المسيرة العربية الحضارية وعطاءات العرب التاريخية

المسيرة العربية الحضارية... وعطاءات العرب التاريخية!

المسيرة العربية الحضارية... وعطاءات العرب التاريخية!

 العرب اليوم -

المسيرة العربية الحضارية وعطاءات العرب التاريخية

بقلم:صالح القلاب

رغم كل ما يعانيه العرب اليوم من تفتت ونظرة تشاؤمية لأوضاعهم الحضارية بين الأمم والشعوب في هذا العالم المترامي الأطراف، وحالة الضعف التي سمحت لإيران وغير إيران بمحاولة نهشها ومد أصابعها في شؤونها، فإن التمعن في الصورة بأكملها، وبدقة، يثبت أن هذه الأمة العظيمة حقاً، كانت عظيمة ومنارة للعلم والحضارة في غابر الأيام، ولا تزال عظيمة تمد العالم في أربع رياح الأرض بعطاءات أبنائها العلمية والحضارية.
كل الأمم والشعوب تشهد في تاريخها ومحطات عمرها كبوات ولحظات ضعف وربما هوان، وحال أمتنا العربية العظيمة حقاً لا يخرج عن هذا السياق والخط، لكنها أمة بقيت حية ومنارة لكل شعوب وحضارات العالم، وستبقى بإذن الله كذلك، حقاً وحقيقة، وحيث ستصمد ومهما حاول الأعداء، وتتقدم إلى الأمام وتستعيد دورها الطليعي والحقيقي في هذا الكون الكبير.
ومع التأكيد على أن هذا الوطن العربي العظيم والكبير، الذي قد أصبح يحتل، وبكل دوله، هذه المكانة الكونية الكبيرة والفاعلة والمؤثرة، سيستعيد أمجاد الماضي كلها، وفعلاً إنه قد استعادها، وأنّ دولاً كبرى كالولايات المتحدة الأميركية، والدول الأوروبية بكل ثقلها، قد باتت تتعاطى اليوم مع العرب كأمة مقتدرة وفاعلة، وهذا ينطبق على الدول الأجنبية الفاعلة الأخرى كلها، وهذا مع أنّ الكون كله قد أصبح قرية صغيرة مصالحها متداخلة، وكأنَّها دولة واحدة تتوزع أربع رياح الكرة الأرضية.
إلى ما قبل سنوات وعقود ماضية قليلة كانت الأوضاع العربية ليست على ما أصبحت عليه الآن، وكانت الدول الكبرى الغربية والشرقية، والجنوبية والشمالية، «تتناهش» الوطن العربي استعماراً ونهباً لخيراته، بينما هي، أي هذه الأمة العربية، كانت واقعة في لحظةٍ تاريخيةٍ مريضةٍ تتقاسمها الدول؛ فبريطانيا العظمى لها حصتها، وبالطبع وفرنسا وألمانيا، وحتى «الرفاق الروس» قد أصبحت لهم حصتهم، وكذلك دولٌ صغيرة كانت مختفية في هذه القارات الكبرى.
وبالطبع، وإلى الدرجة التي بات كل جزء في الوطن العربي الذي يحتوي على خيرات الكرة الأرضية كلها، يتناهشه الاستعماريون الجشعون والمتسلحون بالقوة، وفي مقدمتهم الدولة «الصديقة» بريطانيا العظمى، التي لم تصبح عظمى إلّا بعدما تمددت في هذه الكرة الأرضية كلها، ومن اليابان شرقاً، وحتى أميركا غرباً التي أصبحت لاحقاً الولايات المتحدة الأميركية.
والمعروف، لا بل المؤكد، أنّ هذا الوطن العربي العظيم كان في فترة تاريخية، سبقت المرحلة العثمانية والإيرانية، أعظم قوة في العالم بأسره، وهذا إنْ كان في آسيا أو أفريقيا، وأيضاً وإن في أوروبا، وفي أربع رياح الكرة الأرضية، والمعروف أنّ أوروبا قد شهدت في مرحلة تاريخية عظيمة إلى جانبها أهم دولة في العالم بأسره، هي الدولة العربية الإسلامية العظيمة، وقد صعدت صعوداً تاريخياً، والمقصود هنا ليس صعوداً بالقوة العسكرية فقط وإنما بالعطاء التاريخي، وحيث إنّ ذلك التحول التاريخي الذي كانت قد شهدته حضارياً إسبانيا، بوابة الغرب، والتي كانت قد وُصفت بأنها عربية، لم تشهده في تلك المرحلة المتقدمة أي دولة في العالم، فقط لأن العرب الحضاريين دخلوها ونشروا فيها العلم والحضارة، مما يعني أنّ التقدم الحضاري لا يقتصر على الأسلحة والفتوحات، وإنما بالأساس على المدارس والجامعات، وعلى الدفاتر والأقلام في أيدي أطفال مصر، وأطفال بغداد، وأطفال كل أمصار العرب، ولاحقاً أطفال الأندلس.
إنّ حديثنا هذا هو عن الانتفاضة العربية التاريخية، بل الثورة الحضارية العربية، وأن هذه الثورة لم تتوقف على الإبداعات والعطاءات العلمية والأدبية التي كانت قد وصلت إلى أربع رياح الكرة الأرضية في الفترة التاريخية الماضية، وهنا فإنّ ما يجب أن تدركه أجيالنا الصاعدة هو أنّ هذه الإنجازات العربية العظيمة السابقة يوجد مثلها اليوم، علماً وأدباً وترجمة وفناً، وقد أصبحت جزءاً رئيسياً من الحضارة العالمية، وأنه قد أصبح هناك الألوف من المبدعين العرب في أهم الجامعات الغربية، وأنّ اللغة العربية قد أصبحت لغة رئيسية في غالبية معاهد الدول العلمية.
ثم وبالطبع، فإن بلادنا العربية رغم بؤس الواقع المعيش في كثير منها تحفل بأهم المعاهد العلمية والجامعات، وبأهم العقول والعلماء والأدباء والمفكرين، وهي تسعى لأن تلاحق دول العالم المتقدمة في العلم والصناعة، خاصة أن الله حباها بإمكانات وموارد مهمة تؤهلها لأخذ دورها الحضاري الذي تستحق حقاً وحقيقة.
ويقينا أنه عندما يصل العرب إلى كل هذا الذي قد وصلوا إليه، وفي أربع رياح الكرة الأرضية، فإنه يعني أن أمتنا العربية الواحدة... ذات رسالة خالدة بالفعل... وأنّ جامعات العالم كله، من الشرق إلى الغرب، ومن الشمال إلى الجنوب، مطرزة بالكفاءات العربية الكبرى والعظيمة، وهذا يؤكد أن العديد من الإنجازات الحضارية في الكون كله فيه مساهمات عربية حقيقية وأصيلة. ولذا فهي أمة ذات رسالة خالدة.

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المسيرة العربية الحضارية وعطاءات العرب التاريخية المسيرة العربية الحضارية وعطاءات العرب التاريخية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 11:51 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تليغرام يطلق تحديثات ضخمة لاستعادة ثقة مستخدميه من جديد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد العوضي يكشف عن بطلة مسلسله بعد انتقاد الجمهور

GMT 06:02 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر

GMT 03:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تطالب بتبني قرار لوقف إطلاق النار في قطاع غزة

GMT 06:00 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتلة صورة النصر

GMT 18:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 18:00 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يكشف سر تكريم أحمد عز في مهرجان القاهرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab