أبواب الحروب المفتوحة

أبواب الحروب المفتوحة!

أبواب الحروب المفتوحة!

 العرب اليوم -

أبواب الحروب المفتوحة

صالح القلاب
بقلم : صالح القلاب

ما كان متوقعاً أن يذهب العالم في القرن الحادي والعشرين إلى كل هذه الاهتزازات والحروب المتصاعدة، والمفترض بدل هزِّ القبضات العسكرية أنْ يكون هناك استقرار، وأنْ يكون التركيز على التعاون الاقتصادي وعلى فتح أبواب الجامعات لكلِّ سكان الكرة الأرضية، وإذْ إنه بدل هذا كله قد بات هذا القرن الجديد يهتزُّ كقصلة في مهبِّ الرياح العاتية... فالاقتتال قد بات يدقُّ أبواب الكرة الأرضية كلها بما في ذلك الأبواب الأوروبية!
الآن، هناك عُقدة؛ لا بل أزمة، اسمها «تايوان»... عُقدة غير معروف كيف سيكون حلها، وبالطبع فإنّ هذه ليست العُقدة الوحيدة التي تشكّل أزمة هائلة قد تنفجر في أي لحظة.
وماذا عن المنطقة؟ وما معنى أن نرى كل هذا الذي نراه ليس في السراديب المظلمة وإنما وفي وضح النهار؟! وما معنى أن تكون هناك كل هذه الاعتداءات من العدو الصهيوني... نعم العدو الصهيوني وليس غيره... والتحدي لكل القوانين والشرعية الدولية؟
وهنا فإنّ ما يوجع القلوب بالفعل هو أنّ يقف العالم مكتوف الأيدي أمام ما يرتكبه هذا العدو الصهيوني وألا يعدّ ذلك مرفوضاً، فما معنى أن يحصل كل هذا الذي يحصل وأنْ يقوم «الأعداء» الصهاينة بكل ما يقومون به... وسط هذا الصمت والتواطؤ الدولي؟
والمعروف، لا بل المؤكد، أنّ المسجد الأقصى بالنسبة إلى العرب والمسلمين تصل مكانته إلى أهم مقدساتهم الإسلامية، لكن مع ذلك فإن التحدي قد وصل إلى أنّ الجماعات اليهودية المتطرفة قد نشرت إعلاناً في بلدة القدس القديمة تُغري فيه القاطنين قرب الأقصى بتخزين قرابينهم مقابل أجر مادي... ودأبت على دعوة أنصارها للتجمع على أبواب الأقصى عشية أحد أعيادهم وذبح قرابينهم.
ثم وللمزيد من المواجهة والتحدي فإن «15» حاخاماً يهودياً متطرفاً قد أرسلوا كتاباً إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير ما يسمى «الأمن القومي»، يطالبون فيه بالسماح بذبح «القربان» داخل المسجد الأقصى... والإعلان لاحقاً عن جوائز مالية مجزية لمن ينجح في ذبح قربانه في المسجد الأقصى.
ويقيناً إن هذا تحدٍّ مكشوف ومواجهة فعلية وحقيقية... وهنا فإن الأكثر تحدياً هو أنّ «جماعات الهيكل المزعوم» و«حركة نعود للجبل» رصدت مبالغ مجزية للمستوطنين الذين يحاولون ذبح «قربان» في المسجد الأقصى المبارك خلال عيد الفصح اليهودي.
والأكثر خطورة هنا وفي هذا المجال هو أنّ الإسرائيليين يحاولون جعل المسجد الأقصى قضية متنازعاً عليها، وحقيقةً إنّ هذه المسألة قد أصبحت مسألة «كسر عظم» كما يقال، وإنّ هذه المسألة بالنسبة إلى المسلمين والعرب عموماً مسألة كسر عظم فعليّ وحقيقيّ، وإنّ كل ما يريده الإسرائيليون هو جعل المسجد الأقصى مسألة متنازعاً عليها... وهذا بالتأكيد غير ممكن على الإطلاق، فالقدس قد بقيت، وعلى مدى حركة التاريخ، جوهرة عربية للمسلمين وأشقائهم المسيحيين... وإنّ هذه مسألة لا يمكن التفريط فيها سواءً أطال الزمان أم قصر!
إنّ ما تقوم به حكومة المتطرفين الصهاينة التي تقود إسرائيل إلى حتفها المحتوم، تجاه المسجد الأقصى من اقتحامات وتدنيس يومي، واعتداءات شنيعة على المرابطين والمصلين في الحرم القدسي يصب النار على الزيت، ويمكن أن يحوّل هذا الصراع مع هذا السرطان الاستيطاني إلى حرب دينية لا تُبقي ولا تَذَر، وهذا بالتأكيد ليس في صالح أحد ولا في صالح العالم الذي يقف متفرجاً على ما تفعله الإسرائيل هذه ضد أحد أقدس مواقع المسلمين.
تدفع إسرائيل اليوم المنطقة كلها إلى الانفجار، بل تضعها على فوهة بركان يغلي، ورغم ما تعانيه داخلياً من انقسام وصراع شديد واستقطابات تُلهب الشارع وتهدد بقاء هذا الكيان الهش، فإنها لا تتردد في التصعيد سواء في القدس الشريف أو في الضفة الغربية المحتلة؛ استيطاناً وقتلاً واقتحامات وقضماً للأراضي، وإطلاقاً لأيدي المتطرفين والمستوطنين وعتاة اليمين الذين وجدوا نفوذهم داخل حكومة نتنياهو... لا بل إنها تُلقي التهديدات يميناً وشمالاً بفتح جبهات وحروب في الغرب وضد قطاع غزة... وأيضاً شمالا تجاه لبنان... بينما تواصل تهديداتها بعزمها ضرب إيران، لتكتمل الدائرة الجهنمية وتشتعل المنطقة بالحروب والدمار.
كأنَّه لم يعد يكفي هذا العالم اليوم الحرب الطاحنة الدائرة في أوكرانيا والتهديد بتصعيدها إلى حرب عالمية ثالثة، لن تكون الصين هي الأخرى ببعيدة عنها... لتأتي إسرائيل، محراك الشر الأول في هذا العالم كما يقال، لتتوعد ويسيل الزبد من فمها، وهي تهدد بإحراق المنطقة وإشعال الحروب والدمار فيها.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أبواب الحروب المفتوحة أبواب الحروب المفتوحة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab