المحافظون ومطبّ الانتخابات البريطانية المقبلة

المحافظون ومطبّ الانتخابات البريطانية المقبلة

المحافظون ومطبّ الانتخابات البريطانية المقبلة

 العرب اليوم -

المحافظون ومطبّ الانتخابات البريطانية المقبلة

جمعة بوكليب
بقلم جمعة بوكليب

يوم الأربعاء الماضي، احتفلت لجنة 1922 في حزب المحافظين بالذكرى المئوية الأولى لتأسيسها. اللجنة المذكورة تقتصر عضويتها على نواب المقاعد الخلفية. ويرأسها حالياً النائب السير غراهام بريدي، وكان هو، خلال السنوات الثلاث الماضية، من أبلغ ثلاثة من رؤساء الحكومات بضرورة مغادرتهم 10 داوننغ ستريت. وربما يجد نفسه مضطراً، خلال الأشهر القليلة القادمة، إلى تكرار ذلك الفعل مع رئيس الحكومة الحالي السيد ريشي سوناك، ما لم ينجح الأخير، في فك الحصار المضروب من حوله، من قبل نواب الجناح اليميني، ويقنع الناخبين من أنصار حزبه بقدرته على الفوز في الانتخابات القادمة.

ورغم أن المصادر التاريخية تؤكد أن اللجنة انبثقت فعلياً في عام 1923، فإنها احتفظت باسم لجنة 1922، لأن أعضاءها من النواب، دخلوا البرلمان عام 1922. اللجنة لا يوجد مثيل لها في حزب العمال أو الأحرار. وفي فترة ماضية، تعالت أصوات من داخل حزب العمال تطالب بتأسيس لجنة مماثلة، إلا أن تلك الدعوات لم تجد آذاناً مصغية.
اللوائح الداخلية للجنة، لم تكن تسمح لأعضاء المقاعد الأمامية من الحزب في البرلمان (أعضاء الحكومة من الوزراء)، بحضور جلساتها، إلا أنها مؤخراً، أعادت مراجعة اللائحة الداخلية، ومنحت الوزراء دعوة مفتوحة لحضور جلساتها الأسبوعية.
واستناداً إلى تقارير إعلامية، تجاوز عدد الحضور في الاحتفال 500 شخص، إلا أن التقارير وثقت غياب شخصين، هما السيد بوريس جونسون رئيس الوزراء الأسبق، وخليفته السيدة ليز تراس.
الغياب الملحوظ لرئيسي حكومتين كان ملحوظاً، ومن الممكن أنهما تعمدا عدم الحضور لأسباب قد لا تبدو غامضة للموجودين في الحفل من النواب واللوردات. لكن رئيس الحكومة السيد ريشي سوناك كان من ضمن الحضور، غيابهما عن حضور الحفل، لا يعني غيابهما عن الساحة السياسية، وكونهما في حالة تربص وتحفّز دائمين للوثوب على أول فرصة، تتاح لأي منهما لإزاحة رئيس الحكومة سوناك، والحلول مكانه.
السيد جونسون ظهر في مقابلة تلفزيونية مؤخراً، منحته فرصة النيل من السيد سوناك، وعلى غير عادته، بأسلوب حرص أن يكون دبلوماسياً، ومغلفاً نقده بكثير من النصائح، أهمها التأكيد على وضع سياسات تنموية، وضرورة مواصلة الوقوف مع أوكرانيا، ومنحها طائرات مقاتلة. في حين أن السيدة تراس فضلت أن تترك لأنصارها مهمة التأكيد على صحة سياساتها ذات الصلة بتخفيض الضرائب، وتحفيز النمو، والأهم اقتراب موعد عودتها. وبعد أيام قليلة على انقضاء الحفل، فوجئ كثيرون، خصوصاً في دوائر الحكومة، بمقالة طويلة (4000 كلمة) منشورة في واحدة من أكثر الصحف موالاة للمحافظين، صحيفة الديلي تلغراف، وموقعة باسمها، تنتقد فيها سياسات السيد سوناك الضرائبية على الشركات، وتؤكد أنها لم تُمنح فرصة حقيقية لتنفيذ برنامجها السياسي الراديكالي. العودة السريعة للسيدة تراس غير متوقعة؛ لذا قوبلت باستهجان من قبل النواب المحافظين، وخصوصاً من أنصار رئيس الحكومة. من جهة أخرى، يمكن القول إن حرب زعامة جديدة قد بدأت. وقبل ذلك، تزايدت نسبة احتمالات تعرض الحزب لخسارة كبيرة في انتخابات المجالس البلدية المقررة في شهر مايو (أيار) القادم. ومن دون شك، ستعمل عودتها على إثارة رغبة التحرّك في القطيع الساكن قسراً، في انتظار اللحظة المواتية للتحرك.
التقارير الإعلامية هذه الأيام، خصوصاً في الصحف المؤيدة لحزب المحافظين، تكاد لا تخلو يومياً من تقارير وآراء تتمحور حول ما يسود في دوائر الحزب من قلق مبعثه الخوف من فشل الحزب في البقاء في السلطة، خلال الانتخابات النيابية، وخصوصاً بعد فضيحة مدير الحزب نديم زهاوي وطرده من منصبه، بعد أن تم كشف تلاعبه في دفع الضرائب.
أكثرية نواب المقاعد الخلفية يضغطون على رئيس الحكومة وزير الخزانة جيرمي هانت بالعمل سريعاً على تخفيض الضرائب في الميزانية التي ستعلن في الشهر القادم، وكذلك صياغة برنامج سياسي انتخابي يشجعهم على طرق أبواب البيوت خلال الحملة الانتخابية، ومحاولة بيعه للناخبين. إلا أن تلك الضغوط تقابل أغلب الوقت بالتجاهل. رئيس الحكومة سوناك مشغول بالعمل على تنفيذ برنامج النقاط الخمس، الذي وعد به الناخبين. وفي الوقت نفسه، يتهمه زملاؤه في الحكومة بتعطيل آلية العمل، بسبب حرصه على التدقيق في كل القرارات التي يقدمها وزراء آخرون، والموافقة عليها. وهذا يعني تراكم الملفات على مكتبه، وحرمان أعضاء الحكومة من القيام بمهامهم المنوطة بهم. ووزير الخزانة، خلال اجتماع مع نواب حزبه، أكد أن العجز المالي في الميزانية، يحول بينه وبين تحقيق ذلك الهدف الضرائبي المنشود.
المراهنون على وصول قارب سوناك بسلام إلى المرفأ الانتخابي، بحاجة إلى مراجعة حساباتهم وفي أقرب وقت، بعد الهجوم المباغت الذي قامت به السيدة تراس مؤخراً. ومن الأفضل ألا يتجاهلوا ما يدبّر وراء الكواليس، من قبل السيد جونسون وأنصاره. ومن المحتمل أن رئيس لجنة 1922، السير غراهام بريدي، يراقب المشهد من كثب، استعداداً لكل المفاجآت.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المحافظون ومطبّ الانتخابات البريطانية المقبلة المحافظون ومطبّ الانتخابات البريطانية المقبلة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab