حرب تلد أخرى

حرب تلد أخرى

حرب تلد أخرى

 العرب اليوم -

حرب تلد أخرى

بقلم : جمعة بوكليب

 

ماذا بعد سقوط حلب؟ هل تتمكن حكومة دمشق من سحق المعتدين، واستعادة الإمساك بالمبادرة، وماذا بعد هذا التقدم الكبير للمجموعات المتطرفة والمسلحة؟

قوات «هيئة تحرير الشام» بدأت بالتوجه جنوباً نحو مدينة حماة، على رغم الضربات الجوية السورية– الروسية. الهجوم الفجائي والسريع أثار العديد من الأسئلة في جهات عدَّة. ويبدو أن تلك الأسئلة ستظل قائمة من دون إجابات، حتى وقت لاحق مستقبلاً.

توقيت هجوم قوات «هيئة تحرير الشام» على المدينة الثانية في سوريا يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أنَّ خطة الهجوم كانت جاهزة، في انتظار اللحظة المناسبة، وأنَّها أُعدَّت بسرية تامة وبدقة متناهية. وحين واتتِ اللحظة، اندفعت القوات فجأة وبقوة ودخلت حلب، بعد معارك تمكنت فيها من القضاء على المقاومة السورية، ممثلة في وحدات الجيش السوري المتمركزة في المدينة، وإجبارها على الانسحاب، وتكبيدها خسائر كبيرة، اعترفت بها دمشق. التقارير الإعلامية تؤكد أنَّ القوة المهاجمة مسلحة تسليحاً جيداً، وأنها استخدمت المُسيَّرات في الهجوم.

وسائل التواصل الاجتماعي نقلت صوراً للمهاجمين في شوارع وميادين حلب. كما قام المهاجمون بتحرير السجناء من السجون. وفرَّ الكثيرون من سكان المدينة طلباً للنجاة.

السؤال الأبرز والجدير بالإجابة يتعلق بمَن مِنَ القوى الإقليمية أو الدولية وراء الهجوم سياسياً وعسكرياً؟ أصابع اتهام كثيرة ظهرت في عدة تقارير إعلامية غربية تشير نحو أنقرة، على اعتبار أن الأخيرة تسيطر على مدينة إدلب، وتدعم الجماعات الإسلاموية المعارضة التي لجأت إلى المدينة عقب خروجها من حلب، تحت ضربات الطيران والمدفعية الروسيين. إلا أن أنقرة التزمت الصمت. وتقارير أخرى تشير نحو عواصم غربية، ولم يأتِ منها رد.

حربٌ تلد أخرى، وصف نحته صحافي عراقي في مرحلة مبكرة من الحرب ضد العراق، ما زال ساري المفعول؛ إذ بمجرد توقف الحرب بين إسرائيل و«حزب الله» في لبنان، بدأت على الفور حرب أخرى في ساحة مجاورة. وكأن الحرب عامل ثابت في معادلات المنطقة، والسلام عامل متحول.

السرِّية لعبت دوراً حاسماً في نجاح الهجوم، بمعنى أن الأجهزة الأمنية السورية ونظيراتها في طهران وموسكو أُخذت على حين غرة. المعنى الحرفي للوصف «على حين غرة»، أنها كانت في غفلة.

البعض من المعلقين يرون أن الهدف من الهجوم، وفي هذا التوقيت، هو قطع خط الإمدادات بين طهران و«حزب الله» في لبنان. أي حرمان طهران من قاعدتها في لبنان، ووضع نهاية لضغوطها على إسرائيل، وحرمان «حزب الله» من إعادة بناء قدراته العسكرية. وهو تحليل لا تنقصه الواقعية، آخذين في الاعتبار الدور الذي كان يلعبه الحزب كقاعدة متقدمة لإيران على الحدود مع إسرائيل، ودعمه لحركة «حماس» في قطاع غزة. وإسرائيل -حسب مصادر إعلامية- تراقب تطورات الوضع الجديد في سوريا من كثب. هل كانت المخابرات الإسرائيلية (الموساد) على علم بالهجوم؟

الهجوم بالطبع فاجأ الجيش السوري المنهك طيلة هذه الحروب المستمرة. الروس مشغولون بالحرب ضد أوكرانيا، واضطروا إلى تحويل قواتهم من سوريا للحرب في الجبهات الأوكرانية، ولم تعد هناك إمكانية لاستدعاء قوات «حزب الله» بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة عليه. وليس في مقدور إيران التحرك والمساندة كالسابق نتيجة المواجهات مع إسرائيل. وهذا يعني أن العبء الأكبر في صد المهاجمين والدفاع عن حماة ودمشق سيقع على عاتق قوات السلطات السورية، بمساعدة جوية مما تبقى من الطائرات الروسية في سوريا.

التقارير الإعلامية تؤكد أن الغارات الجوية تمكنت من إعاقة تقدم الفصائل المسلحة. كما قامت بغارات على قواعدهم في مدينة إدلب؛ حيث يعيش قرابة 3- 4 ملايين نسمة، أغلبهم من المهاجرين الذين اضطروا إلى مغادرة سوريا بعد سقوط مدينة حلب في أيدي الجيش السوري.

الرهان الآن على مدى قدرة الجيش السوري على صد الهجوم والمبادرة بهجوم معاكس في وقت قريب ضد هذه المجموعات المسلحة.

ويبقى مهماً التذكير من وجهة نظري أن إسرائيل ستكون الفائزة الوحيدة في هذه الحرب.

arabstoday

GMT 10:02 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نقل عدوى لبنان إلى العراق

GMT 10:00 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

تأخرنا كثيرا دولة الرئيس!

GMT 09:59 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نواب هل يجرؤون على حجب الثقة ؟

GMT 09:56 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

«كاستنج» والتنقيب عن بئر نفط المواهب

GMT 07:10 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

«الصراع من أجل سوريا»

GMT 07:09 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

دمشق وطهران والحرب الجديدة

GMT 07:08 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

غزة. غزة... بقلم «جي بي تي»!.. بقلم «جي بي تي»!

GMT 07:06 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

... أن تكون مع لا أحد!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرب تلد أخرى حرب تلد أخرى



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:48 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
 العرب اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 09:23 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
 العرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 08:36 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين رئيس في لفتة إنسانية تجاه طفلة من معجباتها

GMT 10:02 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نقل عدوى لبنان إلى العراق

GMT 06:33 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

ثلاث دوائر

GMT 08:28 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

منة شلبي توجّه رسالة شكر لجمهور السعودية بعد نجاح مسرحيتها

GMT 06:46 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

العلاقات التركية السورية تاريخ معقد

GMT 07:12 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

ماذا وراء موقف واشنطن في حلب؟

GMT 07:17 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

اليمامة تحلّق بجناحي المترو في الرياض

GMT 23:47 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا يعين الأميركية جيل إليس رئيس تنفيذى لكرة القدم

GMT 01:25 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

وفاة 143 شخصًا بمرض غامض في الكونغو خلال أسبوعين

GMT 10:21 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

"أرامكو" السعودية توقع اتفاقية مع شركتين لاستخلاص الكربون
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab