مشكلة إيران مع العرب الخليج سيبقى عربياً

مشكلة إيران مع العرب... الخليج سيبقى عربياً!

مشكلة إيران مع العرب... الخليج سيبقى عربياً!

 العرب اليوم -

مشكلة إيران مع العرب الخليج سيبقى عربياً

بقلم:صالح القلاب

لا يهمنا كعرب، وهذا باستثناء الذين عروبتهم غير مكتملة لا بل إنها مشروخة، أنْ يستقيل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان من منصبه أو يتخلّى عنه فهذه مسألة لا تهمنا، أما ما يهمنا كثيراً هو أنْ يُستدعى السفير العراقي في طهران ليبلَغ رسمياً بالاحتجاج على إطلاق العراقيين تسمية «الخليج العربي»، فمشكلة الإيرانيين، أي هذا النظام الإيراني، أنه لا يعترف لا بالعرب ولا بالعروبة وأنه يواصل التمسك بتبعية منطقة الخليج العربي كلها لإيران... وبالشاهنشاية!
وبالطبع؛ فإنّ وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان ذاته كان قد استُدعي لاستجوابه في طهران، وأنه قد تعرض لانتقادات شديدة في المواقع والصحف الإيرانية الداخلية «الموجهة رسمياً» لحضوره مؤتمر «بغداد 2» على ساحل البحر الميت في الأردن قبل أسابيع، وقد رأى بعض المحللين أنّ هذه محاولة لحذف إيران من المعادلات الإقليمية وأيضاً تم انتقاد الدبلوماسية الإيرانية من عشرات السفراء الإيرانيين السابقين، على خلفية الموقف من الحرب الروسية - الأوكرانية وغيرها من قضايا، ووُجِّهت سهام النقد بصورة مباشرة إلى وزير الخارجية.
وتعليقاً على هذا كله، فإنّ السفير الإيراني الأسبق لدى بريطانيا جلال ساديتيان قد وصف أداء الحكومة الإيرانية الحالية في السياسة الخارجية بالضعف للغاية وأنه لا يوجد توازن في العلاقات الخارجية الإيرانية، وهذه مسألة واضحة ومعروفة وإلى حدّ أنّ هناك قناعة بأنه لا توجد سياسة إيرانية خارجية وأنّ طهران قد اعتمدت على العلاقات الصينية - الروسية.
والمهم في هذا كله، أنّ صحيفة «فرهيختكان» التي يرأس مجلس إدارتها علي أكبر ولايتي، مستشار الشؤون الدولية لخامنئي، قد قالت إن تصرفات عبداللهيان تشكّل «مساراً مؤذياً ودليلاً على ضعف جدي في المجال الدبلوماسي الإيراني... وأن موقفه الجديد هذا لا يمكن أن يكون مقاربة دبلوماسية صحيحة لتأمين المصالح الوطنية الإيرانية».
وهنا، فإنّ الانتقادات والتشكيك في مؤهلات عبداللهيان في السياسة الخارجية قد عادت إلى الواجهة مجدداً، وهذا مع تصاعد ردود الأفعال الغاضبة في إيران على تسمية الخليج بـ«الخليج العربي» في بطولة «الخليج 25» الكروية، التي استضافها العراق الشقيق، وهذا ما دعا عبداللهيان إلى استدعاء السفير العراقي إلى وزارة الخارجية الإيرانية في طهران، وحيث قال في تصريح له بعد هذا اللقاء: «تم استدعاء السفير العراقي إلى الخارجية بعد استخدام السلطات العراقية مصطلحاً وهمياً بدلاً من الخليج الفارسي، وعكسنا للجانب العراقي حساسية الشعب الإيراني العظيم تجاه استخدام المصطلح الدقيق والكامل للخليج الفارسي».
وإنه من اللافت حقاً وحقيقةً كل هذه الضجة والعدائية الإيرانية تجاه العراق وتجاه تسمية الخليج العربي بـ«العربي» وعدّه أمراً عدائياً من الإيرانيين الذين يصرون على تسميته «الخليج الفارسي» رغم أنه كان وسيبقى خليجياً عربياً.
وقد انضم إلى «جوقة» الهجوم على العراق لإطلاق تسمية الخليج العربي على دورة «كأس خليجي 25» ما يسمى وزير الرياضة والشباب الإيراني حميد رضا سجادي، الذي استنكر هو الآخر ما قال إنه «تحريف اسم الخليج الفارسي»، واستخدام اسم مزيف من رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا».
بينما ذهب الاتحاد الإيراني لكرة القدم إلى التلويح والتهديد بأنه بصدد رفع شكوى لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) احتجاجاً على تسمية «خليجي 25» ببطولة الخليج العربي لكرة القدم، والتي شاركت فيها منتخبات 8 دول عربية، وهي: العراق، وسلطنة عمان، والسعودية، واليمن، والبحرين، والإمارات، والكويت، وقطر.
وهذا دفع صحيفة «شرق» إلى انتقاد الجهاز الدبلوماسي الإيراني، واتهمته بـ«الانفعال»، وقالت إن مباريات كرة القدم في البصرة مهّدت لطرح مزاعم معادية لإيران في العراق، ما أدى إلى مطالبة وزارة الخارجية الإيرانية باتخاذ موقف رسمي من تصريحات نُسبت إلى رئيس الوزراء العراقي ولمقتدى الصدر أيضاً.
بل لم يقف الأمر عند هذا الحد الاستعلائي من الإيرانيين تجاه كل ما هو عربي، حيث إن البرلمان الإيراني قام هو الآخر بمهاجمة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، على ذكرهما في تصريحات لهما مفردة الخليج العربي عند الحديث عن البطولة الكروية في البصرة.
إن المشكلة، حقاً وحقيقةً، أن هذه الحملة «العرمرمية» والشعواء على العراق لمجرد استخدام وصف الخليج العربي للخليج العربي حقاً وتاريخياً وواقعياً، يعكس ليس فقط النظرة الاستعلائية والمتكبرة ضد العرب والعروبة بل أيضاً حجم العداء الذي يكنّه ملالي إيران للدول العربية وللعرب أساساً، وأنه لا صحة ولا مصداقية أيضاً لكل ما يصرحون به من رغبة في إقامة علاقات طبيعية مع الجيران العرب... بينما هم، أي الإيرانيين، يسيطرون ويحتلون فعلاً دولاً عربية ويتحكمون فيها وفي إرادتها رغماً عن شعوبها.
حقيقةً لا يهمنا كعرب الانتقادات الداخلية الإيرانية للدبلوماسية الإيرانية ولوزير خارجيتهم حسين أمير عبداللهيان، وأن يستقيل هذا الأخير أو أن يتم التخلي عنه من نظامه، لكن ما يهم كل عربي باستثناء أولئك الذين عروبتهم مشروخة وغير مكتملة هو هذا الهجوم والاستعداء الجديد للعرب على تسمية الخليج بالعربي، وهو كذلك وسيبقى كذلك... رضي ملالي طهران أو لم يرضوا، فمشكلة هذا النظام العدواني هي مع العرب والعروبة ومع عقليته الاستعلائية على كل ما هو عربي.

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مشكلة إيران مع العرب الخليج سيبقى عربياً مشكلة إيران مع العرب الخليج سيبقى عربياً



ميريام فارس تتألق بإطلالات ربيعية مبهجة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:01 2025 الإثنين ,28 إبريل / نيسان

استشهاد 70 شخصًا فى قطاع غزة خلال 24 ساعة

GMT 00:58 2025 الإثنين ,28 إبريل / نيسان

أوغندا تعلن السيطرة على تفشي وباء إيبولا

GMT 01:04 2025 الإثنين ,28 إبريل / نيسان

قصف مبنى في ضاحية بيروت عقب تحذير إسرائيلي

GMT 02:57 2025 الإثنين ,28 إبريل / نيسان

الطيران الأميركي يستهدف السجن الاحتياطي

GMT 20:28 2025 الأحد ,27 إبريل / نيسان

أخطاء شائعة في تنظيف المرايا تُفسد بريقها

GMT 08:52 2025 السبت ,26 إبريل / نيسان

قادة العالم يشاركون في جنازة البابا فرنسيس

GMT 04:05 2025 الإثنين ,28 إبريل / نيسان

مصر تبحث تطورات المفاوضات الأميركية الإيرانية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab