أميركا وإسرائيل حدود الأزمة الراهنة

أميركا وإسرائيل... حدود الأزمة الراهنة

أميركا وإسرائيل... حدود الأزمة الراهنة

 العرب اليوم -

أميركا وإسرائيل حدود الأزمة الراهنة

نبيل عمرو
بقلم _ نبيل عمرو

يدور جدل واسع في إسرائيل حول ما يوصف بـ«أزمة العلاقة مع الإدارة الأميركية» والجدل، حول هذه النقطة خصوصاً، ليس موضوعياً تماماً، بفعل استثماره الأزمة في السجال الداخلي بين القوى المتصارعة على السلطة والنفوذ.

ونظراً لأن الحضور الأميركي في الحياة الإسرائيلية، قوي التأثير في الرأي العام، فإن كل طرف من أطراف الصراع، يحرص على اتهام الطرف الآخر بإساءة السلوك إزاء الحليف الأول والأخير لإسرائيل.

المعارضة تتهم الحكومة باستفزاز الإدارة الأميركية، من خلال تفريطها في القيم المشتركة التي بُنيت عليها العلاقة الاستراتيجية مع الدولة العظمى، ويدخل في هذا السياق... مضي الحكومة قدماً في مسار الإصلاحات القضائية المتحفظ عليها من قبل الإدارة. وكذلك وجود عناصر متطرفة في الحكومة تحرج «بلغتها وسلوكها» الإدارة الأميركية، وتضيق هوامش الدفاع عن إسرائيل.

أما الحكومة... فتدافع عن سياساتها، بالمبالغة في ادعاء الاستقلالية عن السياسات والمواقف الأميركية، حتى إن كثيراً من وزرائها وكُتابها أظهروا استخفافاً بها، ودعوا إلى تحديها ليس فقط في إسرائيل وإنما داخل الولايات المتحدة ذاتها... وقد بلغ الشطط في هذا الأمر حد الحديث الصريح عن بدائل، بتطوير علاقات مع دول أخرى، لا ترضى عنها الولايات المتحدة.

نتنياهو هو العنوان الصارخ للأزمة الحالية، ونظراً لإدراكه قوة التأثير الأميركي في الرأي العام في إسرائيل، فإنه يقيم وزناً يكاد يكون مصيرياً للاستنكاف الأميركي عن تتويجه من قبل البيت الأبيض، وإهماله المتعمد بإلقاء ضوء أميركي كاشف على رئيس الدولة الذي دعي إلى واشنطن.

وسياسي حاذق مثل نتنياهو يدرك مغزى دعوة رئيس الدولة بوصفها عامل ضغط من العيار الثقيل عليه وعلى ائتلافه.

ونتنياهو كذلك يدرك أنه مشروع ترويض أميركي وليس مقاطعة حاسمة، وقد فقد توازنه حين وضعته إدارة بايدن تحت شروط لا يستطيع الوفاء بها، كي تفتح أبواب البيت الأبيض أمامه، وأصعب هذه الشروط هو التخلي عن الوزراء المتشددين الذين هم أساس بقائه في موقعه.

والتخلي كذلك عن الإصلاحات القضائية، وهذا ما يعدّه نتنياهو نهاية لعهده في رئاسة الوزراء الآن، وفي المستقبل.

بتدقيق في موقع القضية الفلسطينية من الأزمة الأميركية -الإسرائيلية، وحتى الخلاف مع الإدارة بشأنها يبدو ثانوياً، ويمكن أن يوصف بـ«الهامشي» من حيث التأثير في المجرى العام للسياسة الإسرائيلية حيال الفلسطينيين، فأميركا التي لا تكف عن انتقاد السياسة الاستيطانية، والإفراط في التنكيل بالفلسطينيين لا تقترح حلولاً جدية لأصل المشكلة، بقدر ما تدير أزمة تفهم إسرائيل من خلالها، أنها طليقة اليد في مواصلة سياستها «الفلسطينية»... بمعنى أن الموقف الأميركي من هذه المسألة تحديداً سهل احتواؤه وتفريغه من أي مؤثرات فعلية.

في مقالة مطولة للسيد دينيس روس، وهو أحد أهم الخبراء الأميركيين في الشأن الفلسطيني - الإسرائيلي، وما هو أوسع، أي الشأن الشرق أوسطي، لاحظت تشخيصاً دقيقاً وتفصيلياً لواقع الأزمة الفلسطينية ا -لإسرائيلية، إلا أن ما رآه مَخرجاً منها هو إعادة استنساخ تجربة سلام فياض «الإصلاحية» ودعوة الرئيس عباس بتكليفه، أو من يشبهه، رئاسة حكومة جديدة .

أميركا، الإدارة الرسمية ومن يدور في فلكها من الخبراء، لا يقتربون من حقيقة أن الوضع الفلسطيني - الإسرائيلي لن يعالج بصيغ بيروقراطية، فأساسه سياسي ولا مناص من معالجته سياسياً، وهنا تنهض أطروحة أميركية مفادها «مع هذه الحكومة المتطرفة في إسرائيل، فلا فرص لمجرد الحديث عن الأفق السياسي»، ما يظهر أن القوة الكونية الوحيدة التي يمكن التعويل عليها للتأثير في السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، تؤثر التكيف مع الواقع، وهذا ما يرغب به الإسرائيليون ويعتمدون عليه.

الأزمة الإسرائيلية - الأميركية الراهنة، ينبغي أن تُقرأ ليس من زاوية اعتراض أميركي على وزراء في حكومة، ولا من زاوية اعتراض على سلوك إسرائيلي مفرط في التنكيل بالفلسطينيين، بل من زاوية أعمق وأوسع، يمكن تلخيصها بإيجاز شديد: «اختلاف الإدارات أمر يكاد يكون يومياً، ولكن من غير المسموح له أن يمس أساس العلاقة الاستراتيجية بين الدولتين»، وهذا ما يواصل الجانبان تأكيده، وهو فعلاً الأصدق في كل ما يقال.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أميركا وإسرائيل حدود الأزمة الراهنة أميركا وإسرائيل حدود الأزمة الراهنة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab