قلب نتنياهو وقلب إسرائيل

قلب نتنياهو وقلب إسرائيل

قلب نتنياهو وقلب إسرائيل

 العرب اليوم -

قلب نتنياهو وقلب إسرائيل

بقلم - نبيل عمرو

بعد نزهة عائلية، قضاها بنيامين نتنياهو على شاطئ بحيرة طبريا، ألمّت برئيس الوزراء وعكة صحية، أصابت قلبه المثخن بالهموم، ما تطلّب زرع جهاز لتنظيم عمله، وبفعل ذلك توقف قلب الدولة لساعات، تم خلالها تأجيل اجتماع مجلس الوزراء. ومن أجل التخفيف من وقع الحالة الصحية على الرأي العام في إسرائيل، لم يُسمَّ قائم بأعمال رئيس الحكومة، ما أعطى انطباعاً بأن الحالة لا تتطلب ذلك، إلى أن أُدخل المستشفى مرة ثانية، وسُمِّي شريكه في مجازفة إصلاح القضاء، ياريف ليفين، قائماً بالأعمال، ولم يفت نتنياهو وهو تحت الرقابة الطبية أن يعلن أنه سوف يغادر المشفى في غضون ساعات للالتحاق بـ«الكنيست»، للتصويت على أحد أهم البنود الإشكالية في مشروع إصلاح القضاء، والمسمى ببند «المعقولية» الذي حين إقراره في «الكنيست» للقراءة الثانية والثالثة، ستدخل الأزمة الكبرى في إسرائيل منعطفاً جديداً، يقدر بأنه الأشد خطورة على الدولة، وليس على الحكومة والائتلاف الذي تتكون منه.

قلب نتنياهو الذي سيعمل بمنظم، يشبه قلب إسرائيل المثقل بهموم لم تنفع معها حتى الآن لا حقن التقوية ولا الإجراءات العلاجية، ولا شك في أن قلب نتنياهو يبدو أفضل حالاً من قلب الدولة الذي يزداد اضطراباً مع كل يوم يمر، وآخر مظاهره إضراب الطيارين عن التدريب، وتهديد آلاف منتسبي أفرع القوات المسلحة وأجهزة الأمن ممن هم في الخدمة والمتقاعدين بأنهم سيصعِّدون تمردهم إذا تمادى ائتلاف نتنياهو في لعبته، وامتنع عن وقف التصويت على بند «المعقولية» في عملية إصلاح القضاء.

حكاية الطيارين ومنتسبي الجيش والأجهزة الأمنية، رغم خطورتها المباشرة على أمن الدولة وجاهزية العمل هجوماً ودفاعاً، تأتي في المرتبة الثانية بعد احتمال قيام «الهستدروت» بإضراب شامل، ما يعني شللاً تاماً في الحياة العامة بكل جوانبها، مستذكرين ما حدث قبل أسابيع قليلة، حين انضم «الهستدروت» للاحتجاجات، ووقع الشلل الرهيب الذي أرغم نتنياهو على تأجيل التصويت؛ خصوصاً أنه اضطر للانتقال من منزله إلى مطار بن غوريون الذي يبعد عشرات الكيلومترات براً بمروحية عسكرية، لتعذر مروره إلى المطار، وذلك حدث لأول مرة معه، وربما مع غيره من رؤساء الحكومات!

بيت الشعر الجاهلي الذي يقول بعضه: «فنجهل فوق جهل الجاهلينا» يبدو تماماً كما لو أنه الوصف الأدق لتعامل الحكومة والمعارضة مع الأزمة الكبرى والمستمرة، فلا المعارضة التي تمتطي صهوة الشارع والاحتجاجات المتسعة كماً ونوعاً في وارد التراجع ولو خطوة إلى الوراء، خشية تفسير تراجعها على أنه بداية استسلام وخيانة للشارع، ولا الائتلاف –حتى الآن– في وارد الخضوع لطلبات المعارضة، ليقينه بأن الخضوع هذه المرة سيقود إلى خسارة المعركة، وفيما بعد خسارة الحكم.

قلب نتنياهو الذي أوجدت التكنولوجيا المتقدمة منظماً له، تحمّل من الأزمات والتحديات ما لم يتحمله غيره ممن سبقوه في الجلوس على سدة الحكم، حتى صارت سيرته القيادية مقترنة بالمعارك الشرسة، تارة من داخل بيته السياسي «الليكود»، وتارة أخرى من حلفائه الأساسيين، من التشكيلات اليمينية التي وصلت به إلى أن يكون ائتلافه معهم على علاتهم، أمراً مصيرياً بالنسبة له، دون إغفال أزماته الصامتة والمعلنة مع الإدارات الأميركية، بدءاً من أوباما وحتى بايدن، والتي تخللتها فترة استراحة قصيرة، حين صعد ترمب إلى سدة الحكم لينتج «صفقة القرن» التي أودعت الأرشيف، وربما إلى إشعار آخر!

الأزمة الكبرى في إسرائيل مرشحة لمزيد من التفاقم والاستعصاء، ولم تعد مجرد أزمة داخلية بين حكومة ومعارضة، وبين شارع وبرلمان؛ بل امتدت لتتجاوز حدود الدولة، وأهم ما تقيم إسرائيل وزناً له هو العلاقة التحالفية مع الولايات المتحدة، والتي فيها بعد خاص، يتصل بالجيش وأجهزة الأمن.

حتى الآن، يبدو أن لا جدوى من النداءات الأميركية الداعية إلى تنازلات متبادلة تؤدي إلى تفاهمات واسعة حول عملية إصلاح القضاء، وصلته الوثيقة بالديمقراطية وجودة الحكم، بما في ذلك دعوة رئيس الدولة قبل؛ بل وبديلاً عن رئيس الوزراء، إلى البيت الأبيض والكونغرس.

لقد فشلت الإدارة رغم تدخلاتها المباشرة في الأزمة منذ نشوئها، ورغم تهديداتها المبطنة وأحياناً الصريحة، بالإقدام على ما يخيف إسرائيل حقاً، وهو إقدام الولايات المتحدة على إعادة تقويم العلاقة معها.

أخيراً... حصل قلب نتنياهو على منظم فعال يملك قدرة على تنظيم عمله، إلا أن الذي لم يُخترع بعد هو ذلك المنظم الذي يحتاجه قلبُ الدولة، وهي في عمق أخطر وأطول أزمة تعاني منها منذ تأسيسها، إلى ما لا يُعرف متى تنتهي وعن ماذا ستسفر!

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قلب نتنياهو وقلب إسرائيل قلب نتنياهو وقلب إسرائيل



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:07 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور
 العرب اليوم - تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 06:40 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

2024 سنة نجاحات مغربيّة

GMT 06:32 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

هل قرأت افتتاحية «داعش» اليوم؟!

GMT 08:12 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 09:29 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

للمرة الأولى بعد «الطائف» هناك فرصة لبناء الدولة!

GMT 14:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

رسميا الكويت تستضيف بطولة أساطير الخليج

GMT 06:30 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

ما تم اكتشافه بعد سقوط النظام السوري!

GMT 11:26 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا

GMT 14:14 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 4.7 درجة يضرب مدينة "سيبي" الباكستانية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab