هل أوروبا في انتظار حرب طاحنة

هل أوروبا في انتظار حرب طاحنة؟!

هل أوروبا في انتظار حرب طاحنة؟!

 العرب اليوم -

هل أوروبا في انتظار حرب طاحنة

بقلم - صالح القلاب

كل الدول الاشتراكية السابقة التي بلغ عددها خمس عشرة دولة باتت ترتجف خوفاً وعلى أساس أنها ستلحق بأوكرانيا، فروسيا فلاديمير بوتين من الواضح، لا بل من المؤكد، أنها ستسترد كل ما كان جزءاً منها وتابعاً لها، وهذا كان قد «لمّح» إليه الرئيس الروسي المصمم على استعادة ما كان تابعاً للاتحاد السوفياتي عندما كان في ذروة تألقه وكان يتبعه العديد من الدول التي كانت توصف بأنها جزء مما كان يعتبر المجموعة الشرقية.
الآن أخذ الرئيس فلاديمير بوتين مكانة قادة الاتحاد السوفياتي وعلى رأسهم جوزيف ستالين، وهو كما هو مؤكد لن يتوقف بعد اجتياح أوكرانيا فعينه كرئيس لروسيا «الاتحادية» على استعادة هذه الدول كاستعادته للدولة الأوكرانية وهذه قضية لا شك فيها وهذا ما جعل هذه الدول المشار إليها غير واثقة لا بالولايات المتحدة ولا بالعديد من الدول الأوروبية.
وهكذا فإن من حق الدول الاشتراكية الأوروبية السابقة أن ترتجف خوفاً، فهي كلها كانت فعلياً وعملياً جزءاً من الاتحاد السوفياتي.. ولعل ما أصاب هذه الدول بالرعب والخوف هو أن هذا الوضع قد عاد إلى ما كان عليه ولكن باسم أكثر بريقاً وجاذبية وهو روسيا التي كانت في فترة تاريخية قد لعبت أدواراً رئيسية إنْ في أوروبا وإنْ حتى فيما هو شرق البحر الأبيض المتوسط.
وهنا فإنه يسود اعتقاد، وهو اعتقاد، إنْ ليس مؤكداً فشبه مؤكد، أنه ستكون هناك عودة، وهناك من يقول إنها ستكون عاجلة، لصراع المعسكرات وعلى غرار ما كانت عليه الأمور في عهد الاتحاد السوفياتي عندما كان في ذروة تألقه وكانت تتبع إليه تبعيةً إلحاقيةً إنْ ليس كل فمعظم دول أوروبا الشرقية ومعها بالطبع العديد من دول أميركا اللاتينية وحتى بعض الدول العربية!!
إنه لا يمكن أن يسكت لا الروس ولا الأوروبيون على ما ستقرره مستجدات هذه المرحلة الشديدة التوتر، فهناك صراع تاريخي بقي كجذوة جمر متقد ولكن تحت رماد كانت ولا تزال تذروه الرياح بين فينة وأخرى وهذا يعني أنه ورغم كل هذا الكلام الجميل الذي يصدر من الشرق والغرب فإنه ستكون هناك لحظة تاريخية ستتصادم خلالها المصالح وهذا ما كان سائداً في معظم حقب التاريخ وأدى إلى حروب طاحنة دموية ومدمرة لا تزال ولم ينتهِ تأثيرها بين بعض الدول الأوروبية... ولا تزال هناك إمكانية لتجدد الصراع بين هذه الدول إنْ على أساس المجالات الحيوية إنْ في أوروبا أو حتى في الشرق القريب والبعيد وغير المستقر وأيضاً وإنْ حتى في القارة الأفريقية.
والسؤال هنا هو: هل من الممكن يا ترى أن تسكت الدول الأوروبية، دول الاتحاد الأوروبي، الرئيسية، مثل بريطانيا «العظمى» وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا... وأيضاً اليونان وباقي ما تبقى، عن أن تنتزع منها خمس عشرة دولة أوروبية؟ وهل فعلاً أن هذه الدول التي من الواضح أن روسيا تسعى جدياً لاستعادتها سترفع أيديها تسليماً بالمشيئة الروسية؟
إن هذه مسألة إن لم تتم معالجتها بالأساليب والوسائل السلمية فإنها ستؤدي إلى حرب عالمية جديدة لا محالة والمعروف أن الحربين العالميتين، الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية، كانت دوافعهما وأسبابهما أقل كثيراً من دوافع هذه الحرب المتوقعة بين الغرب والشرق وعلى أساس أنه لا يمكن الصمت على هذا التمدد الروسي الزاحف ولا على أي تمدد آخر أيضاً، فالمثل يقول إن أعتى الحروب وأشرسها قد تبدأ بخطوة صغيرة وإن أكثر النيران اشتعالاً والتهاباً قد تبدأ بشرارة واحدة وإن النفس أمارة بالسوء... وإن الكرة الأرضية كما هو معروف تطفح في هذه المرحلة المتأرجحة بالنفوس والنوايا السيئة.
ثم وأكثر من هذا... كيف يا ترى لا يمكن أن نتوقع حرباً... أو حروباً مدمرة في هذه المنطقة وواقع الحال هو هذا الواقع، الذي لا يسر الصديق ولا يغيظ العدا، فإيران التي من المفترض أنها دولة شقيقة، وهذا غير صحيح على الإطلاق، لا في هذا العهد غير الميمون ولا في غيره ولا حتى في مرحلة الفترة الشاهنشاهية، ها هي تفعل الآن كل هذا الذي تفعله في هذه المنطقة وهي قد باتت تتدخل تدخلاً احتلالياً ليس في دولة عربية واحدة وإنما في معظم دول هذه المنطقة.
والأخطر هنا هو أن إيران هذه، الدولة التي من المفترض أنها دولة شقيقة، لم تكتفِ بمجرد انتزاع عدد من دول الخليج من إطارها العربي وتحويله إلى دويلات مذهبية وذلك بالإضافة إلى كل هذا التدخل العسكري والأمني وكل شيء إن ليس في كل ففي معظم الدول العربية... ومن بينها اثنتان من الدول الرئيسية التاريخية أي سوريا والعراق وحيث كانت هناك «الدولة الأموية» و«الدولة العباسية».
وهذا يعني أن إيران تحديداً هي فعلياً وعملياً أخطر من دولة إسرائيل التي باستثناء مجموعة نفتالي بنيت المعروفة، تتصرف على أساس أنها جزء من هذه المنطقة وأن هناك من باتوا يعتبرون أنه لا علاقة لهم لا بهذه الحكومة الإسرائيلية ولا بالمتطرفين الإسرائيليين الذين لا يزال بعضهم يرفع شعاراً سخيفاً هو: «أرضك يا إسرائيل من النيل إلى الفرات»!!
وعليه وفي النهاية وبالعودة إلى البدايات فإنه ليس سهلاً أن تسترد روسيا فلاديمير بوتين خمس عشرة دولة باتت دولاً أوروبية، حتى النخاع كما يقال، فهذه الدول أصبحت بعيدة كل البعد كله عن فلاديمير بوتين ودولته التي يصفها البعض بأنها شيوعية، وأغلب الظن أنها ليست كذلك، ويبقى هنا أن أوروبا في ضوء هذا كله قد أصبحت مقبلة على صراع تاريخي... اللهم إلا إذا كان الرئيس الروسي سيكتفي من الغنيمة بالإياب ويكتفي بأوكرانيا هذه التي كانت ولا تزال دولة غنية وجميلة!!

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل أوروبا في انتظار حرب طاحنة هل أوروبا في انتظار حرب طاحنة



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:30 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ميسي يثير الغموض حول مشاركته في كأس العالم 2026
 العرب اليوم - ميسي يثير الغموض حول مشاركته في كأس العالم 2026

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها
 العرب اليوم - حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 13:29 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف عن مشاركته في دراما رمضان المقبل 2025
 العرب اليوم - محمد فراج يكشف عن مشاركته في دراما رمضان المقبل 2025

GMT 04:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان
 العرب اليوم - غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 03:26 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشاف جينات جديدة ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان

GMT 17:43 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

كندة علوش تكشف عن طريقة خروجها من الكآبة

GMT 03:47 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن إسقاط طائرة مسيرة قادمة من لبنان

GMT 00:13 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرة مجهولة المصدر تسقط في الأراضي الأردنية

GMT 00:06 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية جديدة على النبطية في لبنان

GMT 02:21 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع حصيلة قتلى فيضانات إسبانيا إلى 158

GMT 03:40 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يتبرع بمليون يورو لضحايا إعصار دانا في إسبانيا

GMT 01:37 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب جزر الكوريل الجنوبية

GMT 03:30 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ميسي يثير الغموض حول مشاركته في كأس العالم 2026

GMT 08:15 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يكشف سبب حذف أغانيه

GMT 20:15 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

انتخاب محمود المشهداني رئيسا للبرلمان العراقي

GMT 00:00 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

يوسف الشريف يتحدث عن عقدته بسبب يوسف شاهين

GMT 07:57 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نتائج "مايكروسوفت" و"ميتا" تهبط بأسهم "ناسداك" 2.8%
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab