عباس ـ غانتس ما الجديد

عباس ـ غانتس... ما الجديد؟

عباس ـ غانتس... ما الجديد؟

 العرب اليوم -

عباس ـ غانتس ما الجديد

بقلم - طارق الحميد

انطلقت ردود الفعل المختلفة على أثر اللقاء الذي جرى بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ووزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس بمنزل الأخير في إسرائيل التي زارها عباس لأول مرة منذ قرابة عشرة أعوام.
ردود الفعل تلك تباينت بين المعارضين الفلسطينيين، وكذلك الإسرائيليين، وهذا أمر متوقع، لكن القصة هنا ليست حول ردود فعل المعارضين، أو المتفاجئين من تلك الزيارة، وتوقيتها.
القصة هنا هي: ما هو الجديد في هذه الزيارة، ولماذا الآن، وبعد كل ما قاله الرئيس عباس نفسه تعليقاً على السلام الإبراهيمي، ووعيده وتهديده للدول التي قامت بإجراء السلام؟
التلفزيون الإسرائيلي نقل عن عباس قوله إنه يدرك أنه خلال ولاية رئيس الحكومة الإسرائيلية الحالي نفتالي بنيت لن يكون هناك «اختراق سياسي»، ومع ذلك فإن عباس يرى ضرورة «فتح طاقة أمل».
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، حسين الشيخ في تغريدة له بعد لقاء عباس - غانتس، إن الاجتماع «تناول أهمية خلق أفق سياسي يؤدي إلى حل سياسي وفق قرارات الشرعية الدولية»، معتبراً أن اللقاء يعد «محاولة جدية جريئة لفتح مسار سياسي يرتكز على الشرعية الدولية، ويضع حداً للممارسات التصعيدية ضد الشعب الفلسطيني».
حسناً، أو ليس ذلك هو ما قالته الدول الموقعة على السلام الإبراهيمي، وانتقده الرئيس عباس بلغة متشنجة، وهجوم قاسٍ شنته حركة «فتح»، وآخرون، والآن يعيد الرئيس عباس تلك التصريحات نفسها لتبرير لقائه بوزير الدفاع الإسرائيلي؟!
القصة هنا ليست تصيداً، وإنما للقول كم من الفرص التي أضيعت بسبب مواقف غير مبررة، وفترة التوقيع على السلام الإبراهيمي كان العقلاء يقولون إن على الرئيس عباس، ورفاقه، مواصلة العمل من باب خذ وفاوض.
كم خسر الفلسطينيون من اللغة المتشنجة، والتقاعس عن العمل السياسي الجاد الذي يتطلب، وكما يقال في الغرب، أن يعض الرئيس عباس على الرصاصة، ويواصل العمل السياسي، ويفضح عملية التسويف الإسرائيلية.
وكان يقال إن ذلك مضيعة للوقت، وإن الإسرائيليين لا يقدمون أي تنازلات، وغير جادين، وإن الرئيس الأميركي الأسبق ترمب كان منحازاً، ونقول كل ذلك صحيح، لكن ما الذي تغير اليوم ليتم اللقاء بين عباس وغانتس؟
الأكيد أنه لا شيء جديد، أو مميز، وليس هناك فرص واضحة، لكن ذلك لا يعني قطيعة، ولا ضرورة وقف التفاوض، والعمل السياسي، وليس في ذلك تناقضاً إطلاقاً، لأن الخطورة هنا هي في ضعف «فتح» الذي يعني قوة لـ«حماس»، ومن ثم مزيداً من المعاناة الفلسطينية.
كان يفترض في الرئيس عباس أن يقتنص كل فرصة تلوح، ولو السلام الإبراهيمي، وأهم ما كان يجب أن يقتنصه هو فرصة عقلنة الخطاب الفلسطيني لأن اللغة المتشنجة لا يستفيد منها إلا «حماس»، وبالتالي مزيد من الانقسام الفلسطيني.
وعليه فإن المفترض بالرئيس عباس الآن، وبعد زيارته لإسرائيل، أن يسعى إلى خطاب عقلاني واقعي يرمم فيه ما فعلته التصريحات الفلسطينية، ومنها بعض تصريحاته، مع الدول العربية، ولتباشر السلطة خطوات عقلانية سياسية، بدلاً من الخطاب الشعبوي الذي لا يغني ولا يسمن من جوع.

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عباس ـ غانتس ما الجديد عباس ـ غانتس ما الجديد



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب
 العرب اليوم - أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب

GMT 11:30 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 05:22 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

تحالفاتُ متحركة

GMT 05:57 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

هل سيكفّ الحوثي عن تهديد الملاحة؟

GMT 04:01 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 6 درجات يضرب تايوان ويخلف 15 مصابا

GMT 13:20 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

كريم عبد العزيز يتّخذ قراره الأول في العام الجديد

GMT 13:09 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

بعد 22 عاما محمد سعد يكشف سرّاً عن فيلم "اللي بالي بالك"

GMT 13:16 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

محمد منير يواصل التحضير لأعماله الفنية في أحدث ظهور له

GMT 08:47 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

جائزة هنا.. وخسارة هناك

GMT 09:11 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

الشرق الأوسط بين إرث بايدن وتأثير الترمبية

GMT 09:12 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

عاد ترمب... الرجاء ربط الأحزمة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab