نتنياهو والساتر الإيراني في الضفة

نتنياهو والساتر الإيراني في الضفة

نتنياهو والساتر الإيراني في الضفة

 العرب اليوم -

نتنياهو والساتر الإيراني في الضفة

بقلم: نبيل عمرو

الحملة الواسعة التي تنفذها إسرائيل في الضفة، والتي تركزت أولاً في الشمال، ولا يوجد ما يحول دون امتدادها لتشمل الضفة كلها، هذه الحملة لا جديد فيها، سوى اتصالها بالحرب على غزة، وصلتها الموضوعية بالاشتعالات التي تجري على أكثر من ساحة.

الضفة والقدس قلبها وشرايينها وأوردتها، هي ساحة الصراع الأساسي بين المشروع الإسرائيلي الذي لم يكتمل، والمصير الفلسطيني الذي أساسه قيام الدولة المستقلة على الأراضي الفلسطينية، حيث يظل المصير ناقصاً إن لم يقم على كل ما احتل في العالم 1967، وإذا لم يتضمن حلاً لقضية اللاجئين وفق القرارات الدولية.

المؤهلات الذاتية والموضوعية لقيام دولة فلسطينية مستقلة، اكتملت على أرضها بوجود شعبٍ مؤهل للحصول على استقلالها، وبدعم دولي شامل معظمه اعترف بصورة مسبقة بها، والبعض الآخر يعترف بحق شعبها فيها، وحتى في إسرائيل فهنالك قوىً وازنة لا ترى خلاصاً للدولة العبرية من مآزقها إلا بإقرار قيام الدولة الفلسطينية.

الرسميون الإسرائيليون الذين تداولوا على الحكم وفق الأغلبية البرلمانية يدركون ذلك، غير أنهم لا يتفقون على كيفية تحقيق أو إلغاء ما يدركون، ورغم شعور الجميع بالمأزق الذي أساسه عدم إنهاء القضية الفلسطينية بالتصفية أو الحل، فإن الوضع الداخلي في إسرائيل الذي هو أساس القرارات في كل الاتجاهات، لا يزال ينتج سياسة عقيمة لا مكان فيها لاتفاق على أي حل، وذلك يعني تلقائياً الانجرار وراء سياسات يصممها اليمين، ويجري الجميع وراءه في تنفيذها، وإن بأغلفة مختلفة.

الرجل الذي يعتاش شخصياً وسلطوياً على هذه الحالة هو بنيامين نتنياهو الذي يطمح لأن يوصف بالرجل الذي أنهى احتمال قيام الدولة الفلسطينية، وما يتحدث به عن النصر المطلق، فهو ليس القبض على السنوار أو قتله، وليس تدمير غزة وإيذاء الضفة قدر ما يستطيع، بل قتل الدولة الفلسطينية أولاً وأخيراً، ففي الضفة يحسم مصيرها، ويحسم كذلك مصير القضية برمتها.

لا تنقص نتنياهو معرفة الحقائق التي جعلت الدولة الفلسطينية محل إجماع عالمي على حتمية قيامها كركيزة أساسية لاستقرار الشرق الأوسط، بما فيه من مصالح دولية لا تحتمل الاشتعالات التي تقف غالباً على حافة حربٍ إقليمية وحتى دولية، ويعرف كذلك أن الشعب الذي يحاربه على كل الجغرافيا الفلسطينية من رفح إلى القدس، وعلى كل مكان في الضفة، هو شعب مؤهل من كل النواحي، يبني حياته بما يستطيع تخليصه من براثن احتلاله الوحشي، ويؤسس البنية التحتية لدولته العتيدة، على نحو يجعل حلم نتنياهو بابتلاع الضفة أمراً مستحيلاً، وهذا ما أدى به إلى أن يفقد حججه في منع قيامها، ليلوذ أخيراً ودائماً بالساتر الإيراني الذي لم يجد غيره للاختباء وراءه، وهو يعارض العالم كله في مسألة قيام الدولة الفلسطينية.

الساتر الإيراني هو في واقع الأمر غير منطقي وغير واقعي، وغير مؤثر بصورة فعّالة في المأزق الإسرائيلي الناجم أساساً عن الاحتلال، الذي سبق ولادة الجمهورية الإسلامية بسنوات طويلة، وسبقتها كذلك المقاومة الوطنية التي أسسها الفلسطينيون على أرضهم المحتلة، وأنتجت تبوّؤَ قضيتهم لمكانتها اللائقة بها على صعيد المنطقة والعالم.

لا يُنكَرُ الدور الإيراني في المنطقة وأجنداته وأذرعته المنطلقة من التطلع لبلوغ مكانة إمبراطورية تغذيها قراءة خاصة للتاريخ القديم، ويقودها نزوع نحو نفوذ بالغ الصعوبة تلتزم به الدولة الإيرانية مهما بلغت تكاليفه، ومهما تزايدت القرائن على عدم جدواه، غير أن هذا الدور وإن بدا قوياً في مجال التأثير السلبي فلن يكون ذا حضور فعلي في شكل ومضمون الدولة الفلسطينية العتيدة، فهي دولة لأهلها التوّاقين للعيش في ظلالها، وليس في واردهم الانتماء إلى أي جهة أو أجندة تسعى إلى توظيفها في خدمتها.

الإيجابي الذي تبلور رغم ساتر نتنياهو... هو أن العالم لم يأخذ روايته على محمل الجد؛ لأنه ساترٌ هشٌ ومفتعل، وأمام العالم كله لم يعد صالحاً لاختباء نتنياهو وراءه.

 

arabstoday

GMT 06:28 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 06:15 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 06:12 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

«سايكس- بيكو» الحل!!

GMT 06:04 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

GMT 06:00 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

انتخابات الجزائر.. تبون في عالم خاص به!

GMT 05:57 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

"بيبي" يريد مزيدا من الدمّ بدل قليل من السياسة

GMT 05:54 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

حدود الفارق

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نتنياهو والساتر الإيراني في الضفة نتنياهو والساتر الإيراني في الضفة



ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 00:21 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

تنسيق التنورة القصيرة بطريقة شبابية وعصرية
 العرب اليوم - تنسيق التنورة القصيرة بطريقة شبابية وعصرية
 العرب اليوم - تنسيق الأثاث المناسب للمساحات المنزلية الصغيرة

GMT 06:13 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

"ارتفاع مقلق" بوفيات جدري القردة خلال أسبوع واحد

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 13:04 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

محمد حماقي يعلن شروطه لدخول عالم التمثيل

GMT 12:12 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

تشيلسي يربط السنغالي نيكولاس جاكسون حتي عام 2033

GMT 15:24 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

موجة طقس سيئ تضرب النمسا وترقب فيضانات عارمة

GMT 04:53 2024 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

وفاة الفنانة ناهد رشدي بعد صراع مع المرض

GMT 22:01 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

المؤلفون غير البيض يشعلون شغف الطلاب بالقراءة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab