المحافظون وبوريس جونسون

المحافظون وبوريس جونسون؟

المحافظون وبوريس جونسون؟

 العرب اليوم -

المحافظون وبوريس جونسون

بقلم - جمعة بوكليب

يقال إن حلم كل سياسي أن يترك وراءه إرثاً-Legacy. لكنهم، في المجمل، ينتهون وقد غادروا المسرح، مثقلين بحمل خيباتهم على أكتافهم، لفشلهم في تحقيق ذلك الحلم المنشود. وهذا يذكرنا برئيس الحكومة البريطاني الأسبق بوريس جونسون، كونه أكثر من ينطبق عليه ذلك، وكونه، حالياً، يتصدر عناوين الأخبار، بسبب مزاعم جديدة، تشير إلى احتمال خرقه للقيود الصحّية التي فرضت خلال أزمة انتشار الوباء الفيروسي. واحتمال أن تتكفل، تلك المزاعم، بخروجه نهائياً من المسرح السياسي، إن أُدينَ بها. 16 حالة موثقة رسمياً، تتعلق باستقباله لأصدقاء وأقارب في بيته الريفي، وفي مقر إقامته بـ10 داوننغ ستريت، في وقت كان محظوراً فيه حتى على أفراد العائلة الواحدة الاختلاط في البيت.

التقرير المنشور في صحيفة «ذا صنداي تايمز»، يوم الأحد الماضي، يقول إن السيد جونسون كان في زيارة لأميركا، وفي مأدبة عشاء مع الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترمب، حين أبلغه محاموه، يوم الخميس الماضي، بأن الجهات المختصة في الحكومة سلمت تقارير تتعلق بتلك الخروقات المزعومة إلى لجنة الامتيازات البرلمانية التي تحقق في قضية «الكذب على البرلمان» المتهم بها السيد جونسون، كما سلمت كذلك نسخاً من تلك التقارير إلى الشرطة البريطانية للتحقيق فيما إذا كان السيد جونسون قد خالف لوائح عدم الاختلاط المفروضة.

الخروقات المذكورة آنفاً، عثر عليها فريق المحامين المكلف الدفاعَ عنه في قضية الكذب على البرلمان، في روزنامة أجندته اليومية الرسمية، حين كان رئيسا للحكومة. علما بأن السيد جونسون سبق وأن تعرض لمخالفة من الشرطة، أثناء توليه رئاسة الحكومة، وكان أول رئيس حكومة يخالف قانونياً من قبل الشرطة خلال توليه منصبه، على خرقه لوائح الإغلاق العام في فترة الوباء الفيروسي. وقام بدفع رسوم المخالفة.

أنصار السيد جونسون في حزب المحافظين، عدوا الأمر مؤامرة من قبل خصوم السيد جونسون. وقالوا إن إثارة القضية في وقت قريب من إصدار لجنة الامتيازات البرلمانية حكمها في قضية الكذب على البرلمان تؤكد ذلك.

فعلياً وواقعياً، ليس من السهل التخلص من سياسي بوزن بوريس جونسون وإغلاق الباب وراءه نهائياً. فحين يذكر المؤرخون والمعلقون «بريكست» يبرز على الفور اسمه. بوريس جونسون بطل بريكست. وحين تذكر الانتخابات، لا يمكن تجاهل حقيقة أنه من أعاد حزب المحافظين إلى البرلمان بأغلبية برلمانية لم يحظَ بها المحافظون منذ أيام السيدة مارغريت ثاتشر. وبقيادته تمكنوا من اختراق دوائر انتخابية في شمال إنجلترا، معروفة تاريخياً بولائها لحزب العمال، لأول مرّة. وخروجه من الحكم شبه مطرود، بعد أن تخلى عنه وزراء حكومته، في واقعة مشهودة، في الصيف الماضي، لم يكن سبباً كافياً له لكي يترك الساحة السياسية، ويتخلى عن طموحاته. لكن المزاعم، أو بالأحرى التُّهم، التي طفت مؤخراً، من المحتمل أن تتكفل بإغراقه، في حالة ثبوتها قانونياً ضده.

التقارير الإعلامية التي نشرت مؤخراً، تتحدث عن تذمر العديد من نواب حزب المحافظين، وضيقهم ذرعاً من سلوكيات السيد جونسون، وتأثيراتها السلبية على سمعة الحزب شعبياً بين الناخبين، وعلى حظوظه الانتخابية في الانتخابات النيابية المقبلة، وأيضاً انعكاس تداعياتها على جهود رئيس الحكومة في التعامل مع قضايا وإشكالات في مقدمتها ضائقة اقتصادية مصحوبة بحركة إضرابية شملت قطاعات خدمية عديدة، لم تحدث منذ السبعينات من القرن الماضي. مضافا إلى ذلك، ارتفاع نسبة التضخم، وأسعار المحروقات والسلع الضرورية، وتفاقم الهجرة عبر بحر المانش. ولذلك فإنهم، استناداً إلى نفس التقارير، يفكرون جدياً في التخلّص منه نهائياً. وإذا صحَّ ذلك، فهذا يعني في ذات الوقت، أن الحزب سيضحي بواحد من أكثر زعمائه شعبية، وورقة رابحة انتخابياً. أضف إلى ذلك أن السيد جونسون لن يخرج لوحده، بل سيكون مرفوقاً بعدد من أعوانه وأنصاره في الحزب، من باب المؤازرة أو مطرودين مثله. وهو أمر لا يسهل استيعابه سياسياً، لأن أصداءه ستكون واسعة إعلامياً، وبالتأكيد ليست إيجابية، وفي وقت بدأت فيه الاستعدادات للانتخابات النيابية القادمة. ولكن في خضم صراع سياسي، في حزب منقسم، وفي شبه حالة حرب على نفسه، لا أحد يدري الوجهة التي ستتخذها الأحداث، ولمن ستكون الغلبة؟ وبالتأكيد، سوف ينشغل المؤرخون كثيراً، بالجدال وبالخلاف فيما بينهم، حول مواقفهم من إرث السيد جونسون.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المحافظون وبوريس جونسون المحافظون وبوريس جونسون



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:57 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
 العرب اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 00:21 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

مشروب طبيعي يقوي المناعة ويحمي من أمراض قاتلة
 العرب اليوم - مشروب طبيعي يقوي المناعة ويحمي من أمراض قاتلة

GMT 14:11 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"
 العرب اليوم - محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"

GMT 05:19 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

جنوب السودان يثبت سعر الفائدة عند 15%

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 09:06 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

القضية والمسألة

GMT 09:43 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

استعادة ثورة السوريين عام 1925

GMT 09:18 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الكتاتيب ودور الأزهر!

GMT 10:15 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب؟

GMT 18:11 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النصر يعلن رسميا رحيل الإيفواي فوفانا إلى رين الفرنسي

GMT 18:23 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

حنبعل المجبري يتلقى أسوأ بطاقة حمراء في 2025

GMT 21:51 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

انفجار سيارة أمام فندق ترامب في لاس فيغاس

GMT 22:28 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

27 شهيدا في غزة ومياه الأمطار تغمر 1500 خيمة للنازحين

GMT 19:32 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صاعقة تضرب مبنى الكونغرس الأميركي ليلة رأس السنة

GMT 10:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صلاح 9 أم 10 من 10؟

GMT 08:43 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

باكايوكو بديل مُحتمل لـ محمد صلاح في ليفربول
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab