هل هي فرصة أخيرة لحلّ القضية الفلسطينية

هل هي فرصة أخيرة لحلّ القضية الفلسطينية؟

هل هي فرصة أخيرة لحلّ القضية الفلسطينية؟

 العرب اليوم -

هل هي فرصة أخيرة لحلّ القضية الفلسطينية

بقلم - نبيل عمرو

يُتَّهم الفلسطينيون بأنَّهم امتهنوا إضاعةَ الفرص لحلّ قضيتهم التي دخلت قرنين من الاستعصاء، حتى وصفت بقضيةِ العصر المزمنة.

وجد هذا الاتّهام من يصدقه، ويعتبره علامة فارقة للنهج الفلسطيني في التعامل مع القضية في كل المراحل التي مرَّت بها، أي منذ منتصف القرن العشرين إلى الثلث الأول من القرن الحادي والعشرين.

ولهذا التصديق سببان مؤكدان الأول قوة الإعلام الصهيوني ومن يتأثر به من الإعلام الغربي العملاق.

والثاني ضعف الإعلام الفلسطيني والعربي المنبثق من ضعف السياسات وقدراتها في التأثير على المواقف الدولية، وخصوصاً تلك المتأثرة بالسياسات الأميركية والغربية التي تبنت الرواية الإسرائيلية، ودعمتها، إلا من بعض مبادرات صغيرة كانت تظهر بين وقت وآخر، تبدو موضوعية إلا أنَّها كانت عديمة الفاعلية.

دروس التاريخ مفيدة إذا ما استعين بها لرسم سياسات أكثر نجاعة في الحاضر... ولأننا كما يقال «أبناء اليوم» فلننحِ جانباً الجدل حول من المسؤول أكثر عن إضاعة الفرص؟ الفلسطينيون أم الإسرائيليون أم أطراف ثالثة؟

فما الذي يجري اليوم، بعد أن فشلت كل فرص الأمس؟ ولنناقش الأمر من زاوية ما يُرسم من خرائط ليس للشرق الأوسط بل للعالم كله، ومعالمها الأولية.

- مشاريع الطرق العملاقة، الصينية والهندية.

- سطوة الاحتياطات ومخزون الطاقة على المعادلات السياسية، التي حصل شبه انقلاب بشأنها، بحيث لم تعد السياسات التقليدية هي التي تقود العلاقات الاقتصادية، بل العكس تماما هو ما يحدث الآن.

- تراجع قدرات الحسم العسكري في أي صراع، والحالتان الأوكرانية والشرق أوسطية تصلحان دليلا على ذلك، إلا إذا صحونا يوماً لنرى كييف تُسقط موسكو ونرى موسكو تُسقط الائتلاف الدولي المناوئ لحربها التي بدأت خاطفة ومضمونة النتائج في أيام وأسابيع، لتتحول إلى حرب عالمية بالواسطة يحسب زمنها بالسنوات.

الشرق الأوسط الجديد سيكون المتغير الأساسي على مستوى خريطة العالم، ولأول مرة تكون خريطته الجديدة وفق صيغ حل سياسي لمصادر التوتر فيه حاجة لأهله، ولكل الدول التي لها مصالح أساسية فيه. لم يكن الأمر كذلك زمن الحرب الباردة وما تلاها، حيث الشرق الأوسط هو صاحب الامتياز الذي لا يضاهى في إنتاج الحروب بكل أشكالها، فإن لم تكن إقليمية فهي أهلية، وإن لم تكن لا هذه ولا تلك فتوتر داخلي في معظم كياناته يغري كل الأجندات على الاستثمار فيه، ولا لزوم لسوق أمثلة على ذلك.

لست من الذين يتبنون فكرة انهيار النظام الدولي القديم، ونهوض نظام جديد على أنقاضه، فذلك أمر يجسد انقلاباً كونياً يحتم إلغاء مؤسسات واقتصادات واصطفافات إقليمية ودولية، إلا أن الأصح أن تغييرات جوهرية تجري داخل النظام القديم الذي لا يزال حياً وفعالاً، يجسدها نشوء قوى جديدة أو ذات إمكانات مستجدة، وكلها تقاتل لتحسين موقعها داخل النظام، مع بروز ظاهرة الازدواجية الإيجابية في تحقيق المصالح، ومثال ذلك في منطقتنا «السعودية» التي لا تجد نفسها مضطرة للاصطفاف مع قوة ضد قوة منافسة. والهند على المستوى القاري، التي تلاحق مصالحها أينما وجدت في أميركا أو الصين، أو روسيا أو إيران، من دون تقييد نفسها بحتمية دفع أثمان لخياراتها ، و«بريكس» كإطار دولي مستجد لا يخرج عن هذا السياق، رغم أن هنالك من بشر به كنواة لنظام دولي جديد ومستقل!

خريطة العالم الجديد داخل إطارات نظامه القديم أي الراهن ولكي يتحقق فشرط الأساس فيه الهدوء والاستقرار، وهذا ما يُجمع عليه العالم بشأن القضية الفلسطينية، ليس كما كان الأمر في السابق تضامنا مع الحق والعدالة، وإنما في إطار صون المصالح وتطويرها في مناخ مواتٍ لطموحات كيانات وشعوب العالم الجديد، انطلاقا من معادلة أن الخرائط الجديدة لا تستقيم مع حروب جديدة.

الاستثناء الذي لا يزال قائما تجسده الطريقة الإسرائيلية في التعامل مع الخرائط المعدة للمنطقة والعالم، ويبدو أنه لا هم لها في هذا التغيير الكوني الكبير إلا أن ترى خرائطه خالية من الحروف الستة التي هي «فلسطين» وحين أقول الاستثناء الوحيد، فهو كذلك في الواقع والأرقام، فلم يبقَ في العالم دولة لا ترى مستقبل الشرق الأوسط مزدهراً ومستقراً من دون حل الدولتين، إذاً لا بد من استكمال المعادلة بالشق الثاني منها، وهو دولة فلسطينية وفق إجماع دولي نادر قلما وجد مثله إزاء القضايا الإقليمية والدولية.

على ضوء ما ينجم عن التطلع الجمعي لولادة شرق أوسط جديد، وقبل أن يرسم النافذون خرائطه لتتحول إلى مشروع يطبق فعلاً على الأرض. فهل بوسعنا رؤية فرصة حقيقية لحل النزاع المزمن، وهل نرى من يستثمرها أو يهدرها؟

وهذه المرة... ربما تكون الفرصة الأخيرة.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل هي فرصة أخيرة لحلّ القضية الفلسطينية هل هي فرصة أخيرة لحلّ القضية الفلسطينية



النجمات يتألقن في فساتين سهرة ذات تصاميم ملهمة لموسم الخريف

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:00 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

سترة كيت ميدلتون الأكثر مبيعاً بعد إطلالتها الأخيرة
 العرب اليوم - سترة كيت ميدلتون الأكثر مبيعاً بعد إطلالتها الأخيرة

GMT 19:03 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مثالية للهروب من صخب الحياة اليومية
 العرب اليوم - وجهات سياحية مثالية للهروب من صخب الحياة اليومية

GMT 18:41 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طرق تنسيق لوحات الفن التجريدي بديكور المنزل لخلق جوّ هادئ
 العرب اليوم - طرق تنسيق لوحات الفن التجريدي بديكور المنزل لخلق جوّ هادئ

GMT 04:46 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

اختبار جديد بالليزر يكشف عن الخرف بمختلف أنواعه في ثوان
 العرب اليوم - اختبار جديد بالليزر يكشف عن الخرف بمختلف أنواعه في ثوان

GMT 07:29 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

هنا الزاهد تعلن اختيارها وجهاً إعلانياً لشركة سعودية
 العرب اليوم - هنا الزاهد تعلن اختيارها وجهاً إعلانياً لشركة سعودية

GMT 04:46 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

اختبار جديد بالليزر يكشف عن الخرف بمختلف أنواعه في ثوان

GMT 19:24 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

العملة الخضراء تقفز لأعلى مستوى في 11 أسبوعا

GMT 05:10 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

مصباح الرياض والقاهرة

GMT 09:49 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

من صفحات التاريخ!

GMT 13:50 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

مانشستر يونايتد يمنح تين هاج الفرصة الأخيرة

GMT 10:15 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

محاولات للسيطرة على تسرب نفطي في إيران ومخاوف من "التلوث"

GMT 12:14 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان يفعّل الخطة الوطنية للكوليرا بعد تسجيل إصابة بالوباء

GMT 09:00 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

سترة كيت ميدلتون الأكثر مبيعاً بعد إطلالتها الأخيرة

GMT 13:19 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

إيران تفوز على قطر وتتصدر مجموعتها بتصفيات المونديال

GMT 14:12 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

تركيا تعلن تضرر مبان فى 3 ولايات جراء زلزال شرقى البلاد

GMT 21:31 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

رسميا مرموش أفضل لاعب في الدوري الألماني عن شهر سبتمبر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab