في اليوم التالي لنهاية الحرب

في اليوم التالي لنهاية الحرب

في اليوم التالي لنهاية الحرب

 العرب اليوم -

في اليوم التالي لنهاية الحرب

بقلم - جمعة بوكليب

حرب الإبادة الدائرة في غزة، منذ أزيد من 3 أشهر، من قِبل قوات الاحتلال الإسرائيلي ضدّ سكان القطاع من الفلسطينيين، تتميّز عمّا سبقتها من حروب بكونها أثارت اهتمام رأي عام عالمي، كان في السابق في غفلة عمّا يحدث في تلك الرقعة، كونه ضحيةً لعملية غسل دماغ إعلامية هائلة ومتواصلة طيلة عقود زمنية.

وشخصياً، أعزو الفضل في التغيير، أو في اليقظة العالمية، إلى الإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي التي تنقل وقائع ما يحدث من تطهير عرقي وإبادة في تلك البقعة من العالم لحظة بلحظة، الأمر الذي أفقد وسائل الإعلام التقليدية الغربية الإمساك بالخيوط، وتوجيه الرأي العام إلى الجهة التي ترتأيها، هذا أولاً.

أما ثانياً، فإنه نتيجة للعامل الأول، وكما حدث للإعلام الغربي التقليدي، أضحى من الصعوبة بمكان على عديد من حكومات دول الغرب تجاهل الضغوط الشعبية المطالِبة بالتدخل لوقف المذبحة ضد شعب أعزل وسجين ومعزول عن العالم، مما اضطرها إلى مطالبة حكومة الاحتلال الإسرائيلي بضرورة وقف الحرب، في تضاد واضح مع موقفها المبدئي الرسمي المؤيد للعدوان على غزة، بحجة حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.

الحرب الآن تدخل مرحلة متقدمة، وأكثر تعقيداً. وتبين صحة تكهن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، حين ذكر في واحد من أول تصريحاته بشأن الحرب، بأنها ستطول، مما يفيد بأن القيادات السياسية والعسكرية الإسرائيلية لم تُفاجأ بعدم قدرة قواتها على الأرض، على حسم الأمر بسرعة عسكرياً. وأنها كانت تتوقع جسامة الخسائر البشرية وفي الآليات العسكرية. السؤال الذي يطرح نفسه: أين كانت المفاجأة؟

بالإمكان القول، في رأيي، إن المفاجأة الحقيقية، التي أربكت حسابات إسرائيل تمثّلت في اتساع دائرة القناعات دولياً بعدم جدوى الحلول العسكرية، وضرورة العودة إلى مناضد التفاوض، وبهدف الوصول إلى اتفاق سلام دائم يتحقق بوجود دولة فلسطينية ذات سيادة. وإن واشنطن، الحليف القوي لإسرائيل، كانت في مقدمة قائمة المطالبين بذلك. وأذكر أنني قرأت في صحيفة إسرائيلية باللغة الإنجليزية خبراً يتحدث عن انزعاج شديد في الحكومة الإسرائيلية نتيجة تصريحات عديدة ومتواصلة من كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية بضرورة وجود دولة فلسطينية. الخبر يؤكد أن اتصالات عدة جرت بين القادة الإسرائيليين مع أولئك المسؤولين الأميركيين يطالبونهم من خلالها بضرورة الإقلاع عن الإدلاء بتصريحات تتعلق بضرورة إقامة دولة فلسطينية. ومن خلال المتابعة والرصد لتطورات الأحداث، تأكّد أن المسؤولين الأميركيين تجاهلوا تلك المطالب، وواصلوا في تصريحاتهم الحديث عن ضرورة إقامة دولة فلسطينية في الضفة والقطاع، بوصفها حلاً نهائياً يضمن للفلسطينيين وللإسرائيليين العيش في سلام، ويضمن لإسرائيل تطبيعاً دبلوماسياً مع الأقطار العربية.

أغلب المراقبين في ساحات كثيرة في العالم لا يتوقفون عن التكهن بطبيعة التطورات التي ستحدث في اليوم التالي لوقف الحرب. وتتمحور أغلبها حول أمرين: المستقبل السياسي لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ويليه مستقبل حزبه (الليكود) وبقية الأحزاب اليمينية المتشددة. وتكاد تلتقي غالبية التكهنات على أن نتنياهو يقترب بخطوات سريعة من باب الخروج النهائي. ويرون في تشديده على مواصلة الحرب حتى النهاية محاولة متعمدة منه لتأجيل خروجه ومواصلة وجوده على رئاسة الحكومة. ويتوقعون، وبأغلبية ملحوظة، أن أحزاب اليمين الديني المتشدد ستفقد أغلبية مقاعدها في البرلمان. وبالتالي يتهمش دورها سياسياً.

الأمر الآخر هو مستقبل «حماس». وفي هذه النقطة تتفاوت الآراء وتتباين، حيث يرى بعض المعلقين أن مستقبل «حماس» السياسي تتقاطع فيه خطوط عديدة، فلسطينياً وعربياً وإسرائيلياً ودولياً، والأكثر لفتاً للاهتمام السؤال حول قدرة قيادتها السياسية على إعادة رسم مسار الحركة سياسياً في ظل التطورات الجديدة بعد الحرب، واستعدادهم لتقديم رؤية تبتعد كثيراً على الخط المتبع منذ التأسيس. وبالطبع، يأتي في المقدمة إسقاط الخيار العسكري، والاعتراف بوجود إسرائيل، وقبولهم إعادة بناء الجسور المهدومة مع السلطة الفلسطينية في رام الله، من خلال قبول المشاركة في الحكم، ضمن ائتلاف سياسي فلسطيني، تحت قيادة فتحاوية.

وربما هذا الاتجاه ينهي هذه المأساة في هذه البقعة من العالم.

arabstoday

GMT 08:40 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في اليوم التالي لنهاية الحرب في اليوم التالي لنهاية الحرب



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب
 العرب اليوم - أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب

GMT 11:30 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 15:40 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

SpaceX تطلق 21 قمرًا صناعيًا من Starlink إلى المدار

GMT 05:56 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

حريق جديد في لوس أنجلوس وسط رياح سانتا آنا

GMT 15:41 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يعرض 65 مليون يورو لضم كامبياسو موهبة يوفنتوس

GMT 03:25 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

استمرار غياب تيك توك عن متجري أبل وغوغل في أميركا

GMT 03:02 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

زلزال بالقرب من سواحل تركيا بقوة 5 درجات

GMT 03:10 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

استشهاد مسؤول حزب الله في البقاع الغربي محمد حمادة

GMT 16:11 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

أحمد الفيشاوي يعلق على خسارته جائزة "أحسن ممثل"

GMT 03:08 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع ضحايا حريق منتجع للتزلج في تركيا لـ76 قتيلًا

GMT 05:52 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

الصين تختبر صاروخاً فضائياً قابل لإعادة الاستخدام

GMT 16:06 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

ميس حمدان تكشف ردود فعل الرجال على أغنيتها الجديدة

GMT 02:59 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

تحذيرات من رياح خطرة وحرائق جديدة في جنوب كاليفورنيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab