صراع المعسكرات قادم والمشكلة الانحيازات العربية

صراع المعسكرات قادم... والمشكلة الانحيازات العربية!

صراع المعسكرات قادم... والمشكلة الانحيازات العربية!

 العرب اليوم -

صراع المعسكرات قادم والمشكلة الانحيازات العربية

صالح القلاب
بقلم :صالح القلاب

بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وانهيار المنظومة الاشتراكية، والتحاق دولها الخمس عشرة بالمجموعة الرأسمالية بقيادة الولايات المتحدة، ساد اعتقادٌ بأنه لا صراع معسكرات بعد الآن، وأن الاتحاد السوفياتي ومعه منظومته الشيوعية قد غربت شمسه وهي لن تشرق مرة أخرى، وهذا ما جعل دولاً بعضها عربية تعض على أصابع أيديها ندماً، وبالطبع ومعها بعض دول أميركا اللاتينية وإلى جانب هذه الدول كوبا التي كان على رأسها الجنرال الاشتراكي فيدل كاسترو.
والمعروف أن هذا الانهيار الذي كان قد فاجأ الأنظمة الاشتراكية والأحزاب اليسارية في أربع رياح الكرة الأرضية، ومن بينها دولٌ وتنظيماتٌ عربيةٌ، قد بدأ بعد استقالة النجم الشيوعي ميخائيل غورباتشوف، الذي كان قد بدأ لامعاً في عام 1991 وكان آخر زعيم سوفياتي، وحيث إن هذا العقد قد «انفرط» مرة واحدة، وأصبحت هناك خمس عشرة دولة مستقلة جديدة، وقد تم إنزال «العلم الأحمر» بمطرقته ومنجله من فوق مبنى «الكرملين»... تلك الراية التي كانت رمزاً لواحدة من أقوى دول العالم، وأيضاً رمزاً للشيوعيين والأحزاب الشيوعية في كل مكان.
وبالطبع، فإن الولايات المتحدة ومعها إنْ ليس كل فمعظم الدول التابعة لها قد باتت لديها قناعة بأنه لا عودة إطلاقاً لا للدول الشيوعية ولا للدول الاشتراكية، وإن الاتحاد السوفياتي ومعه منظومته قد ولّيا وهما لن يعودا، وأن الدول التي كانت تابعة للاتحاد السوفياتي، والتي كانت تتغنى بأمجاد فيدل كاسترو وماو تسي تونغ لا رجعة لها على الإطلاق... لكن بعد نحو ثلاثين عاماً كانت المفاجأة.. بروز فلاديمير بوتين في الساحة الكونية، وأصبح هناك من يلوحون بالأعلام السوفياتية.
ويقيناً أن الولايات المتحدة ومعها منظومتها، وبالطبع الدول الخمس عشرة التي كانت قد تخلت عن شيوعيتها واشتراكيتها، والتحقت بها بعد أن تخلصت من أحزابها وقادتها الشيوعيين واليساريين «ومن لف لفهم»، كما يقال، ما كانت تعتقد أن الروس قادمون، وأن فلاديمير بوتين سيكون جوزيف ستالين الجديد، وأنه باتت هناك معادلة كونية على أساس المعسكرين: «المعسكر الاشتراكي اليساري»، والبعض يقول «الشيوعي»، والمعسكر الرأسمالي الذي من المؤكد أنه سيعود إلى الزحف على ركبتيه.
لقد بات واضحاً للولايات المتحدة ومعها «معسكرها»، وللدول التي كانت قد خرجت من «عُب» الاتحاد السوفياتي، والتحقت بالمجموعة الغربية «الرأسمالية»، أن الأمور قد عادت إلى بداية التسعينات، وأن الروس سيعيدون معادلة المنظومة الشرقية - الشيوعية ضد المنظومة الرأسمالية، وهذه أمور باتت واضحة كل الوضوح، وأن فلاديمير بوتين سيستعيد ما يعده أمجاد الاتحاد السوفياتي عندما كان في ذروة تألقه... وأنه سيكون هناك اصطفاف كوني غير الاصطفاف الذي كان قد تشكل في لحظة تاريخية مريضة، وتم إلحاقه بالولايات المتحدة التي كانت قد اعتقدت أن الكرة الأرضية كلها قد أصبحت في قبضتها.
وهنا فإنها ربما تكون مفاجأة للولايات المتحدة، ومن أصبحوا معها، والتحقوا بها في لحظة، وصفها المنحازون لما يسمى «المعسكر الشرقي» بأنها مريضة، أن يبرز فلاديمير بوتين على هذا النحو، وأن يعلن وعلى الفور ما كان قد أعلنه، وأن يبادر مباشرة إلى السعي الجاد إلى انتزاع أوكرانيا من أيدي مجموعة التحالف الأميركي، وأن ينقل قوات «مجوقلة» إلى الحدود الأوكرانية... وأن يعلن أن هذه الدولة يجب أن تعود للمنظومة الروسية.
ولعل ما يدل على أنه ستكون هناك معادلات دولية... وربما كونية غير المعادلات السابقة هو أن فلاديمير بوتين قد أعلن ومباشرة استرداده للروس في أوكرانيا، وحيث إن هذا سيزعزع كيان الدولة الأوكرانية التي كانت قد التحقت في لحظة يصفها الروس بأنها مريضة بالاتحاد الذي تقوده الولايات المتحدة، وهكذا فإن الواضح أن الروس باتوا عائدين، وأنه ستكون هناك معادلة كونية جديدة غير تلك المعادلة التي بالإمكان ومنذ الآن وصفها بأنها باتت قديمة.
والمعروف أن فلاديمير بوتين، هذا النجم، كان قد أعلن وعلى الفور وبكل وضوح أن الروس سيستعيدون مكانتهم السابقة، وأن روسيا ستستعيد كل «أمجادها» عندما كان هناك الاتحاد السوفياتي مقابل الولايات المتحدة، وعندما كان هناك عالم غير هذا العالم الذي كانت واشنطن قد اختلسته اختلاساً في لحظة تاريخية يصفها المنحازون لموسكو «الحمراء» بأنها مريضة.
والمؤكد، وكما بات يتردد ويقال، أن المعادلة الكونية ستعود إلى ما كانت عليه قبل عام 1990، وأن روسيا ستستعيد أمجاد الاتحاد السوفياتي عندما كان في ذروة تألقه، وهكذا وعليه فإنه قد بات هناك بالفعل عالم جديد غير ذلك العالم الذي كان قد ساد في فترة سابقة، وهذا من الواضح أنه ما كان أعلنه فلاديمير بوتين، وهو يهز قبضته أمام جو بايدن وأمام الذين كانوا قد اختلسوا خمس عشرة دولة كانت جزءاً من المنظومة الشرقية إلى تحالف الولايات المتحدة، وحقيقة أن هذا يعني أن من كانوا يرددون أن الروس عائدون معهم الحق كله، وأن الذين كانوا يعتقدون أن تلك المعادلة التي كان يشكل فيها الاتحاد السوفياتي رقماً فاعلاً ورئيسياً قد غابت، وهي لن تعود، ما كانوا يقرأون حركة التاريخ قراءة صحيحة!!
وهكذا فإنه قد بات واضحاً، لا بل ومؤكداً، أن العالم كله قد عاد إلى مرحلة صراع المعسكرات عندما كان هناك المعسكر السوفياتي، ومعه مجموعته الكونية، وكانت هناك أميركا ومعها مجموعتها الدولية... ويبقى هنا أن العرب يجب أن يختاروا خياراتهم منذ الآن... وعلى أساس: «إما هناك وإما هنا»، وإذْ أنه من الطبيعي أن يكون خيار بعض الدول العربية هو الخيار الأميركي، وأن خيار البعض هو الخيار الروسي... والمهم هو أن يكون هناك تفاهم عربي على أنه من المصلحة القومية ألا تتكرر تلك الوضعية عندما كان صراع المعسكرات قد حوّل العرب إلى عربين، وجعل دولاً عربية هنا ودولاً عربية هناك.

 

arabstoday

GMT 06:29 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 06:26 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يخشى "حزب الله"... بل يخشى إيران!

GMT 06:22 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

نحن واللحظة الحاسمة

GMT 06:16 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان... القول ما قالت «ندى» الجميلة!

GMT 06:14 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

المعادلة الصعبة في الشرق الأوسط

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صراع المعسكرات قادم والمشكلة الانحيازات العربية صراع المعسكرات قادم والمشكلة الانحيازات العربية



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:30 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ميسي يثير الغموض حول مشاركته في كأس العالم 2026
 العرب اليوم - ميسي يثير الغموض حول مشاركته في كأس العالم 2026

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها
 العرب اليوم - حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 13:29 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف عن مشاركته في دراما رمضان المقبل 2025
 العرب اليوم - محمد فراج يكشف عن مشاركته في دراما رمضان المقبل 2025

GMT 04:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان
 العرب اليوم - غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 03:26 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشاف جينات جديدة ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان

GMT 17:43 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

كندة علوش تكشف عن طريقة خروجها من الكآبة

GMT 03:47 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن إسقاط طائرة مسيرة قادمة من لبنان

GMT 00:13 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرة مجهولة المصدر تسقط في الأراضي الأردنية

GMT 00:06 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية جديدة على النبطية في لبنان

GMT 02:21 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع حصيلة قتلى فيضانات إسبانيا إلى 158

GMT 03:40 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يتبرع بمليون يورو لضحايا إعصار دانا في إسبانيا

GMT 01:37 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب جزر الكوريل الجنوبية

GMT 03:30 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ميسي يثير الغموض حول مشاركته في كأس العالم 2026

GMT 08:15 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يكشف سبب حذف أغانيه

GMT 20:15 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

انتخاب محمود المشهداني رئيسا للبرلمان العراقي

GMT 00:00 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

يوسف الشريف يتحدث عن عقدته بسبب يوسف شاهين

GMT 07:57 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نتائج "مايكروسوفت" و"ميتا" تهبط بأسهم "ناسداك" 2.8%
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab