إسرائيل تجر أميركا إلى العزلة

إسرائيل تجر أميركا إلى العزلة

إسرائيل تجر أميركا إلى العزلة

 العرب اليوم -

إسرائيل تجر أميركا إلى العزلة

بقلم - نبيل عمرو

حرب غزة عمّقت انقسام العالم، ومعارك «الفيتو» المتبادلة أظهرت ذلك، بعد أن سبقت الشوارعُ مراكزَ القرارات الرسمية في إدانة المقتلة الإسرائيلية الفادحة التي لم يعد الضمير الإنساني قادراً على التغاضي عنها كما كان يحدث من قبل.

الضحية الأولى قبل إسرائيل هي أميركا التي تحاول بدبلوماسيتها كثيرة الحركة وقليلة المردود، أن تتجنَّب المسؤولية الأولى عن هذه الحرب، إلا أنَّها لا تفلح، فهي ما تزال في نظر العالم الشريك المباشر فيها إن لم نقل عرّابها الأعلى.

منذ الساعات الأولى لموقعة السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، بدأت سلسلة الأخطاء الأميركية وأولها وأشدها فداحة دمج الموقف والسلوك الأميركي بالموقف الذي صمَّمه نتنياهو، ولا تُنسى دعوات الإدارة للعرب بأن يحذوا حذوها في التنديد والإدانة، ورغم تبني العرب لغة متوازنة في إدانة قتل المدنيين والأطفال من كلا الجانبين، فإن هذا الموقف لم يعجب، مع أنه في سياق الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يبدو كافياً إذا ما نُظر للأمر بصورة موضوعية، ومنذ ذلك الموقف وإلى يومنا هذا تواصل التبني للحرب، فقد أقامت الدبلوماسية الأميركية سداً يحول دون مجرد المطالبة بوقف لإطلاق النار ولو لأسباب إنسانية وعرض هدن مؤقتة، ذلك مع تزويد آلة الحرب والدمار بكل ما يلزمها لجعل غزة بلداً غير قابل للحياة فيه، وظهر مصطلح دقيق تماماً في وصف السياسة الأميركية.... «كل الدعم لإسرائيل، وكل الحركة غير المجدية للفلسطينيين».

العرب، إن لم نقل جميعهم فمعظمهم، يقيمون علاقات موضوعية إيجابية مع أميركا، وفي مرحلة ما قبل حرب غزة كانت مؤشرات جدية وذات قيمة ظهرت في الأفق، لجعل ما كان مستحيلاً ممكناً، وهو استكمال حلقات التطبيع وفق منطق واقعي متوازن، «حل القضية الفلسطينية على الأساس الذي اصطلح العالم كله عليه. حل الدولتين».

صحيح أنَّ عملية السابع من أكتوبر كانت بقوة زلزال ضرب المعادلات السياسية السائدة، إلا أنَّ الرَّد الإسرائيلي عليها، تجاوز الحد الذي يمكن أن يهضمه العالم، ليبلغ مستوى تجاوز كل الحدود، ليتحول إلى حرب إبادة لأهل القطاع، مترافقة مع حرب شرسة في الضفة، ذلك مع مضاعفة مصادرة الأراضي وتطوير الاستيطان وتوسيعه وكأنَّ إسرائيل كانت في انتظار ذريعة لتفعل كل ذلك، ليس رداً ولا حتى انتقاماً وإنما لجعل فلسطين كلها منطقة غير قابلة للعيش فيها.

أميركا تدرك أن الاشتعالات التي انتجتها المغالاة الإسرائيلية في حربها على الفلسطينيين، مع انفتاح أفق اتساع هذه الحرب لتتحول إلى إقليمية إنَّما تجري في مناطق صداقاتها إن لم أقل نفوذها الإقليمي، فهي تلامس حدود مصر وتثير محظور التهجير الجماعي إليها، كما تلامس حدود الأردن وتمس بصورة مباشرة أمنَه الوطني، ومصالحه كدولة ومجتمع، ناهيك عن باقي أجزاء الجغرافيات العربية المشتعلة أو المهددة بالاشتعال، ومع إدراك أميركا لهذه الحقيقة الواضحة فإنها وحتى الآن لا تعالج الجموح الإسرائيلي المسبب لكل هذه الاشتعالات، إلا باسترضائه والطلب من الآخرين التكيف معه، مع أنها ووجهت بمواقف عربية صريحة وشديدة الوضوح، تتطابق مع المعلن من السياسة الأميركية تجاه المنطقة وتحديدا تجاه القضية الفلسطينية.

الدول العربية الست التي اجتمعت في القاهرة مؤخراً وقبلها القمم العربية والإسلامية، وضعت المبادرة العربية للسلام على الطاولة، وإذا ما أعادت أميركا قراءتها من جديد، بعد تجاهل طويل الأمد، فسوف تجد فيها الوصفة الناجعة للحالة الشرق أوسطية بكل اشتعالاتها، فما الذي تطلبه أميركا من الدول العربية والإسلامية أكثر من تطبيع كامل وشامل، مقابل تلبية الحقوق الفلسطينية المقرة دولياً وبالإجماع.

نُقل عن السيد بلينكن وقبله الرئيس بايدن تحذيرهما لإسرائيل من عزلة دولية إذا ما استمرت في حربها على غزة، وإذا ما واصلت الحرب باجتياح رفح، وهذا التحذير لا يخص إسرائيل وحدها، بل أميركا كذلك فها هي تواجه الإخفاق حيثما ذهبت وهذا يعني تزايد العزلة عن الأصدقاء والحلفاء والشعوب.

arabstoday

GMT 04:20 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

هفوات الزمن الكبير

GMT 03:53 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فاروق حسنى.. (شاهد شاف كل حاجة)!!

GMT 03:33 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 03:31 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الرئيس والحظ التّعِسْ

GMT 03:28 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

حان وقت إعادة لبنان إلى مواطنيه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسرائيل تجر أميركا إلى العزلة إسرائيل تجر أميركا إلى العزلة



النجمات يتألقن في فساتين سهرة ذات تصاميم ملهمة لموسم الخريف

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:00 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

سترة كيت ميدلتون الأكثر مبيعاً بعد إطلالتها الأخيرة
 العرب اليوم - سترة كيت ميدلتون الأكثر مبيعاً بعد إطلالتها الأخيرة

GMT 19:03 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مثالية للهروب من صخب الحياة اليومية
 العرب اليوم - وجهات سياحية مثالية للهروب من صخب الحياة اليومية

GMT 18:41 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طرق تنسيق لوحات الفن التجريدي بديكور المنزل لخلق جوّ هادئ
 العرب اليوم - طرق تنسيق لوحات الفن التجريدي بديكور المنزل لخلق جوّ هادئ

GMT 04:46 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

اختبار جديد بالليزر يكشف عن الخرف بمختلف أنواعه في ثوان
 العرب اليوم - اختبار جديد بالليزر يكشف عن الخرف بمختلف أنواعه في ثوان

GMT 07:29 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

هنا الزاهد تعلن اختيارها وجهاً إعلانياً لشركة سعودية
 العرب اليوم - هنا الزاهد تعلن اختيارها وجهاً إعلانياً لشركة سعودية

GMT 04:46 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

اختبار جديد بالليزر يكشف عن الخرف بمختلف أنواعه في ثوان

GMT 19:24 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

العملة الخضراء تقفز لأعلى مستوى في 11 أسبوعا

GMT 05:10 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

مصباح الرياض والقاهرة

GMT 09:49 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

من صفحات التاريخ!

GMT 13:50 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

مانشستر يونايتد يمنح تين هاج الفرصة الأخيرة

GMT 10:15 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

محاولات للسيطرة على تسرب نفطي في إيران ومخاوف من "التلوث"

GMT 12:14 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان يفعّل الخطة الوطنية للكوليرا بعد تسجيل إصابة بالوباء

GMT 09:00 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

سترة كيت ميدلتون الأكثر مبيعاً بعد إطلالتها الأخيرة

GMT 13:19 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

إيران تفوز على قطر وتتصدر مجموعتها بتصفيات المونديال

GMT 14:12 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

تركيا تعلن تضرر مبان فى 3 ولايات جراء زلزال شرقى البلاد

GMT 21:31 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

رسميا مرموش أفضل لاعب في الدوري الألماني عن شهر سبتمبر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab