلاصات التاريخية لا يمكن أن تُنسب إلى موضوع التطوّر وإنما إلى مفهوم الصيرورة والزمان.

الخلاصة؛ أن هذه النظريات الكلّية وأبرزها مفهوم الصيرورة يجب أن تكون محلّ انتباه، لأن التاريخ ليس ملك الإنسان، بل الإنسان ملكٌ للصيرورة، فهي أساس الحدث، ومَن يغامر في الإقليم أو يقامر بالشعوب سوف يلاحقه هذا المفهوم. إننا أمام تحدياتٍ كبرى في الأفكار التي تُطرح. ببساطة لقد فشلت نظرية «القلب الهيغيلي» لكارل ماركس، ونجحت نظرية «الصيرورة» لمارتن هيدغر، والعاقل خصيم نفسه، ولله في خلقه شؤون

arabstoday

GMT 07:33 2025 الخميس ,27 شباط / فبراير

مفكرة القرية: الرسالة في الباقة

GMT 07:31 2025 الخميس ,27 شباط / فبراير

هل من تغيير بعد التشييع؟

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 شباط / فبراير

أبو مرزوق... «لو أني أعرفُ أن البحر عميقٌ»

GMT 07:28 2025 الخميس ,27 شباط / فبراير

السودان... ماذا بعد «الوثيقة المعدَّلة»؟

GMT 07:26 2025 الخميس ,27 شباط / فبراير

العدالة أولوية والتزام!

GMT 07:24 2025 الخميس ,27 شباط / فبراير

كشف أثري جديد في الأقصر... عودة أخرى

GMT 07:19 2025 الخميس ,27 شباط / فبراير

إعمار غزة بوجود أهلها

GMT 07:17 2025 الخميس ,27 شباط / فبراير

حرب المعادن السّامة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حين أخفق ماركس ونجح هيدغر حين أخفق ماركس ونجح هيدغر



أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 12:16 2025 الخميس ,27 شباط / فبراير

أمينة خليل تفجّر قضية حساسة في رمضان
 العرب اليوم - أمينة خليل تفجّر قضية حساسة في رمضان

GMT 04:28 2025 الإثنين ,24 شباط / فبراير

أستراليا تفرض غرامة مالية على تليغرام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab