إسرائيل بين العم الروسي والأم الأميركية

إسرائيل... بين العم الروسي والأم الأميركية

إسرائيل... بين العم الروسي والأم الأميركية

 العرب اليوم -

إسرائيل بين العم الروسي والأم الأميركية

بقلم - نبيل عمرو

دوائر صنع القرار في إسرائيل تواجه معضلة في تحديد المواقف، فرضها وئامها المستجد مع روسيا الذي حصدت ثماره الإيجابية الثمينة لسنوات طوال في سوريا، وهذا الوئام المستجد كان متفهماً من قبل الإدارات الأميركية، ما وضع الدولة العبرية في حالة تفوق استراتيجي وحرية حركة مريحة على الجبهة الشمالية. كانت إيران ضحيته حين صار تموضعها على تلك الجبهة عرضة لضربات متتالية ومؤثرة أعاقتها كثيراً. ولم يخلُ الأمر من خسائر سورية معنوية ومادية وحتى بشرية، بحيث بدت ردودها ضعيفة، وأحياناً محض إعلامية، بينما الروس ينأون بأنفسهم عن الأجندة الإسرائيلية الإيرانية بالصمت، وبدرجة أقل عن الأجندة السورية الإسرائيلية، محتفظين بإمساكهم القوي بزمام المبادرة، بحيث يقررون متى يصمتون ومتى ينطقون ومتى يعملون.
التطورات المتسارعة، ومنها المفاجئة؛ أي أوكرانيا، وضع صناع القرار في إسرائيل أمام معضلة اتخاذ موقف محدد مما يجري، فأميركا تحشد مواقف مؤيدة لسياساتها من الحلفاء، وحتى من المؤلفة قلوبهم، وأين ستكون إسرائيل من هذا الحشد؟
أما روسيا المحرك النشط لتطورات الأزمة سياسياً وعسكرياً، فلن تغفر لأي جهة كانت التحاقها بمعسكر العقوبات الأميركية الغربية، وفي أمر إسرائيل بالذات، فروسيا تمسك بيدها في سوريا، ولنقل حتى الآن. والإسرائيليون بدورهم لا يعرفون على وجه الدقة كيف سيكون مصير تفاهماتهم مع الروس في المجال السوري الإيراني.
قبل أوكرانيا كانت الحالة مريحة تماماً لإسرائيل، وغير حاسمة بالنسبة لسوريا. أما الآن وقد توغلت روسيا في صراع مركب بأبعاده الأمنية والاقتصادية والتحالفية، فلم يعد القرار الإسرائيلي سهلاً كما كان سابقاً، فها هي تقع في حيرة من أمرها، في مجال تحديد موقفها النهائي من أزمة الحليف التقليدي الأول مع الصديق المستجد الذي يقف لأول مرة في التاريخ على حدودها، ولا يكف عن تذكير الدولة العبرية بأن في شوارعها وأحيائها وأسواقها من يتحدث الروسية قبل العبرية.
صناع القرار الرسمي في إسرائيل تتجاذبهم قوى داخلية متعارضة، بعضها يدعو إلى إعلان موقف صريح مع أميركا وحلفائها الغربيين، بما في ذلك الدخول في منتدى العقوبات، وبعض آخر يتربص بالحكومة ويحرضها على اتخاذ مواقف بالاتجاه الذي يطيح بها، فهي هشة قبل أوكرانيا وأثناءها وبعدها، ولعلها من المرات القليلة التي تجد فيها إسرائيل نفسها في حيرة من أمرها أمام استحقاقات الأزمة الأوكرانية؛ حيث أي موقف يُتخذ لا بد من أن يرتب ثمناً يُدفع. والخيار المتاح في الحالة هذه هو المفاضلة بين الفادح والأفدح.
أصحاب القرار في إسرائيل يراهنون على ممر ضيق سوف يعملون عليه؛ علَّهم يمرون منه، وهو التغاضي الروسي عن انضمامهم لمنتدى العقوبات الغربي الأميركي، مقابل استمرار التفاهمات المتفق عليها أو الموضوعية بشأن الحركة على الجبهة السورية.
ومن الأميركيين يرجو الإسرائيليون أن يُمنحوا منهم مساحة من الوقت لإظهار قدر من الحياد، إلى حين التوصل إلى حل للأزمة الأوكرانية، ولو تحقق ذلك فإسرائيل تملك قدرة على التكيف إذا ما خرجت من تحت مطارق الأزمة بفعل تسوية.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسرائيل بين العم الروسي والأم الأميركية إسرائيل بين العم الروسي والأم الأميركية



النجمات يتألقن في فساتين سهرة ذات تصاميم ملهمة لموسم الخريف

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:00 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

سترة كيت ميدلتون الأكثر مبيعاً بعد إطلالتها الأخيرة
 العرب اليوم - سترة كيت ميدلتون الأكثر مبيعاً بعد إطلالتها الأخيرة

GMT 19:03 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مثالية للهروب من صخب الحياة اليومية
 العرب اليوم - وجهات سياحية مثالية للهروب من صخب الحياة اليومية

GMT 11:04 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

لابورتا يكشف مفاجأة بشأن مستقبل ليفاندوفسكي
 العرب اليوم - لابورتا يكشف مفاجأة بشأن مستقبل ليفاندوفسكي

GMT 18:41 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طرق تنسيق لوحات الفن التجريدي بديكور المنزل لخلق جوّ هادئ
 العرب اليوم - طرق تنسيق لوحات الفن التجريدي بديكور المنزل لخلق جوّ هادئ

GMT 05:18 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

ساعات النوم التي تحصل عليها ليلاً تؤثر على نشاطك ومزاجك

GMT 05:08 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

مؤامرة التغيير الديموغرافي في السودان

GMT 02:35 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

6 غارات جوية تستهدف صنعاء وصعدة

GMT 01:39 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

7 غارات إسرائيلية تستهدف الخيام اللبنانية

GMT 06:33 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

النفط يعاود ارتفاعه مع استمرار عدم اليقين في الشرق الأوسط

GMT 21:52 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

توتنهام يعلن رسميا تجديد عقد مدافعه جد سبينس حتى 2028

GMT 01:41 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله يعلن استهداف دبابة إسرائيلية واحتراقها

GMT 13:40 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

يويفا يكشف موعد قرعة تصفيات أوروبا المؤهلة لكأس العالم 2026

GMT 01:37 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

عدوان إسرائيلي يستهدف مدينة اللاذقية الساحلية

GMT 19:48 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

الأمير ويليام يُحيي سيرة والدته بطريقته الخاصة

GMT 14:48 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ديكورات غرفة معيشة مميزة بألوان محايدة

GMT 21:44 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

تذكرة كلاسيكو ريال مدريد ضد برشلونة تصل إلى 455 يورو
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab