حين يتحول المَخرج إلى مأزق

حين يتحول المَخرج إلى مأزق

حين يتحول المَخرج إلى مأزق

 العرب اليوم -

حين يتحول المَخرج إلى مأزق

بقلم - نبيل عمرو

وصلت الحالة الفلسطينية إلى منطقة حرجة للغاية، بحيث تحولت المخارج التي تقترحها الطبقة السياسية إلى مآزق بحد ذاتها.
ولنأخذ مثلاً واحداً يجسد ما ذهبت إليه، وهو حكاية المجلس المركزي الذي يعتبره فريق من الطبقة السياسية الفلسطينية البرلمان الشرعي البديل عن المجلس الوطني المعطل، والذي أنيطت به مهمة اتخاذ القرارات الحاسمة التي تحدث عنها الرئيس عباس من دون تحديدها، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حال لم تذعن إسرائيل لإنذاره بالانسحاب من الأراضي الفلسطينية خلال سنة.
وفريق آخر يرى أن انعقاد هذا المجلس سوف يعمق ويكرس الانقسام؛ خصوصاً أن لا اتفاق ولا توافق على وضع منظمة التحرير الأم، ودورها في الحياة الوطنية الفلسطينية. ومن أجل التوصل إلى حد أدنى من التوافق حول انعقاد المجلس من عدمه، جرت حوارات في أكثر من مكان، عرض فيها كل فصيل فلسطيني برنامجه الذي يراه جذرياً، مشترطاً الموافقة عليه كي يشارك في الاجتماع. ووفق أدبيات كثير من هذه الفصائل، فإن أقل ما يمكن الموافقة عليه أو التعايش معه، هو انقلاب كامل على الحالة من أساسها، كسحب الاعتراف بإسرائيل، وإنهاء مفاعيل أوسلو؛ ليس بالتجميد بل بالإلغاء، ووقف التنسيق الأمني بكافة مستوياته وآلياته، إلى جانب الاقتراب الموضوعي إن لم يكن الرسمي من خيار المقاومة.
الرئيس محمود عباس الذي من المفترض أنه رئيس الكل، كما تبارى الأمناء العامون في القول له حين ترأس اجتماعهم الافتراضي قبل شهور الذي تم بين بيروت ورام الله، لن يوافق على هذه الاشتراطات الجذرية؛ ذلك أن فكرة عقد المجلس المركزي تحت عنوان «لاتخاذ قرارات حاسمة» وُلدت أصلاً من أجل الضغط على الأميركيين والأوروبيين الذين تراخوا في مسألة إحياء المسار السياسي التفاوضي، وعلى الإسرائيليين الذين أداروا ظهورهم لكل التزامات أوسلو التي في مصلحة الفلسطينيين، وأعلنوا أن: ليس لكم عندنا سوى بعض التسهيلات، وبالقطارة.
إذن، فإن فكرة اللجوء إلى المجلس المركزي كمكان لاتخاذ قرارات حاسمة، تحولت فعلاً إلى مأزق فلسطيني إضافي، يغذي المآزق القائمة. فالفصائل الرافضة - وأهمها «حماس» و«الشعبية» و«الجهاد» - ليست في وارد الذهاب إلى المجلس المركزي، وهي لم تحسم بعد مسألة الموقف من «الأم»، أي منظمة التحرير، ناهيك عن أن اللقاءات الأميركية الفلسطينية، والإسرائيلية الفلسطينية، وما نجم عنها، وما يتطلب من متابعات لها، لا تؤشر إلى أن انقلاباً جذرياً يمكن أن يحدث في المجلس المركزي.
وإذا ما انعقد هذا المجلس بأي شكل كان، فقد يُصدر كلاماً مثل الذي أصدره من قبل؛ إلا أن قدرة السلطة (عباس) على تحويل القرارات إلى توصيات تطبَّق وفق مقتضيات الحال، ستجعل من مشاركة هذه الفصائل - بالقياس مع أدبياتها - مجرد غطاء لسياسة لا يرضون عنها؛ بل يقولون ليل نهار بأنهم يعارضونها بصورة جذرية.
فكرة اللجوء إلى المجلس المركزي - جدية كانت أم مناورة - لم تتحول فقط إلى مأزق إضافي؛ بل أضحت مؤشراً سلبياً على الحالة الفلسطينية، ذلك أن المجلس «لو انعقد» دون مشاركة المكونات الرئيسية التي تجسد الحد المعقول من الوحدة الداخلية، فهي رسالة للفلسطينيين والعالم، مفادها أن لا جديد يحرك الجمود المستبد بالحالة الفلسطينية داخلياً وخارجياً، ورسالة من هذا النوع في هذا الوقت السلبي بالذات، لها ثمن يُدفع ولا شيءَ يُقبَض.
خلاصة القول: إن الطبقة السياسية الفلسطينية برعت في تحويل المخارج إلى مآزق، حدث ذلك حين كانت الانتخابات التشريعية والرئاسية والوطنية مخرجاً من استعصاء كارثي طويل الأمد، إلا أن إلغاءها تحت عنوان تأجيلها، أنتج مأزقاً جديداً، وهذه هي الحال بين المجلس المركزي والانتخابات.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حين يتحول المَخرج إلى مأزق حين يتحول المَخرج إلى مأزق



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 21:48 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة
 العرب اليوم - انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة

GMT 09:17 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان
 العرب اليوم - غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان

GMT 09:23 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
 العرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 05:57 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

المحنة السورية!

GMT 07:17 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

اليمامة تحلّق بجناحي المترو في الرياض

GMT 19:01 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور

GMT 22:51 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء شمال خان يونس "فوراً" قبل قصفه

GMT 20:03 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

القبض على موظف في الكونغرس يحمل حقيبة ذخائر وطلقات

GMT 20:27 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

دعوى قضائية على شركة أبل بسبب التجسس على الموظفين

GMT 22:06 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

إيقاف واتساب في بعض هواتف آيفون القديمة بدايةً من مايو 2025

GMT 08:16 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

وفاة أسطورة التنس الأسترالي فريزر عن 91 عاما

GMT 18:35 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

العراق ينفي عبور أي فصيل عسكري إلى سوريا

GMT 18:29 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

قصف إسرائيلي على مناطق جنوب لبنان بعد هجوم لحزب الله

GMT 17:20 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد توجه رسالة مؤثرة إلى لبلبة

GMT 18:45 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ولي العهد السعودي يستقبل الرئيس الفرنسي في الرياض

GMT 11:32 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الاحتلال ينسف مبانى بحى الجنينة شرقى رفح الفلسطينية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab