خوارزميات دينيت هل للحاسوب عقل

خوارزميات دينيت.. هل للحاسوب عقل؟!

خوارزميات دينيت.. هل للحاسوب عقل؟!

 العرب اليوم -

خوارزميات دينيت هل للحاسوب عقل

بقلم : فهد سليمان الشقيران

من المؤكد أن الخوارزميات هي التي تنظم أفكار الفيلسوف «دانيال دينيت»، وهو فيلسوف وكاتب وعالم إدراكي أميركي يهتم بالبحث في فلسفة العقل، وفلسفة العلوم، فالفلسفة التحليلية تروم-كما يقول-تحقيق الموضوعية وتثبيت الحالات التي يمكن معها تأكيد الأفكار الفلسفية أو دحضها وعلى النحو الذي يفعله العلم مع النظريات المستحدثة، ومن المؤكد أن واحداً من المآخذ التي حملتها الفلسفة التحليلية دوماً تجاه المدارس الفلسفية (الأوروبية بخاصة) هو أن تلك المدارس بدت وكأنها تجعل من ممارساتها الفلسفية عروضاً لباليهات لفظية. حوار بين «هارفي بلوم» مع الفيلسوف ترجمته لطيفة الدليمي كان مفتاحاً لشرح رأيه هذا حول الفلسفة التحليلية، والأهم تركيزه على شرح نظريته حوار الخوارزميات.
يشرح نظريته بقوله:«الخوارزميات واحدة من أفكاري الجوهرية، ولتوضيحها دعني أسوق التفاصيل التالية: سبق لِـ (ديفيد هيوم) أن كتب بشأن الأفكار والانطباعات المعقدة، وما أراده «هيومش حقاً هو توضيح ما عناه بعبارة «تداعي الأفكار» - كيف تكون فكرةٌ ما مدعاة لاستحضار فكرة أخرى بما يشكّل (قطاراً) من الأفكار، وقد أراد «هيوم» الكشف عن النظام الحاكم لتطور الأفكار بما يشبه مسيرة احتفالية لا نحتاج فيها مديراً مفترضاً يكون مسؤولاً عن إدارة العرض. كنت مرة أحاول توضيح هذه الفكرة فانبرى طالب لي قائلاً:« أراد هيوم جعل الأفكار تفكر لذاتها»، وهنا عقّبت:« تفكر لذاتها!! إذن أنت تريد إخراج الفيلسوف من المشهد كله». هكذا هو الأمر إذن: إذا كنت تريد الإبقاء على صورة المفكر في المشهد ولم تخرجه خارجاً فأنت لم تبدأ بعدُ في التعامل مع العقل لوحده فحسب».

ولكن كيف السبيل إلى كسر الرغبة في التعامل خارج حدود العقل؟ يجيب:«حاول هيوم ذلك مثلما حاول (سكنر Skinner) بعده، لكن تورنغ Turing هو من أصاب نجاحاً مذهلاً: تورنغ هو من نجح في تشخيص الكيفية التي يمكن معها جعل الأفكار تفكر لذاتها. يمكنك مثلاً أن تكتب وصفة بشان فعالية فكرية ما، ثم تعطي تلك الوصفة لرياضياتي سيتبع تلك الوصفة تماماً وسيحصل على نفس الفعالية الفكرية التي قمتَ بها أصلاً. هنا يصيح تورنغ بأعلى صوته:« أوووووه، لكنك تستطيع تجاوز الرياضياتي وجعله خارج المشهد تماماً. تستطيع أن تعطي وصفتك لآلة وستنفذها بدقة، وحينها يمكن إزالة الطرف الوسطي في العملية كلها ».
لكن هل يمكن للحاسوب أن يفكر؟! وهل يكون عقلاً له صفة التكامل؟!
يجيب:«أبان تورنغ» (في عمله الثوري) «أن الحاسوب إذا ما استطاع إتمام عمليات الجمع والطرح والضرب والقسمة، وإذا ما استطاع إخبارنا عن الفرق بين الصفر والواحد فيمكن له حينئذ أن يفعل أي شيء آخر، بعبارة أخرى يمكن للحاسوب أن يكون عقلاً كاملاً، وحينئذ تكون قد وجدت حلاً لمعضلة هيوم الإشكالية في كيفية جعل الأفكار تفكر بذاتها ولذاتها. تلك هي فكرة الخوارزمية».
الخلاصة، أن الانفجار التقني الهائل جعل الفلاسفة يتجهون أكثر للإجابات حول الحواسيب، وتقنيات الخوارزميات المبثوثة الآن في تطبيق مثل«التيك توك» وسواها، إن التقدم التقني للحواسيب والتقنيات والتطبيقات، والروبوتات وما بعد الروبوتات له مساره العلمي ذو الاتصال بالفلسفة على النحو الذي شرحه دينيت مستعيداً نظرية ديفيد هيوم.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خوارزميات دينيت هل للحاسوب عقل خوارزميات دينيت هل للحاسوب عقل



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:02 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء
 العرب اليوم - أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء

GMT 02:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
 العرب اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 11:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يستهدف تجمعات إسرائيلية وإطلاق 30 مقذوفاً من لبنان
 العرب اليوم - حزب الله يستهدف تجمعات إسرائيلية وإطلاق 30 مقذوفاً من لبنان

GMT 10:04 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث
 العرب اليوم - شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث

GMT 06:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29
 العرب اليوم - غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 01:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العنف فى المدارس !

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 02:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 08:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل جندي إسرائيلي من لواء كفير برصاص قناص شمال قطاع غزة

GMT 07:19 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 4.7 درجات يضرب أفغانستان في ساعة مبكرة من اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 06:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يحذّر من حقبة "تغيير سياسي كبير" بعد فوز ترامب

GMT 13:36 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"تسلا" تستدعي 2400 شاحنة من "Cybertruck" بسبب مشاكل تقنية

GMT 22:39 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط قنبلتين ضوئيتين في ساحة منزل نتنياهو

GMT 16:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فهمي ضيف شرف سينما 2024 بـ 3 أفلام

GMT 14:15 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد أمين يعود بالكوميديا في رمضان 2025

GMT 14:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

هند صبري تكشف سر نجاحها بعيداً عن منافسة النجوم

GMT 07:39 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية تقتل 20 فلسطينياً في وسط وجنوب قطاع غزة

GMT 18:37 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت التعليق على الطعام غير الجيد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab