حربٌ إيرانية ــ إسرائيلية

حربٌ إيرانية ــ إسرائيلية؟

حربٌ إيرانية ــ إسرائيلية؟

 العرب اليوم -

حربٌ إيرانية ــ إسرائيلية

بقلم - جمعة بوكليب

ماذا بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل؟ سؤال لم يعد ممكناً تفاديه، أو تجاهله. والطرق التي تقود باتجاه الحرب تبدو أكثر احتمالاً من غيرها.

التحليلات لا تتوقف، وكذلك التكهنات والتنبؤات، وكلها بحثاً عن إجابات لا تتوافر. لكن ما كان خلال الأسبوعين الماضيين، أمراً تنبأ به الساسة والمعلقون، أضحى في ساعة متأخرة من ليل يوم السبت المنصرم حقيقة واقعة.

عملية «طوفان الأقصى»، التي بدأت منذ أكثر من أشهر ستة مضت، لم تنتهِ بعد، و«حماس» ما زالت تقاوم وتفاوض. وها هي إيران تفتح الأبواب على مصارعها أمام تصعيد عسكري خطير في منطقة مملوءة بالقنابل الموقوتة. الطريق إلى سلام دائم في الشرق الأوسط، كانت حلماً صعب التحقق، وتحوّلت الآن كابوساً، يهدد بقلب الدنيا رأساً على عقب، وليس فقط منطقة الشرق الأوسط.

الشاشات الصغيرة نقلت إلى المشاهدين في مختلف بقاع العالم وقائع الهجوم الجوي الإيراني، ورصدت أجهزة الدفاعات الجوية الإسرائيلية المضادة تتصدى له بالرد. البث التلفزيوني للهجوم، ربما يذكر العديد من المشاهدين بحلقات مسلسل «حرب النجوم». الفارقُ أن ما كان يُنقل للمشاهدين ليس تمثيلاً في استوديوهات أميركية، بل معركة حقيقية. والفضل للتقدم التكنولوجي.

المفارقة أن التقدم التكنولوجي المبهر للإنسانية خلال العقود الأخيرة من الزمن، ربما يكون سبباً في هلاكها وفي دمار العالم. فهي وإن غيّرت حياة البشر إلى الأفضل، فإنها ساهمت، بشكل كبير وبسرعة أيضاً، في تطور أدوات ووسائل وأجهزة الحرب والقتل والدمار والهلاك!

أول هجوم عسكري لإيران من أراضيها، بعد نهاية حربها ضد العراق في الثمانينات من القرن الماضي، كان موجهاً ضد الأراضي الباكستانية بهدف ضرب قواعد جيش العدل السنّي، الذي قام بعملية في إيران أدت إلى مقتل 11 شرطياً. باكستان بدورها قامت فورياً بالرد على الهجوم بهجوم بالصواريخ والطائرات داخل الأراضي الإيرانية.

الهجوم الإيراني ضد إسرائيل يعدُّ الثاني من نوعه، وكان متوقعاً. وجاء سريعاً رداً على قصف جوي إسرائيلي حدث منذ أسبوعين، على مبنى قنصلية إيران في دمشق، مما أدّى إلى تدمير المبنى وقتل من فيه، ومن ضمنهم قائدان برتب كبيرة في «الحرس الثوري». إيران عدّت الاعتداء على القنصلية بمثابة اعتداء على أراضيها، ووعدت برد عسكري قاسٍ. الرد الإيراني رغم أنه كان متوقعاً، فإنّه حدث على نحو مغاير لما كان يحدث في السابق. التقارير في الصحف البريطانية، التي أتيحت لي فرصة الاطلاع عليها في اليوم التالي للحدث، أوضحت أن الهجوم الإيراني انطلق من إيران، المسافة تقدر بـ1000 كيلومتر، والقصد من ذلك تجنيب إسرائيل عامل المفاجأة. وأن الأهداف المقصودة به كلها عسكرية.

ومن دون شك، أشعل الهجوم كل الأضواء الحمر في واشنطن وعواصم حلفائها. الرئيس الأميركي جو بايدن قطع إجازته ورجع إلى مكتبه في البيت الأبيض وعقد اجتماعاً مع مستشاريه. والطائرات والقطع البحرية الأميركية والفرنسية والبريطانية شاركت في صد الهجوم الإيراني. والبيانات الإسرائيلية أكدت تصديها للطائرات والصواريخ الإيرانية وإسقاطها. وأن الأضرار لا تتجاوز جرح فتاة مسلمة صغيرة لا يتجاوز عمرها سبع سنوات.

وها هو العالم الآن، من منطقة الشرق الأوسط، يرفع الستارة معلناً عن بدء مرحلة جديدة وخطيرة في الصراع بين إيران وإسرائيل من جهة، وإيران وواشنطن وحلفائها من جهة أخرى. بإمكان إيران الدخول في حرب مع إسرائيل، لكن هل بإمكانها الشروع في حرب مع إسرائيل مدعومة بترسانات واشنطن والغرب عموماً، وفي هذا الوقت وهذه الظروف؟

نظرية الفعل ورد الفعل سوف تدخل حيز التنفيذ فورياً. الفعل الإسرائيلي أدى إلى رد فعل إيراني. والمتوقع الآن رد فعل إسرائيلي ضد إيران، كما صرح بذلك الناطق باسم الجيش الإسرائيلي. وبالطبع، يعقبه رد فعل إيراني. هل يعني ذلك أن حرب الوكلاء الإيرانية قد وصلت لنهايتها؟ ما زال «حزب الله» يهدد الحدود الشمالية الإسرائيلية، وما زال الحوثيون في اليمن يهددون الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والجماعات المسلحة الشيعية في العراق وسوريا ما زالوا قادرين على إنزال ضربات موجعة بقوات أميركا في شمال سوريا... إلا أن إيران، على ما يبدو، قررت الآن فتح ممر جديد في صراعها مع إسرائيل والغرب، يقود بالضرورة إلى منعطف خطير، سعى نتنياهو إلى جرّها إليه منذ سنوات، ونجح أخيراً.

الأيام القادمة حبلى بالكثير من الأحداث. وإذا كان قرار البدء بالحرب إيرانياً، وجاء رداً على اعتداء إسرائيلي حدث في دمشق، فإن قرار وقفها قد يتأخر كثيراً، ولم يعد ملكاً لحكومتَي طهران وتل أبيب فقط.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حربٌ إيرانية ــ إسرائيلية حربٌ إيرانية ــ إسرائيلية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 العرب اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
 العرب اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab