فلسطينيو 48

فلسطينيو 48

فلسطينيو 48

 العرب اليوم -

فلسطينيو 48

بقلم - نبيل عمرو

هم نحو مليوني إنسان، أقل قليلاً أو ربما أكثر، يحملون في جيوبهم أوراقاً عبرية، من شهادة الميلاد حتى الوفاة، ومن الهوية الرمادية حتى جواز السفر.

     

 

             

 

ومن المستجدات اللافتة لديهم -الآن- تفشي جرائم القتل في مجتمعهم الذي يتعرض لتحريض عنصري، يرفض وجودهم، فما بالك بمساواتهم.

وإذا كانت إسرائيل تتظاهر تحت شعارات الديمقراطية، وعدم المساس بسلطة القضاء، فإن ما يميز هذا التظاهر عدم شمول توجهاته وشعاراته أمر المساواة، وإن وُجد فليس بالحجم الذي يغري الفلسطينيين في إسرائيل بالمشاركة الواسعة، والتبني المتحمس للحالة وأعلامها وشعاراتها.

هموم فلسطينيي 48، وأساسها شعورٌ جمعي بانعدام المساواة في الحقوق، ولَّدت ظواهر يفترض أن تعاني منها إسرائيل بوصفها دولة ومجتمعاً. فالقتل اليومي المتصاعد والمستمر أفرز يقيناً لدى الفلسطينيين بأن الدولة إن لم تكن ضالعة في التخطيط والتنفيذ، فهي مقصرة وعلى نحو صارخ في معالجته، مع أنها تملك قدرات فائضة لو وُظفت بجدية لانتهت موجة القتل قبل أن تفتك بهذه الأعداد التي تزداد بين عام وعام يليه.

وإذا كانت الجريمة المستمرة في المجتمع الفلسطيني داخل إسرائيل هي مجرد إفراز لما هو أعمق، فإن سياسيي إسرائيل؛ خصوصاً المتحكمين في القرار، ليسوا مقصرين فقط في مجال إنهاء هذه الظاهرة المرعبة؛ بل عندهم من يغذي وبصورة منهجية شعور الفلسطينيين بالاستهداف، والأمر ليس من خلال التعاطي الرخو واللامبالي في معالجة تواصل جرائم القتل، وإنما في أمور أخرى، لم يكن آخرها قرار وزير المالية سموتريتش، اقتطاع جزء من المخصصات المالية المقررة للمجالس المحلية العربية، ونقل بعضها إلى دعم جهات يهودية متشددة، وذلك بذرائع غير منطقية اختلقها وزير المالية، مفادها أن الأموال التي تخصص للمجالس المحلية العربية تذهب إلى «مافيات» الجريمة المنظمة!

إن قراراً كهذا حتى لو تم التراجع عنه بفعل فداحة عنصريته ولا أخلاقيته، فإنه حقق مردوداً سلبياً عميقاً في نفوس الفلسطينيين، بما في ذلك من ظنوا أن لهم تميزاً إيجابياً لدى الدولة، كبعض الدروز مثلاً.

والفلسطينيون في إسرائيل، رغم التمييز المنهجي الرسمي والتحريض «الميليشياوي» ضدهم، والذي يقوده وزراء في الحكومة، فإنهم يجسدون قوة حقيقية في نسيج الحياة، مهنياً واقتصادياً، فهم ليسوا عالة على الدولة يأخذون ولا يعطون كما يفعل قطاع «الحريديم» مثلاً.

ففي إسرائيل، أينما تذهب: في الطب، والتعليم، والصناعة، والزراعة، والرياضة، والفن، ترى فلسطينيين أكفاء منتجين مبادرين ومتميزين.

إلا أن أمراً ينبغي أن نتوقف عنده للتأمل، وهو متعلقٌ بالطبقة السياسية التي تجسد واجهة المجتمع الفلسطيني في إسرائيل: إن فيروس الانقسام الذي أصاب أبناء جلدتهم وجيناتهم في جوارهم اللصيق، الضفة وغزة، أصابهم وأضاع على نضالهم الصعب من أجل العدالة والمساواة مزايا لا يستهان بها، في مجال النفوذ والفاعلية داخل إسرائيل.

إن كثافتهم البشرية توفر لهم أن يكونوا أكثر تأثيراً بما يخدم حقوقهم وكفاحهم من أجل نيلها، وخصوصاً في المؤسسة الأولى لصناعة السياسات والقرارات «الكنيست».

لقد أوصلهم تعادل القوى الصهيونية الرئيسة في المقاعد إلى حد أن يكونوا بيضة القبان التي من دونها لا تتشكل حكومة، وحدث ذلك لفترة وجيزة ثم انتهى الأمر بالتراجع. والآن فإن آخر استطلاع للرأي جرى أظهر تعادلاً بين القطبين الصهيونيين الرئيسين، ما أعاد للحضور العربي في «الكنيست» مكانته المفقودة، ففي ظل التعادل تعود بيضة القبان الفلسطينية إلى وضعها الفعال، وتنفتح آفاق أرحب لخدمة مصالح العرب الفلسطينيين في إسرائيل، أو على الأقل اعتراض تشريعات وقرارات تمس حقوقهم ومصالحهم.

على الطبقة السياسية، وخصوصاً تلك التي تتنافس للحصول على أكبر عدد من المقاعد في «الكنيست»، أن تجد وسيلة للتوحد، وهذا ما ينقص حتى الآن.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فلسطينيو 48 فلسطينيو 48



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 العرب اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
 العرب اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab