ازدحام في طابور خلافة عباس

ازدحام في طابور خلافة عباس

ازدحام في طابور خلافة عباس

 العرب اليوم -

ازدحام في طابور خلافة عباس

نبيل عمرو
بقلم - نبيل عمرو

كأنَّ كلَّ شيء يتَّصل باليوم التالي على توقّف حرب غزة جرى ترتيبه، ولم يبقَ سوى إيجاد شخص يخلف الرئيس محمود عباس.

إنَّ أكثرَ المهتمين بذلك هم الأميركيون، والأقل اهتماماً هو محمود عباس، وبين الأميركيين وبينه يقف طابورٌ طويلٌ في الانتظار لعل كرة الروليت تستقر على أحدهم. والصحافة الإسرائيلية هي الممول الدائم للأسماء.

رجلٌ واحدٌ عرض نفسَه بصورة مباشرة وعلنية هو مروان البرغوثي، الذي أعلن عن عزمه الترشحَ حين استنكف عن رئاسة قائمة للمجلس التشريعي في الانتخابات التي كانت مقررة في مايو (أيار) قبل الماضي، معللاً ذلك بترشحه للرئاسة وهو في سجنه.

مروان البرغوثي المتفوق الدائم في استطلاعات الرأي التي أظهرت أنَّه الوحيد القادر على هزيمة مرشح «حماس» إسماعيل هنية، أمّا تفوقه على زميله في اللجنة المركزية الرئيس الحالي للسلطة محمود عباس، فهذا كما تشير الاستطلاعات مضمونٌ في الجيب.

غير مروان المفترض أن يتحرّر في صفقة التبادل الكبرى إذا ما اتُفق على تبييض السجون، فهنالك من يجري تداول أسمائهم ولو بصورة انتقالية، إذ لا أحد منهم يجرؤ على تحدي مروان، والترشح أمامه منافساً، فأفضلهم إن حصل على رقم 5 في المائة في الاستطلاعات فيكون متفوقاً على الآخرين ومتخلفاً كثيراً عن مروان.

الأسماء المتداولة المعلنة والمستترة تتمتَّع بمؤهلات غير فلسطينية، فهذا مَرضي عنه من الدولة الفلانية، وذاك مدعوم من الجهاز الفلاني، وذاك يبدو الأكثر استعداداً للتكيف مع أي تسوية مقترحة، وذاك يرونه قادراً على توحيد الوطن والشعب والمنظمة والسلطة، إضافة إلى قدرته على إعادة إعمار غزة وتطوير إعمار الضفة، أي أنه حاملٌ عصاً سحرية لو وضعها على كل هذه الأمور لصارت منجزة بلا عوائق.

الحالة وإن كان صنّاعها يسوقونها بوصفها ضرورة للدخول في استحقاقات اليوم التالي، فإنها اتخذت سمة كوميدية، بعد أن صدّق كل من يجري تداول اسمه على أن له فرصة، أي أنه سيكون الرئيس المقبل.

محاورو القنوات الفضائية يعدون الأمر مادة مثيرة تستقطب مشاهدين، فهم يصطادون شخصاً ما ويسألونه لو عرضوا عليك أن تكون رئيساً فهل تقبل؟

فيرسم الشخص المعني ابتسامة يحاول من خلالها أن يظهر زهداً بالرئاسة، ولكنَّه يستدرك ليقول، إذا ما دعيت إليها فمن أجل خدمة شعبنا سأدرس الأمر في حينه.

في كل الحوارات التي جرت كان المذيع وفريسته يتجنبان إيضاح من هم الذين يعرضون، وكيف يأتون بالمَعنيّ رئيساً هل بالتصويت عليه من قبل من يقترحون الأسماء؟ أم في حال عدم التوافق يلجأون إلى القرعة!

الحالة الفلسطينية كانت جدية أكثر كثيراً مما هي عليه الآن، ذلك أن ترف الخلافة بالصورة التي يجري تداولها يظهر كما لو أن الأمر لا يخص بلداً مهماً له قضية مهمة، ويخوض صراع وجود ومصير، وفلسطين كحالة يجري تجاهلها في لعبة هزلية كهذه، لأن الذين يتسلون فيها، يتصرفون مع فلسطين كما لو أنها مجرد أسماء عدة تتسابق للجلوس على مقعد، أو مجرد كتلة بشرية بمجرد أن يقال لها هذا رئيسكم فستقول آمين.

إن الذين يلعبون هذه اللعبة لا يعرفون شيئاً عن الشعب الفلسطيني، الذي هو من أصعب شعوب الأرض قاطبة، وحتى ياسر عرفات الذي كان يمزق نفسه في العمل، وينتقل من معركة إلى أخرى، ويخرج من مأزق ليواجه مأزقاً أصعب ليخرج منه، فقد قبله الفلسطينيون قائداً إلا أنهم اشترطوا عليه كي يكون رئيساً أن يخرج من صندوق الاقتراع، وقد فعل.

متى ينفضّ هذا المولد البائس؟ ومتى يكف صناع الإثارة في الفضائيات عن هوايتهم؟ لا أحد يعرف، ففي هذا الزمن الذي يستطيع فيه كل حامل موبايل أن يقترح حكومة، وأن يعين وزراء وحقائبهم ويقترح رئيساً أو رئيسة، فكل شيء جائز.

الخلاصة... الأسماء المعلنة والمستترة كثيرة، بل كثيرة جداً، وكل واحد ينتظر أن يُستدعى، والغائب الذي لا يذكره أحد هو صندوق الاقتراع.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ازدحام في طابور خلافة عباس ازدحام في طابور خلافة عباس



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab