ليبيا وحصادُها في العام 2022

ليبيا وحصادُها في العام 2022

ليبيا وحصادُها في العام 2022

 العرب اليوم -

ليبيا وحصادُها في العام 2022

بقلم - جمعة بوكليب

قبل أيام قليلة من نهاية عام ميلادي وحلول آخر جديد، تبدأ القنواتُ التلفزيونية في بث برامج إخبارية تستعرض أحداث العام المنقضي. تلك البرامج السنوية الإخبارية لا تقتصر فقط على القنوات التلفزيونية، بل تشمل أيضاً الصحف والمجلات والإذاعات. البرامج تلك، أضحتْ تقليداً إعلامياً سنوياً عالمياً، ويطلقون عليها اسم «حصاد العام». الطبيعة المشتركة بين تلك البرامج السنوية لا تعني أنها متساوية الجودة. بعضها بجودة راقية. وبعضها الآخر مجرد تحصيل حاصل، وليس سوى مضيعة للجهد والمال. الأسباب وراء الفروق في الجودة متعددة، يأتي في مقدمتها التميّز بين فرق التحرير، والخبرات والتقنية المتوفرة، وهوامش الحرية المتاحة.
قبل انتفاضة فبراير (شباط) 2011، كان برنامج حصاد العام في التلفزيون الليبي يتسم برداءته. كان سرداً إنشائياً مملاً لا ينتهي حول إنجازات القائد الأوحد، واجتماعاته وخطاباته، وجولاته، وأضغاث أحلامه. وكنتُ، في البداية، كلما شاهدت حصاد العام في التلفزيون الليبي، شعرت بنوع من الشفقة على فريق المحررين المكلف بتجميع مواده وتحريرها، وأتعاطف مع المذيعين الذين يتناوبون على قراءته. لكنّي، فيما بعد، تبيّن لي أنهم لا يستحقون شفقتي ولا تعاطفي؛ لأنهم، في حقيقة الأمر، كانوا التجسيد الواقعي للمثل الشعبي القائل: «كيف سيدي كيف حصانه».
من ناحية أخرى، يمكن القول إن ذلك التقليد السنوي الإعلامي يطال حتى الأفراد على نحو مختلف. حصاد العام على مستوى الأفراد شخصي، لا يهمّ غير صاحبه، وليس للعرض على الآخرين. وما يحدث هو أن عديدين منّا يحرصون على القيام بعملية مراجعة سنوية، أو بالأحرى جرد سنوي في نهاية كل عام، وقبل حلول العام الجديد، كما يفعل التجار، لمعرفة ما حققوه من أهداف/أرباح شخصية، على المستويات الحياتية كافة، وما خسروه أيضاً، وقيمة ما خسروه، واحتمالات تعويض الخسارة.
وبناءً على تلك المراجعة، أو الجرد السنوي، يضعون خطة بالأهداف المرجو تحقيقها في العام الجديد. تلك الأهدافُ، لكي تنجز، لا بدّ من أن تكون قابلة للتحقق وليست أوهاماً. ولا بدّ لها من توفر وسائل تحقيقها. وهو فعلٌ محمود، وضروري لتنظيم الحياة. إلا أنّه ليس سهل التحقق؛ لأنّه مشروطٌ بتوفر العقلية المنظمة، والعزم والتصميم والوسائل. ذلك الشرط عادة يقف حائلاً بين كثيرين والانخراط في البرنامج. ولذلك السبب، من الممكن القول إنه متاحٌ فقط لقلة. تلك القلة، تحديداً، هي ما يمكننا أن نطلق عليهم وصف، من استطاعوا إليه سبيلاً.
الفرقُ بين الفئتين قائمٌ على الفروق الفردية. تلك الفروقُ هي التي تميّز بين البشر، ولولاها لكنّا نسخاً كربونية. والأهمُّ من ذلك، هو حقيقة أن تلك الفروق الفردية ليست فطرية، بل مكتسبة. الاكتساب، في هذه الحالة، مثل نهر بروافد عديدة. كلما تعددت الروافد زادت مياه النهر واغتنى ما حوله. وتتداخل فيه عناصر متعددة، في قائمة تطول أو تقصر، حسب الظروف والإمكانات. ولعل الطموحَ، في رأيي، يأتي، ضمن أشياء أخرى، في رأس تلك القائمة. إذ هو، في هذه الحالة، بمثابة الوقود للسيارة. ولولا الطموح لما وصلت الحضارة الإنسانية إلى ما وصلت إليه من تطور وتقدم.
في الأيام القليلة الماضية، وقبل أن يفارقنا مودعاً العام 2022، فكرت في برنامج حصاد العام على مستويين: شخصي وعام. أي حصاد ما أنجزتُ/ربحتُ، وما أخفقتُ في تحقيقه/خسرتُ. وحصادُ ما أنجزته بلادي ليبيا، وما خسرته.
وبالطبع، لن أخوض في الأمر الشخصي، كونه لا يهمّ غيري. أما المتعلق بإنجازات ليبيا، فقد أوقعني في حيرة، ليس لعدم توفر معلومات، أو لعدم قدرتي على ترتيبها كرونولوجياً، كما يفعل محررو الأخبار في القنوات التلفزيونية ووسائل الإعلام الأخرى. السببُ، كما اتضح لي هو أنني كان بإمكاني أن ألتقط معلومات من حصاد السنوات الماضية، وأعدُّ، من خلالها، تقريراً طويلاً مفصّلاً عن العام المنقضي! وما أقصده، هو أن ليبيا لم تتحرك بوصلة واحدة خارج ما كانت عليه في السنوات الماضية. وأن الأحداث نفسها يعادُ تدويرها كل عام باختلافات بسيطة وبالأسماء نفسها تقريباً، سواء من الساسة أو من قادة الجماعات المسلحة. والمحصلة النهائية هي أن الحصادَ هشيمٌ تذروه الرياح.

 

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليبيا وحصادُها في العام 2022 ليبيا وحصادُها في العام 2022



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:57 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
 العرب اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 11:26 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا
 العرب اليوم - وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا

GMT 00:21 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

مشروب طبيعي يقوي المناعة ويحمي من أمراض قاتلة
 العرب اليوم - مشروب طبيعي يقوي المناعة ويحمي من أمراض قاتلة

GMT 14:11 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"
 العرب اليوم - محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"

GMT 05:19 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

جنوب السودان يثبت سعر الفائدة عند 15%

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 09:06 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

القضية والمسألة

GMT 09:43 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

استعادة ثورة السوريين عام 1925

GMT 09:18 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الكتاتيب ودور الأزهر!

GMT 10:15 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب؟

GMT 18:11 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النصر يعلن رسميا رحيل الإيفواي فوفانا إلى رين الفرنسي

GMT 18:23 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

حنبعل المجبري يتلقى أسوأ بطاقة حمراء في 2025

GMT 21:51 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

انفجار سيارة أمام فندق ترامب في لاس فيغاس

GMT 22:28 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

27 شهيدا في غزة ومياه الأمطار تغمر 1500 خيمة للنازحين

GMT 19:32 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صاعقة تضرب مبنى الكونغرس الأميركي ليلة رأس السنة

GMT 10:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صلاح 9 أم 10 من 10؟

GMT 08:43 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

باكايوكو بديل مُحتمل لـ محمد صلاح في ليفربول

GMT 06:02 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

ريال مدريد يخطط لمكافأة مدافعه روديجر

GMT 00:30 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

25 وجهة سياحية ستمنحك تجربة لا تُنسى في عام 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab