تركيا الرئيس إردوغان والوصفة المُرَّة

تركيا: الرئيس إردوغان والوصفة المُرَّة

تركيا: الرئيس إردوغان والوصفة المُرَّة

 العرب اليوم -

تركيا الرئيس إردوغان والوصفة المُرَّة

بقلم - جمعة بوكليب

الانتخابات الرئاسية التركية انتهت. وتُوِّج الرئيس رجب طيب إردوغان رئيساً لولاية ثالثة وأخيرة، لمدة خمس سنوات. الوعود التي أطلقها بسخاء خلال الحملات الانتخابية، بعدم رفع سعر الفائدة، تلاشت سريعاً تحت ضغوط الواقع الاقتصادي، خلال أيام قليلة. ويوم الخميس الماضي، أعلن المصرف المركزي التركي رفع سعر الفائدة إلى 15 في المائة. السعر السابق كان 8.5 في المائة، أي بزيادة 6.5 في المائة، قرابة الضعف. رفع أسعار الفائدة المصرفية انعكس فورياً بالسلب على سعر الليرة التركية مقابل الدولار: 24 ليرة مقابل دولار واحد.

التحركُ السريع لوقف التضخم (40 في المائة) لم يكن مفاجئاً، حتى للمتابعين من بعيد، فما بالك بخبراء الاقتصاد. التغيير في اتجاه سير المركب التركي وفقاً لاتجاه الريح، كان قراراً عقلانياً ووصفة دوائية اقتصادية كان الرئيس التركي طوال سنين يرفضها. القبول بها أخيراً جاء بعد أن تبيَّن أن السير عكس اتجاه الريح سيقود المركب، بمن عليه وما فيه، إلى كارثة اقتصادية.

ولهذا، كان قرار رفع سعر الفائدة المصرفية متوقعاً، منذ الأيام الأولى بعد الانتخابات. واتضح ذلك جليّاً لدى اختيار الرئيس إردوغان لفريقه الوزاري الجديد، وتحديداً اختياره لوزير المالية السيد محمد سيمسك، ومن بعده محافظة المصرف المركزي السيدة حفيظة أركان. وبدا واضحاً أن الرئيس إردوغان قد قرر التوقف عن مواصلة عناده بعدم رفع سعر الفائدة، وقرر الرضوخ لمشيئة الأمر الواقع، إن أراد وقف سيل التضخم، وإعادة الثقة للمستثمرين الأجانب وإقناعهم بالعودة إلى تركيا، والحفاظ على احتياطي تركيا من العملات الصعبة، بعد أن تأكد له أن نطح الصخرة يدمي رأس الوعل؛ لكن لن يؤدي إلى تحريكها، وأنّه من العقل والحكمة القبول باللجوء إلى الكي كدواء أخير، بعد فشل الوصفة التي كان يُصر عليها، رافضاً الوصفة الوحيدة المجربة التي أثبتت فعاليتها. والكي، في الحالة التركية، كما يؤكد خبراء الاقتصاد، سيكون مؤلماً، وليس لمرَّة واحدة؛ بل مرَّات عديدة.

الخبراء الاقتصاديون يتوقعون ارتفاع سعر الفائدة لمرَّة ثانية وثالثة في المستقبل القريب؛ لأن القرار الأخير لم يُثِر اهتمام المستثمرين كفاية، وزاد، في الوقت ذاته، وكما هو متوقع، في تدهور سعر الليرة التركية مقابل الدولار.

الرئيس إردوغان طرد في السنوات الثلاث الماضية، ثلاثة محافظين للمصرف المركزي؛ لأن وصفاتهم لمعالجة التضخم تتعارض مع موقفه الرافض لرفع أسعار الفائدة. وفي الأسبوع الماضي، صرَّح مؤكداً أن موقفه من رفع سعر الفائدة لم يتغير، إلا أنّه قبل قرار الرفع، بهدف إتاحة الفرصة أمام وزير المالية السيد محمد سيمسك لفعل ما هو ضروري بالتعاون مع المصرف المركزي.

التصريح غريب، بما يحمل من تناقض؛ لكنه مقبول كونه يمثل تراجعاً سياسياً، واعترافاً بخطأ. لذلك لا بد من تغليفه بورق خاص ليسهل قبوله من قبل أنصاره. لكن الرسالة المتضمنة قد لا تؤدي الغرض المطلوب، أي لا تشجع المستثمرين على العودة لاستثمار أموالهم في تركيا.

واستناداً إلى تقارير إعلامية، فإن «الليرة التركية فقدت 80 في المائة من قيمتها خلال السنوات الخمس الأخيرة. وتراجع الاستثمار الأجنبي، وتحاول تركيا إخراج النقد الأجنبي من المصارف المحلية».

ما لا يستطيع أحد إنكاره هو أن الرئيس إردوغان قد تمكن، خلال السنوات الأولى من وجوده في السلطة، من تسريع عجلة الاقتصاد التركي، واستقطاب المستثمرين الأجانب. ومن جهة أخرى، فإن عناده المتواصل برفض رفع أسعار الفائدة المصرفية، كان سبباً في انفلات نسبة التضخم، وبالتالي تدهور الاحتياطي من العملات الأجنبية، جراء السعي الحثيث لوقف تدهور سعر الليرة التركية. وبدا واضحاً أن وصفته الدوائية لوقف التضخم أدت إلى مفعول عكسي. وأن الاستمرار فيها سيؤدي إلى نتائج كارثية. ولهذا السبب، أعاد تعيين السيد سيمسك وزيراً للمالية، كونه من أنصار المدرسة التقليدية في التعامل مع التضخم، وجاء بالسيدة حفيظة أركان لتقود المصرف المركزي، وهي من المدرسة نفسها.

ويظل من المفيد الإشارة إلى أن اللجوء إلى استخدام الوصفة التقليدية لوقف التضخم لن يأتي بالتعافي المأمول للاقتصاد التركي بالسرعة المطلوبة، كما نلاحظ مما يحدث في كثير من الدول، آخرها بريطانيا التي قرر مصرفها المركزي رفع سعر الفائدة مؤخراً إلى نسبة 5 في المائة.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تركيا الرئيس إردوغان والوصفة المُرَّة تركيا الرئيس إردوغان والوصفة المُرَّة



نانسي عجرم تتألق بالأسود اللامع من جديد

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 12:43 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

السودان .. وغزة!

GMT 11:36 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

عودة النّزاع على سلاح “الحزب”!

GMT 11:38 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

ماذا تفعل لو كنت جوزف عون؟

GMT 15:55 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

زلزال عنيف يضرب إسطنبول بقوه 6.2 درجة

GMT 02:27 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الأربعاء 23 إبريل / نيسان 2025

GMT 11:52 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

ثمة ما يتحرّك في العراق..

GMT 15:56 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 4.3 درجة يضرب ولاية جوجارات الهندية

GMT 15:51 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

وفاة الإعلامى السورى صبحى عطرى

GMT 15:48 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

"بتكوين" تقفز لأعلى مستوى فى 7 أسابيع

GMT 03:26 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

غارات أميركية تستهدف صنعاء وصعدة

GMT 03:29 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الخميس 24 إبريل / نيسان 2025

GMT 03:24 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

قتلى وجرحى في انفجار لغم أرضي شرقي حلب

GMT 01:13 2025 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

جليد القطب الشمالي يسجل أصغر مساحة منذ 46 عاماً

GMT 03:46 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

ارتفاع حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي لـ23 شخصًا

GMT 12:58 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

اعترافات ومراجعات (103) رحيل الحبر الأعظم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab