فكرة المجتمع والنظرية السياسية

فكرة المجتمع والنظرية السياسية

فكرة المجتمع والنظرية السياسية

 العرب اليوم -

فكرة المجتمع والنظرية السياسية

بقلم : فهد سليمان الشقيران

 قوة تأسيس كل دولة تكمن في نجاح الرحلة الناقلة للمجتمع من «حالة الطبيعة» إلى المجتمع المدني. التناغم بين الأفراد والقبائل والديانات ضمن إطار التنوع المحفوظ بالقانون، ضمن ضبط أسس التفاوت بين الناس، كما يعبّر روسو، أو ضمن العدالة المنصفة، كما هي نظرية جون راولز.
تحوّل الإنسان من الحالة الطبيعية إلى المجتمع المؤسس درسه توماس هوبز بشكلٍ مبكر في «اللفياثان»، الفيلسوف الذي شهد الحرب الأهلية الإنجليزية، فهو ولد في الثلث الأخير من القرن السادس عشر، وشهد صراعات القرن السابع عشر، لقد أيقظت الحرب أسئلته المحورية والحيوية، وكل من كتب في «العقد الاجتماعي» من بعده كانوا منتبهين لأسئلته ومنوّعين عليها منذ روسو وحتى راولز. وقد قارنتُ بين الاثنين في عددٍ من المناسبات والندوات.
ركّب هوبز نظريته ضمن سلطة مطلقة للحاكم تمنع المجتمع من ممارسة حماقات الحرب الأهلية، فأصالة الشر هي التي تحرك الإنسان ضد الإنسان، فهو من كتب جملته الشهيرة في ذروة الاحتراب: «لقد أصبح الإنسان ذئباً على أخيه الإنسان».
ومن أجل تجنب الحمق البشري، يرى أن تأمين السلم يتم عبر تفويض الأفراد كل قوتهم وكل سلطتهم إلى رجل واحد، أو إلى هيئة اجتماعية، أو جمعية واحدة يمكنها أن توحد الإرادة. في كتابه «اللفياثان» يفصل أكثر حين يطلب من كل شخص أن يقول للرجل أو للجمعية: «إني أفوض كل حقي، وكل حقي في توجيه نفسي».
تجاوز هوبز «الوفاق» الاجتماعي، إلى توحيد الإرادة بالحاكم، ذلك أن على المحكومين أن يطيعوا الحاكم طالما كان قادراً على حمايتهم، وفي نظريته لا يجوز أصلاً من الناحيتين السياسية والقانونية وضع حدود على سلطة الحاكم، ولا يجوز حق التمرد والعصيان، لأن الحاكم غير ملزم بأي عقد؛ ذلك أن الحاكم ليس طرفاً، وإنما هو ممثل للمواطن، وعليه فلا يجوز مساءلته عن الطريقة التي يسير بها الرعية، بقوة «التفويض» للإرادات لهذا الرجل الحاكم كما يشرح عبد الرحمن بدوي، كما أن هوبز لا يعتبر الحرية شرطاً للعلمنة. في الإطار ذاته يسأل «آلان توران» هذا السؤال: هل فكرة المجتمع فكرة ضرورية؟! إجابته مختصرة ومفيدة خلاصتها الآتي:«إذا كانت الثقافة والحضارة هي الأنساق التي تحقق إعادة الإنتاج الاجتماعي أو المراقبة الاجتماعية، وبالتالي لا تفصل الفاعل الاجتماعي عن المنظومة الاجتماعية التي يحتل ضمنها موقعاً، فإن المجتمع يعرف بوجود نظام تم إنشاؤه بوساطة نوع من التدخل في الحياة الجماعية، وهو ما يقود إلى الفصل بين المنظومة الاجتماعية التي هي بمثابة «روح القوانين»، وبين الفاعلين الاجتماعيين الذين يهم بمثابة المادة الخام التي ينظمها القانون، وكأنها اللانظام الذي يتعين أن يُفرض عليه النظام.
وإذا أردنا استعمال تعبيرات كلاسيكية، فإننا سنقول بأن المجتمع هو بمثابة عقل، في حين أن الفاعلين الاجتماعيين أشخاص تحركهم الأهواء. الفكرة الأساسية أن المجتمع محكوم بعلاقاته القبلية في حالة الطبيعة الذئبية، إلا إذا جاءهم منقذ يؤطرهم على فلسفات الحق كما هو تعبير هيغل، بحيث يتأنق الإنسان من حيوانيته ليصل إلى الحياة المدنية المضبوطة بالدولة والمؤسسة والقانون، والرحلة الأوروبية من الذئبية إلى المدنية كانت شاقة جداً. بينما في دول أخرى ومنها دول الخليج انتقلت بشكلٍ سلس من حالة الطبيعة (القبيلة وسواها) إلى الدولة بفضل الآباء المؤسسين الحكماء.

 

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فكرة المجتمع والنظرية السياسية فكرة المجتمع والنظرية السياسية



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:02 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء
 العرب اليوم - أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء

GMT 02:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
 العرب اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 11:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يستهدف تجمعات إسرائيلية وإطلاق 30 مقذوفاً من لبنان
 العرب اليوم - حزب الله يستهدف تجمعات إسرائيلية وإطلاق 30 مقذوفاً من لبنان

GMT 10:04 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث
 العرب اليوم - شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث

GMT 06:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29
 العرب اليوم - غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 02:18 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (الجزء 1)

GMT 12:03 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 09:36 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ

GMT 22:02 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء

GMT 07:54 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

حميد الشاعري يكشف تفاصيل بيع بصمته الصوتية

GMT 13:50 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز موديلات ساعات اليد لإطلالة مميزة وراقية

GMT 02:04 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الرفاق حائرون... خصوم ترمب العرب

GMT 11:54 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 13:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ساعات اليد الرجالي وطرق تنسيقها مع الملابس

GMT 02:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الوفاء غائب ولغة التخوين والحقد حاضرة

GMT 07:41 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مجلس الأمن يصوت على مشروع قرار يدعو إلى وقف النار في السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab