خلافة عباس كيف ومَن

خلافة عباس... كيف ومَن؟

خلافة عباس... كيف ومَن؟

 العرب اليوم -

خلافة عباس كيف ومَن

بقلم - نبيل عمرو

بعد أن بلغ الرئيس محمود عباس الثامنة والثمانين، ازداد الحديث عن خلافته، أو مرحلة ما بعده، مع أنه يتصرف كما لو أنه يعيش أبداً.

الغريب في الأمر، أن أقل من يثير هذه القضية في المعالجات «العلنية» هم الفلسطينيون، وأكثر من يثيرها هم الإسرائيليون، وقد أنتجت هذه الحالة ميزة إسرائيلية ثمينة؛ وهي احتكار المسألة والانفراد في التأثير على الرأي العام، حتى على مستوى طرح الأسماء والفرص، وكيف يتعين على الدولة العبرية التصرف، إذا غاب عباس فجأة عن المشهد تاركاً وراءه حالة فلسطينية تسودها الفوضى والصراع الداخلي؟

وحين تغيب المعالجة الإعلامية بفعل الحذر وعدم الرغبة في الارتطام بالزجاج، تزدهر النقاشات الشعبية؛ ليس فضولاً وإنما بفعل القلق من الغموض والخوف من الفراغ الذي ستملأه الفوضى. وفي كل النقاشات لا يُستبعد شبح اقتتال مسلح بين المتصارعين، سواء داخل الحركة الوريثة «فتح» أو على مستوى أوسع، وهنا تدخل «حماس» كطرف متربص لا يتحدث كثيراً في الأمر، ولكنها تعمل أكثر عليه.

وفي الحالة الفلسطينية، فإن كل صغيرة وكبيرة فيها تتصل بصورة مباشرة وغير مباشرة بإسرائيل، التي بوجود عباس وبغيابه صاحبة النفوذ والتأثير في المسارات والمآلات، ولعل في ذلك يكمن الاهتمام الملح فيما سيجري بعد عباس، وكيف تتدخل إسرائيل في الأمر؟ الأسماء المتداولة في أمر الخلافة مصدرها ترشيحات إسرائيلية، يبدو من السذاجة اعتبارها بريئة أو موضوعية، فإسرائيل التي تسعى للسيطرة طويلة الأمد على الحالة الفلسطينية بإجمالها، تعد من سيأتي بعد عباس جزءاً من رؤيتها لسياسة وترتيبات السيطرة، لهذا تعرض سيناريوهات متعددة، تطرح فيها كل الاحتمالات المتصلة بالأشخاص المقترحين من قبلها، والشيء الوحيد الذي تتجنبه ويتجنبه غيرها من اللاعبين في الحلبة... هو الانتخابات، التي تخشى إسرائيل أن تأتي برئيس غير ملائم لأجندتها، بعد أن توفر الشرعية الشعبية التي حظي بها... مساحة استقلال تعترض المسار الإسرائيلي المتقدم بقوة نحو السيطرة المنشودة، كما ستوفر له دعماً دولياً مؤثراً حتى من قبل أصدقاء إسرائيل الذين لا يملكون إلا التعامل مع رئيس منتخب، اختاره الفلسطينيون بمحض إرادتهم، وعبر أرقى الوسائل... صندوق الاقتراع.

الظاهرة الملفتة التي تتميز بها المواقف المختلفة من مسألة الرئاسة الفلسطينية، أن شرط الانتخابات يغيب تماماً... وأن الخوف مما ستنتجه الانتخابات هو المبرر المتفق عليه لتجنبها، لذا يُطرح «تخويف» أن يتولى رئيس المجلس التشريعي المنتخب، وهو من «حماس»، الرئاسة المؤقتة حسب النظام الأساسي الذي هو دستور السلطة، ولو تم تجاوز هذه المسألة باتفاق أو تفاهم ضمني على أي بديل، فستظهر حكاية أن يفوز «حمساوي» بالرئاسة، وهذا يكفي لاستبعاد فكرة الانتخابات. مع أن الجميع يقر من جهة أخرى بأن استمرار الوضع الراهن وسحبه على مرحلة ما بعد عباس... يكون الأخطر والأشد إلحاقاً للأذى.

السلطة الفلسطينية... الضعيفة والمرتبطة وجوداً وعدماً بالحبل السري الإسرائيلي... هي الخيار الإسرائيلي الأول؛ أي الأخير كذلك، لكونها تفيد في أمر سيطرتها المنشودة حاضراً ومستقبلاً.

إلا أن استمرار السلطة وفق ما تصممه إسرائيل لها، يبدو أمراً غير مضمون، إذ إنها بذلك تتكرس كعبء ثقيل على الملايين الفلسطينية، التي تجمع على رفض حكمها وشرعيتها ما دامت تستمد وجودها ومساحة عملها مما تسمح به إسرائيل، وستكون كذلك مرشحة دائمة للانهيار، وهذا يضع الجميع أمام حالة تستحيل السيطرة عليها، ولن تنجو إسرائيل من الضرر حين تجد نفسها وجهاً لوجه مع ملايين الفلسطينيين وقد أزيل الحاجز الذي كانت تستفيد منه في مجال السيطرة.

الوضع الذي يُفرض على الفلسطينيين، من خلال بقاء السلطة ضعيفة، وبقاء الاحتلال والاستيطان والسيطرة الإسرائيلية على الحياة والمقدرات والآفاق، سيجر حتماً إلى كوارث ينتجها الفراغ والفوضى وانعدام المرجعية.

فلا إسرائيل قادرة على ابتلاع الحالة الفلسطينية مهما بلغ ضعفها، ولا الإقليم قادر على تفادي التداعيات الكارثية للحالة الفلسطينية «الفوضوية»، ولا العالم المرتاح كثيراً على الجمود الراهن، سيواصل ارتياحه حين يتحول المسار الفلسطيني - الإسرائيلي إلى حالة مستحيلة من الفوضى والعنف وفقدان السيطرة.

إن أقرب مسافة بين نقطتين هو الخط المستقيم والمباشر.

ولكي لا يقع المحظور الخطر فلا بد من عمل استباقي لا ينتظر وقوع الكارثة حتى يفكر في إيجاد حلول لها، ويكون ساعتها قد فات الأوان.

ولأن الحالة الفلسطينية لم تعد فلسطينية فقط، فلا مناص من تدخل عربي إقليمي دولي يشجع الفلسطينيين أولاً على استعادة نظامهم السياسي الذي يملك شرعية اتخاذ القرار، وهذا ما كان متوفراً زمن منظمة التحرير القوية والفعالة، وإزالة المعيقات التي تمنع الفلسطينيين من التوجه إلى صناديق الاقتراع لانتخاب برلمانهم ورئيسهم وإنتاج حكومتهم وفتح أفق سياسي يرى فيه الفلسطينيون أملاً ومساراً يستحق أن يتبع، وإذا كان ذلك صعباً فبقاء الوضع الراهن أصعب.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خلافة عباس كيف ومَن خلافة عباس كيف ومَن



إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 13:51 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 العرب اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 06:48 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 العرب اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 07:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
 العرب اليوم - نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 07:21 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلاق إعلان الرياض لذكاء اصطناعي مؤثر لخير البشرية
 العرب اليوم - إطلاق إعلان الرياض لذكاء اصطناعي مؤثر لخير البشرية

GMT 15:16 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

صفارات الإنذار تدوي في تل أبيب أثناء محاكمة نتنياهو

GMT 12:39 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

هل يتحمل كهربا وحده ضياع حلم الأهلى؟!

GMT 07:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 08:34 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

جديد في كل مكان ولا جديد بشأن غزة

GMT 04:35 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إنزال إسرائيلي قرب دمشق استمر 20 دقيقة

GMT 16:56 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

السيتي يعلن وفاة مشجع في ديربي مانشستر

GMT 20:06 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

انتشال 34 جثة من مقبرة جماعية في ريف درعا في سوريا

GMT 10:58 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

ضربة جوية أمريكية تستهدف منشأة تابعة للحوثيين باليمن

GMT 08:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 03:01 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

حظر الطيران الجوي في أصفهان وقم الإيرانيتين

GMT 02:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد 8 فلسطينيين في قصف إسرائيلي بغزة

GMT 02:54 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

زلزال بقوة 7.3 يضرب المحيط الهادئ وتحذير من تسوماني

GMT 04:32 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دوي انفجار يهز صنعاء وسط أنباء عن استهداف وزارة الدفاع
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab