المعضلة والمخرج عرفات ثم عباس 1

المعضلة والمخرج... عرفات ثم عباس (1)

المعضلة والمخرج... عرفات ثم عباس (1)

 العرب اليوم -

المعضلة والمخرج عرفات ثم عباس 1

بقلم - نبيل عمرو

لو اعترض عرفات على خلاصة ما تم الاتفاق عليه في أوسلو، لما رأت النور ساعة واحدة.

ولو لم يفرد كوفيتَه الثورية على طاولة المفاوضات مع إسرائيل، لما وُجدت الطاولة أصلاً.

وبفعل ذلك، حصل على نصف جائزة نوبل للسلام واستبعد مهندس أوسلو عنها، أمّا النصف الآخر فقد حصل عليه السيدان رابين وبيريز.

في بدايات عملية نقل الاتفاقات والتفاهمات من الورق إلى الواقع، كان عرفات يستقبل في غزة زعماء العالم الذين توافدوا عليه في تظاهرة دعم وتبني «للمشروع التاريخي»، وفي تلك الفترة أكثر عرفات من وصف رابين بـ«صديقي»، وحين قُتل ظلّ عرفات محتفظاً بكلمة صديقي، مضيفاً إليها «الراحل».

كان اغتيال رابين يستدعي اغتيال عرفات، ولكن قبل أن يتم ذلك جرت عملية دعائية واسعة فكرتها المركزية أن عرفات هو المعوّق الوحيد لعملية السلام ما استوجب التخلص منه.

كانت السلطة في إسرائيل قد آلت إلى أشرس سياسي يرفض مبدأ السلام مع الفلسطينيين هو بنيامين نتنياهو، ومعه أشرس عسكري هو أرئيل شارون، الذي اقترن اسمه بمجازر صبرا وشاتيلا، بعد قيادته اجتياح لبنان في عام 1982.

أخيراً جرى التخلص من عرفات لتؤول الرئاسة لزميله في القيادة التاريخية لـ«فتح» وتوأمه في مجازفة السلام محمود عباس.

محمود عباس سُمي مهندس أوسلو... فهو من أدار المفاوضات السرية بصورة يومية، غير أنه لم يكن ليرسل سطراً واحداً للمفاوضين ورئيسهم أحمد قريع، إلا بعد أن يكون أُقر في الإطار القيادي المحدود الذي تأسس لتوجيه المفاوضات، أي أن الرجل لم يكن يعمل على هواه.

في حياة عرفات... اقترح العالم عباس رئيساً للوزراء، وهو منصب كان يحتله عرفات إلى جانب مناصبه الكثيرة على القمة، قبل عرفات فكرة رئاسة حكومة منفصلة عن رئاسته على مضض، ولم تمضِ أربعة شهور على تشكيلها حتى وجد عباس نفسه غير قادر على أداء مهامها، واكتشف أن العالم الذي استحدث هذه الصيغة بدا عاجزاً عن تلبية ما يحتاجه أساساً من تقدم مقنع في المسيرة السياسية مع إسرائيل.

وفق التراتبية العائلية في «فتح» والمنظمة والتاريخ، احتل عباس موقع عرفات بل مواقعه جميعاً بعد وفاته.

كان الترحيب به نابعاً من اعتقادٍ بأن مهندس أوسلو سينجح في تحقيق ما لم يستطع عرفات تحقيقه، وهو إنهاء الاحتلال كما وعدت أدبيات «المصالحة التاريخية»، والانتقال من الحكم الذاتي إلى الدولة المستقلة التي ستعالج قضية اللاجئين بواقع دولة مع دولة، ومن سوء حظه أن احتلاله موقع الرجل الأول منذ البداية حتى الآن اقترن بسلسلة إخفاقات وانهيارات لعملية السلام، مع وقوع النكبة الثانية التي هي الانقسام، وهزيمة «فتح» في الانتخابات العامة أمام المنافس «حماس»، ما أدخل البلد والقضية في نفق مظلم بدا كما لو أنه لا مخرج منه.

ظلت الأمور سائرة في هذا المنحدر، إلى أن وصلنا إلى ما نحن فيه الآن، أي الحرب على غزة، وما هو أخطر منها على الضفة.

قبل هذه الحرب تعرضت السلطة على مدى رئاسة عباس إلى إذلال وإهانات، بغرض الحط من هيبتها لدى شعبها وتحويلها من مشروع واعد بالدولة إلى مجرد ذراع أمنية لاحتلال لم يتوقف عن الاستيطان والتنكيل بحياة الفلسطينيين، خصوصاً في المنطقة «أ»، التي يفترض أن تكون للسلطة السيادة الكاملة عليها، وذلك دون أن ينجو عباس من تحريض عليه، والفكرة التي قامت عليها الرواية الإسرائيلية في هذا الاتجاه أن الرجل غير قادر على القيام بما هو مطلوب منه في مجال أمن إسرائيل، إذن لا لزوم له ولسلطته.

غير أن للأميركيين قولاً آخر حوله وحول سلطته، فلا ذكر لاغتيال أو إسقاط، وإنما تغيير يتولونه لتتحدد مكانته فيه – برئاسة فخرية-.

اختلفت الأساليب والهدف واحد..

تغير الأشخاص والنتيجة المرتجاة واحدة، وعراب العملية الأميركي لا يزال يبحث عن شخص أو عدة أشخاص يلتزمون بالنص ولا يخرجون عنه، أمّا المصالح الحقيقية للشعب الفلسطيني ومركزها الحرية والاستقلال، فهذا آخر ما يفكر فيه العرّاب.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المعضلة والمخرج عرفات ثم عباس 1 المعضلة والمخرج عرفات ثم عباس 1



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 العرب اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab