حان وقت العقلانية السياسية

حان وقت العقلانية السياسية

حان وقت العقلانية السياسية

 العرب اليوم -

حان وقت العقلانية السياسية

بقلم - طارق الحميد

الأزمة التي يواجهها العالم اليوم بسبب الحرب في أوكرانيا تؤكد ضرورة العودة إلى العقلانية السياسية Realpolitik والابتعاد عن السياسة الافتراضية، إن جاز التعبير، وهي وسائل التواصل الاجتماعية.
لا يُعقل أن يبدأ، مثلاً، الرئيس الأميركي بايدن حملته الانتخابية بهجوم على مصر ثم يلجأ للرئيس عبد الفتاح السيسي لإيقاف حرب غزة. ولا يُعقل أن يهاجم بايدن السعودية ثم يهرول خلفها لدعم استقرار الطاقة. ولا يُعقل أن تهاجم فنزويلا ثم تستعين بها نفطياً.
مثال آخر، وآنيّ، لا يُعقل أن تحدث حرب في أوروبا وكان يمكن حلها في اجتماع «زوم» وليس رحلات مكوكية. ولا يُعقل أن تَنتج عن تلك الحرب عقوبات تؤثر في الغرب نفسه وأميركا قبل أن تؤثر في روسيا، مثل أسعار النفط، مما يعني أنه قرار انفعالي.
ولا يُعقل أن تُفرض عقوبات على أفراد وممتلكاتهم من دون محاكمة، أو إقحام السياسة في الرياضة. ولا يُعقل أن تلوّح بعقوبات اقتصادية وكبرى الشراكات اليوم هي مع الصين، وليس أوروبا أو الولايات المتحدة التي هي بحاجة إلى الصين.
ولا يُعقل أن يصرّح وزير الخارجية الأميركي بأن بايدن سيهاتف الرئيس الصيني ليطلب منه كذا وكذا. لا دولة تستجيب لطلبات علنية، وقبل حدوث المكالمة. هذا أمر مفيد لزيادة التصفيق، أو «الريتويت» و«التفضيل» لكن في عالم الواقعية السياسية لن تجد من يحترمك.

 

ولا يُعقل أن يرتفع سعر البترول فتهرع بريطانيا والولايات المتحدة للاتصال بالسعودية، وعندما يستهدف الإرهاب الحوثي السعودية بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة إيرانية تهرع واشنطن إلى فيينا لاستكمال الاتفاق النووي.
ولا يُعقل أن يتحول الاتفاق النووي الذي يُفترض أنه سيَحول دون تمكين إيران الإرهابية من أن تتحول نووية إلى اتفاق تبادل أسرى بدلاً من اتفاق يَحول دون وصول إيران للنووي، ويوقف مشاريعها الصاروخية، وتوغلها في المنطقة.
ولا يُعقل أن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، يتحدث الآن، وليس قبل أسبوع، أو شهر، قائلاً: «نُدين هجمات الحوثيين في الساعات الـ48 الماضية ضد البنية التحتية المدنية السعودية»، مضيفاً: «الحوثيون يشنون هذه الهجمات الإرهابية بتمكين من إيران، التي تزوّدهم بمكونات الصواريخ والطائرات من دون طيار والتدريب والخبرة». حسناً، وماذا بعد؟ أوليست الإدارة الأميركية هي من أزال الحوثيين من قائمة الإرهاب؟
هل من موقف جاد من الإدارة الأميركية التي تتحدث الآن عن «الشراكة» و«التحالف» مع السعودية، ودول الخليج؟ أين الموقف الأميركي الجاد من أمن الخليج، وكما يطالب الأميركيون السعوديين والخليجيين الآن بالحد من أسعار النفط، ودعم الاستقرار الدولي؟
أين الموقف الأميركي الجاد من أمن العراق و«الحرس الثوري» الإيراني يعلن إطلاقه 12 صاروخاً باليستياً على أربيل ثم يقال أن واشنطن تريد شطب «الحرس الثوري» من قوائم الإرهاب؟ أين الموقف الأميركي الجاد وإيران تعطل تشكيل الحكومة العراقية للآن، بينما لا تزال واشنطن تهرول خلف طهران في فيينا؟
وعليه، اليوم ظهر لساسة وسائل التواصل الاجتماعية أن ارتفاع أسعار النفط هو الحقيقة وليس ارتفاع «الترند». ولمواجهة هذه الأزمة، وغيرها، فما من حل دون الرجوع إلى العقلانية السياسية.
عدا عن ذلك ما هو إلا عبث وشعبوية.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حان وقت العقلانية السياسية حان وقت العقلانية السياسية



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب
 العرب اليوم - أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب

GMT 11:30 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 05:22 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

تحالفاتُ متحركة

GMT 05:57 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

هل سيكفّ الحوثي عن تهديد الملاحة؟

GMT 04:01 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 6 درجات يضرب تايوان ويخلف 15 مصابا

GMT 13:20 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

كريم عبد العزيز يتّخذ قراره الأول في العام الجديد

GMT 13:09 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

بعد 22 عاما محمد سعد يكشف سرّاً عن فيلم "اللي بالي بالك"

GMT 13:16 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

محمد منير يواصل التحضير لأعماله الفنية في أحدث ظهور له

GMT 08:47 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

جائزة هنا.. وخسارة هناك

GMT 09:11 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

الشرق الأوسط بين إرث بايدن وتأثير الترمبية

GMT 09:12 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

عاد ترمب... الرجاء ربط الأحزمة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab