لقاء تاريخي في الرياض يرنو إليه العالم

لقاء تاريخي في الرياض يرنو إليه العالم

لقاء تاريخي في الرياض يرنو إليه العالم

 العرب اليوم -

لقاء تاريخي في الرياض يرنو إليه العالم

بقلم:جمعة بوكليب

المسافة الفاصلة جغرافياً بين واشنطن وحلفائها الأوروبيين، ممثلة في المحيط الأطلسي، أضحت، مؤخراً وفجأة، حقيقة واقعة سياسياً، نتيجة ما كشفت عنه من تباعد في وجهات النظر، حول الكثير من القضايا، لعل أبرزها الموقف من الحرب الأوكرانية - الروسية.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في اتساق مع وعده خلال حملته الانتخابية بإنهاء الحرب الأوكرانية، تواصل هاتفياً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لمدة ساعة ونصف الساعة، واضعاً بذلك حَدّاً نهائيّاً لسياسة المقاطعة التي انتهجها سلفه جو بايدن وحلفاؤه في أوروبا طيلة السنوات الثلاث الماضية. الرئيس ترمب اتصل هاتفياً بنظيره الروسي أولاً، وفي اليوم التالي تواصل مع نظيره الأوكراني، في خطوة سياسية محسوبة، تهدف إلى وقف الحرب. حدث ذلك قبل أيام قليلة من حلول الذكرى الثالثة لنشوب الحرب.

الخطوة الترمبية المفاجئة أربكت، على نحو غير مسبوق، الحلفاء الأوروبيين. وزيادة في الإرباك، أرسل الرئيس الأميركي نائبه ووزير دفاعه إلى «مؤتمر الأمن» في ميونيخ، المنعقد يوم الجمعة الماضي، ومنذ البداية عمل الاثنان على قلب الطاولة على رؤوس المؤتمرين. وبدلاً من الاتفاق على خُطة أمنية أميركية - أوروبية، تحوّل المؤتمر إلى ساحة لتبادل الاتهامات.

الرسالة الأميركية في المؤتمر إلى أوروبا كانت واضحة. وليس على القادة الأوروبيين سوى تقبّل الواقع السياسي الأميركي الجديد، والتعامل معه وفق مشيئة الساكن في البيت الأبيض، إن أرادوا البقاء تحت مظلة الحماية التي يوفّرها لهم.

المكالمة الهاتفية المفاجئة بين الرئيسَيْن الأميركي والروسي تضمّنت الاتفاق على عقد لقاء بينهما في المملكة العربية السعودية. وسرعان ما حوّلت وسائل الإعلام الدولية اهتمامها إلى الرياض التي حافظت على الحياد في موقفها من الحرب الأوكرانية - الروسية، وتحظى بعلاقات ودّية مع واشنطن وموسكو وكييف.

كل ما سبق أعلاه، والسرعة التي تمّ بها، يُفضي إلى استنتاج مفاده أن الرياض ستحتضن وتشهد وتحضر حدثاً سياسياً تاريخياً غير مسبوق. من المحتمل أن يؤدي، من جهة، إلى نهاية الحرب الأوكرانية - الروسية، ومن المحتمل كذلك، من جهة أخرى، أن يُحدث صدعاً في جدار العلاقات بين واشنطن وحلفائها، قد يقود إلى وضع نهاية لحلف شمال غرب الأطلسي (ناتو)، وقد لا يحدث ذلك، وتكتفي أوروبا لفترة معينة بجرعة الدواء الأميركية المضاعفة، ثم تبلعها على مضض. كونها، واقعياً وفعلياً، لا تستطيع الاستغناء عن الحليف الأميركي القوي، سياسياً وعسكرياً واقتصادياً.

وسائل الإعلام الغربية نشرت تقارير تؤكد أن الاستعدادات في واشنطن وموسكو تجري على قدم وساق لإرسال مبعوثين إلى الرياض، للإعداد للقاء الذي يُؤمل منه أن يضع نهاية للحرب. سيضم الوفد الأميركي الوزير ماركو روبيو ومستشار الأمن مايك والتز والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف. كما يضم الوفد الروسي الوزير سيرغي لافروف ومسؤولين آخرين.يبقى الإصرار البريطاني - الفرنسي على السير عكس الطريق الأميركي، كمن يقف في طريق سيل هادر لا قدرة له على إيقافه، ولا مناعة لديه ضد الانجراف. إذ ليس بمقدورهما فعلياً التأثير في الحليف الأميركي القوي وإقناعه بتغيير المسار، والعكس بالعكس. ويكفي التذكير بالضغظ الأميركي، في ولاية الرئيس ترمب الأولى، على إجبار بريطانيا على إلغاء عقودها مع الشركات الصينية لتركيب منظومات اتصالات. والرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الحكومة البريطانية ستارمر يدركان معاً جيداً ضرورة أن تبقى الأبواب والآذان مفتوحة أمامهما في واشنطن. ومن غير الحكمة في شيء سعيهما إلى فرض قبول وضم كييف إلى الحلف، بعد أن قالت واشنطن علناً إنّه غير مقبول.

نحن إذن، أقصد العالم أجمع، على موعد قريب في العاصمة السعودية الرياض، لنكون جميعاً شهود عيان على ما يمكن أن يُطلق عليه وصف بداية النهاية لحقبة تاريخية عالمية وبداية أخرى.

 

arabstoday

GMT 04:52 2025 الأحد ,27 إبريل / نيسان

القوة الناعمة: سناء البيسي!

GMT 04:48 2025 الأحد ,27 إبريل / نيسان

قفزات عسكرية ومدنية

GMT 04:45 2025 الأحد ,27 إبريل / نيسان

عن الأزهر ود.الهلالى!

GMT 04:30 2025 الأحد ,27 إبريل / نيسان

خير الدين حسيب

GMT 04:21 2025 الأحد ,27 إبريل / نيسان

صوت من الزمن الجميل

GMT 19:26 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

مواعيد إغلاق المقاهى.. بلا تطبيق

GMT 19:24 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

المطلوب

GMT 19:24 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

البابا فرنسيس والسلام مع الإسلام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لقاء تاريخي في الرياض يرنو إليه العالم لقاء تاريخي في الرياض يرنو إليه العالم



نانسي عجرم تتألق بالأسود اللامع من جديد

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 08:52 2025 السبت ,26 إبريل / نيسان

قادة العالم يشاركون في جنازة البابا فرنسيس
 العرب اليوم - قادة العالم يشاركون في جنازة البابا فرنسيس

GMT 08:58 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

هزتان ارضيتان تضربان تركيا بقوة 4.5 و4.6 درجات

GMT 15:55 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

زلزال عنيف يضرب إسطنبول بقوه 6.2 درجة

GMT 19:24 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

البابا فرنسيس والسلام مع الإسلام

GMT 11:58 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 6 درجات يضرب إسطنبول

GMT 16:05 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

أنوشكا تتقدّم ببلاغ ضد شخص ينتحل شخصيتها

GMT 16:10 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

كريم فهمي يفجّر مفاجأة عن ياسمين عبد العزيز

GMT 17:42 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

سر الرواس

GMT 16:07 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

أحمد فهمي يكشف الاختلاف بينه وبين شقيقه كريم

GMT 19:26 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

مواعيد إغلاق المقاهى.. بلا تطبيق

GMT 19:23 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

الإحساس في كلام عبّاس

GMT 19:24 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

المطلوب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab