بريطانيا المحافظون يقتربون من باب الخروج

بريطانيا: المحافظون يقتربون من باب الخروج

بريطانيا: المحافظون يقتربون من باب الخروج

 العرب اليوم -

بريطانيا المحافظون يقتربون من باب الخروج

بقلم - جمعة بوكليب

 

في المؤتمر الصحافي، الذي عقده مؤخراً أثناء زيارته للقاهرة، سُئل رئيس الحكومة البريطانية ريشي سوناك عن رأيه في خسارة حزبه لمقعدين برلمانيين آخرين. فأجاب قائلاً إن الحكومات عادة لا تفوز في الانتخابات الثانوية. السيد سوناك لم يجانب كثيراً الصواب في ذلك الرد. فالحكومات البريطانية، على اختلافها، عادة تفشل في عبور حاجز الانتخابات الثانوية، كونها تمنح الناخبين فرصة للتعبير عن غضبهم واحتجاجهم ضد الحكومة. وجرت العادة أن يلجأ كثير من الناخبين الموالين للحزب الحاكم خصوصاً إلى البقاء في بيوتهم، عازفين عن الخروج والذهاب للإدلاء بأصواتهم الانتخابية تعبيراً عن عدم رضاهم.

ما لم يقله السيد سوناك هو أن الدائرتين الانتخابيتين (تامورث وميد بدفورد شاير) اللتين وقعتا في أيدي حزب العمال يعتبران تاريخياً مقعدين آمنين لحزب المحافظين. وأن أحدهما (ميد بدفورد شاير) ظل مقعداً مضموناً يتبادله مرشحو الحزب منذ عام 1931. الآن، وبعد انتخابات الخميس الماضي، لم تعد مقاعد حزب المحافظين في دوائرهم الانتخابية، الواقعة في ما يعرف باسم الحزام الأزرق، آمنة. وربما هذا السبب تحديداً، يوضح رغبة 49 نائباً برلمانياً محافظاً في عدم دخول الانتخابات المقبلة. وخلال عطلة الأسبوع المنصرم، ظهرت تقارير إعلامية تتحدث عما يدور في دوائر المحافظين من إشاعات، أهمها واحدة تتعلق برغبة وزير الخزانة جيرمي هنت في عدم خوض الانتخابات المقبلة، خوفاً من الفشل.

الخسارة الانتخابية الأخيرة، بسبب أحداث الحرب الدائرة في غزة، لم تنل حظها من الاهتمام الإعلامي الكافي، رغم أهميتها. أغلب المعلقين الذين تناولوها في وسائل الإعلام اتفقوا على أن حظوظ حزب المحافظين في الحفاظ على مفاتيح 10 داوننغ ستريت لمدة 5 سنوات أخرى، تتراجع بشكل كبير يوماً إثر آخر، نتيجة سخط الناخبين. وأن زعيم الحزب ورئيس الحكومة ريشي سوناك ليس بمستطاعه وقف الانحدار نحو السقوط النهائي في الهاوية، رغم ما يبذله من جهود. بعض المعلقين البريطانيين، من المعروفين بولائهم السياسي لحزب المحافظين، اقترحوا على السيد سوناك تقديم موعد الانتخابات النيابية المقبلة، بعقدها خلال فصل الصيف المقبل، بهدف التخفيف من الهزيمة. فهم يرون أنه كلما تأخر موعد الانتخابات زادت حظوظ حزب العمال في الحصول على أغلبية مقاعد برلمانية شبيهة بتلك التي حصلوا عليها عام 1997. في تلك الانتخابات المشهورة، حصل حزب العمال الجديد بقيادة السيد توني بلير.

الخسارة الأخيرة تعد الثامنة للمحافظين منذ صيف عام 2021. فاز العماليون بـ4 مقاعد، وفاز الأحرار الديمقراطيون بمثلها. وهناك مقعدان لحزب المحافظين مرشحان للسقوط في أيدي حزب العمال والأحرار الديمقراطيين، بسبب تورط نائبين محافظين في قضايا تنمر وسوء سلوك وفساد.

في شهر مايو (أيار) 2021 بعد انتخابه زعيماً للحزب، فشل السير كير ستارمر في اجتياز أول امتحان انتخابي في دائرة هارتبوول. وقتذاك، كان بوريس جونسون زعيماً للمحافظين. وذهب شخصياً للاحتفال بالفوز. لكن السير كير ستارمر، بعد مرور قرابة 8 أسابيع، تمكن في مواجهة الامتحان الانتخابي الثاني من الصمود، واحتفظ العماليون بالمقعد. ومنذ ذلك الوقت، بدأت حظوظه في الارتفاع شعبياً وانتخابياً، مقابل تراجع شعبية المحافظين، وتوالي سقوطهم في الانتخابات الثانوية. الجدير بالذكر أن حظوظ حزب العمال الانتخابية تجاوزت إنجلترا، حين تمكنوا في الفترة القريبة الماضية خلال انتخابات ثانوية، من افتكاك مقعد برلماني، من بين أسنان حزب أسكوتلندا القومي.

اللافت للاهتمام أن صعود شعبية حزب العمال تزامنت مع تراجع شعبية حزب المحافظين في إنجلترا وويلز، وتراجع شعبية حزب أسكوتلندا القومي في أسكوتلندا. وربما لهذا السبب، يرى كثير من المعلقين أن نجاح العماليين، بقيادة السير ستارمر، لا علاقة له بكفاءتهم أو بقدرتهم على تصميم سياسات جديدة، تستحق ثقة الناخبين، بقدر ما يعزى إلى فشل الحكومتين (المحافظون والقوميون الأسكوتلنديون) في لندن وإدنبرة.

فشل المحافظين الانتخابي المتتالي، وتدني شعبيتهم، يوضح مدى سخط وغضب أنصارهم، وتفضيلهم البقاء في بيوتهم، أو التصويت لأحزاب أخرى. مبعث الغضب هو ما يجري في أروقة الحزب من انقسامات، وما يحدث في دواوين الحكومة من تخبط وفشل، خاصة الفشل في إيقاف موجات قوارب المهاجرين القادمة من الضفة الفرنسية لبحر المانش.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بريطانيا المحافظون يقتربون من باب الخروج بريطانيا المحافظون يقتربون من باب الخروج



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 العرب اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر

GMT 10:21 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 12:02 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف إسرائيلي يقتل 8 فلسطينيين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة

GMT 08:39 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل السراويل الرائجة هذا الموسم مع الحجاب

GMT 16:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يرد على قرار المحكمة الجنائية الدولية

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab