أوروبا بعد انهيار السدود
حماس تدين هجوم الاحتلال على المستشفى الإندونيسي في شمال غزة وتدعو المجتمع الدولي للتحرك لوقف الجرائم ضد القطاع الطبي الاحتلال يطلب من سكان عدة مناطق في البريج بقطاع غزة إخلاء منازلهم فوراً هاكرز يهاجمون تطبيق واتساب في أكبر أسواقه الخطوط القطرية تعلن استئناف رحلاتها إلى سوريا بعد انقطاع دام 13 عامًا انفجار قرب مبنى الشرطة في ألمانيا يسفر عن إصابة شرطيين في حادثة أمنية جديدة سقوط 6 طائرات مسيرة استهدفت قاعدة حطاب في الخرطوم دون خسائر بشرية أو مادية في تصعيد لمليشيا الدعم السريع 12 إصابة في إسرائيل جراء الهروب للملاجئ بعد اختراق صاروخ يمني أجواء البلاد وارتفاع مستوى الهلع في المدن الكبرى زلزال بقوة 6.2 يضرب إحدى مناطق أمريكا الجنوبية ويثير المخاوف من توابع قوية الأرصاد السعودية تحذر من طقس شديد البرودة وصقيع شمال المملكة مع أمطار خفيفة وضباب متوقع في المناطق الجنوبية سوريا تعلن تسهيلات لدخول المصريين والأردنيين والسودانيين بدون تأشيرة وتفرض شروطًا جديدة على دخول اللبنانيين
أخر الأخبار

أوروبا بعد انهيار السدود

أوروبا بعد انهيار السدود

 العرب اليوم -

أوروبا بعد انهيار السدود

بقلم - جمعة بوكليب

السدودُ تُصمَّمُ وتشيدُ لحماية الناس من خطر الفيضانات، وفي الوقت ذاته تحفظ المياه، بحيث يمكن الاستفادة منها في مشاريع الري أو الشرب. وهي أنواع عديدة وأحجام مختلفة.

في عالم السياسة تُصمم وتقام سدود كذلك، لكن من دساتيرَ وقوانينَ وتشريعاتٍ ونظمٍ ولوائحَ ومواثيق، ولغرض حماية المجتمع من التطرف والإرهاب.

الحياة في المجتمعات الإنسانية تقوم على عقود ومواثيق اجتماعية متفَق عليها بين فئات المجتمع المختلفة، تضمن السلم الاجتماعي، وتنظم انتقال السلطة سلمياً، وتكفل الحماية للأفراد.

مهمة رجال ونساء القانون العمل على ترجمة العقد الاجتماعي في البلاد عبر صياغته في دستور وقوانين ولوائح ونظم توضع موضع التنفيذ مع التقاليد والأعراف. وكلها تعمل سدوداً تحول بين المجتمع وما يشذ عن المتفَق والمتعارف عليه من عقود ومواثيق.

بعد الحرب العالمية الثانية، قامت البلدان الأوروبية بتشييد سدود سياسية، تحول بينها وبين عودة التنظيمات والأحزاب الفاشية والنازية، وغيرها من الحركات السياسية المتطرفة. والهدف كان منع تكرار ما شهدته أوروبا من كوارث وفظائع الحرب الكونية الثانية.

في الأسبوع الماضي، وبينما كان قادة أميركا وأوروبا، وضيوفهم، وقدماء المحاربين على شاطئ نورماندي بفرنسا، يحتفلون بالعيد الثمانين على عملية إنزال قوات الحلفاء إلى أوروبا، للقضاء على النازية والفاشية، كان أحفاد النازيين والفاشيين الجدد، في الوقت ذاته، يحتفلون بنجاحهم في انتخابات البرلمان الأوروبي، في مدن فرنسا وألمانيا وغيرهما من عواصم أوروبا.

السدود أضحت قديمة، من دون شك، وتجاوزها الزمن. وأوروبا الخارجة من الحرب الكونية الثانية عام 1949 غير أوروبا عام 2024. وما كان محظوراً بقوة القانون، ويعيش مهملاً على الهامش السياسي، لم يعد محظوراً بقوة القانون، ولم يعد هامشياً، ولم يعد مهملاً.

في باريس، وعلى مسافة ليست بعيدة جغرافياً من مكان الاحتفال بفرنسا، كان حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، تحت زعامة السيدة ماري لوبن، يحتفل مع أنصاره بتحقيق أكبر فوز انتخابي، بحصولهم على أكبر نسبة من الأصوات تجاوزت 30 في المائة. وفي ألمانيا، بينما كان الرئيس الألماني يحضر الاحتفالات في فرنسا مع الرئيس إيمانويل ماكرون، كان النازيون الجدد من أنصار حزب البديل لألمانيا يحتفلون بهزيمة التحالف الحاكم بقيادة الحزب الاشتراكي الألماني تحت قيادة المستشار أولف شولتز. الائتلاف الحاكم جاء في الترتيب الثالث في نفس الانتخابات بعد الحزب الديمقراطي المسيحي وحزب البديل لألمانيا، للمرة الأولى في تاريخه. وفي إيطاليا تمكن حزب إخوة إيطاليا ذو الجذور الفاشية، بقيادة زعيمته ورئيسة الائتلاف الحاكم السيدة جورجيا ميلوني، من اكتساح صناديق الانتخابات. وفي هولندا يستعد حزب الحرية المعادي للمهاجرين والمسلمين لتولي الحكم في ائتلاف يميني للمرة الأولى.

اليمين الأوروبي المتطرف لم يعد متطرفاً، بعد دخوله الساحة الرئيسة. بل صار يفرض أجندته على أحزاب سياسية مخضرمة. أجواء سياسية تذكِّر بأجواء أوروبا في أواخر العشرينات وأوائل الثلاثينات من القرن الماضي، حين بدأت أمواج الفاشيين والنازيين تفرض حضورها في الشوارع والميادين، وتكتسح صناديق الانتخابات. الآن، وفي خضمّ الحرب الأوكرانية - الروسية، وبعد الأزمة الوبائية، وتدفُّق أمواج الهجرة غير القانونية على أوروبا، يظهر الأحفاد بأعلامهم وعنصريتهم في الشوارع والميادين، ويكتسحون صناديق الانتخابات، ملحقين هزائم مُذِلّة بأحزاب تقليدية من يمين ويسار الوسط. ويطالبون بطرد المهاجرين وخاصة المسلمين والعرب، بحجة أنهم جاءوا لإحلال ثقافة بديلة تحل محل الثقافة المسيحية الليبرالية.

أوروبا غاضبة. والأزمات المعيشية تطوق أصحاب الدخول الدنيا، وتحيل حيواتهم جحيماً وخوفاً من مستقبل لا يبشرهم بخير، وفي وقت يزداد الفساد بين النخب التقليدية الحاكمة، وتتباعد المسافات بين الأثرياء والفقراء.

سقطت السدود التي اعتُبِرت منيعة في وقت ما. وها هم يأتون محملين بثقافة الكراهية والتعصب، يقدمون حلولاً تبسيطية لأزمات معقدة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً. معاول هدم خرجت من ظلام القبور، لا يختلفون عن نظرائهم من المتطرفين الدينيين، الذين انتشروا بين ظهرانينا، وأحالوا حياتنا جحيماً لا يُطاق.

أوروبا غاضبة. والأحزاب والتنظيمات والحركات اليمينية واليسارية المتطرفة تعبيرٌ عن ذلك الغضب. والغاضب بطبعه مثل موتور، غير قادر على الرؤية أو التفكير المتعقل. مات هتلر لكن فكره عاد ممثلاً في حزب البديل لألمانيا. وشبع موسوليني موتاً، فظهر أحفاده في حزب إخوة إيطاليا، وتربعوا على قمة الهرم السياسي.

ومنذ الآن وصاعداً، سيتولى النازيون والفاشيون مهمة تصميم وتشييد سدود جديدة، مبنية من إسمنت الكراهية والتعصب، بهدف حماية أوروبا المسيحية من العرب والمسلمين.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوروبا بعد انهيار السدود أوروبا بعد انهيار السدود



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:57 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
 العرب اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 11:26 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا
 العرب اليوم - وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا

GMT 05:19 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

جنوب السودان يثبت سعر الفائدة عند 15%

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 09:06 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

القضية والمسألة

GMT 09:43 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

استعادة ثورة السوريين عام 1925

GMT 09:18 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الكتاتيب ودور الأزهر!

GMT 10:15 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب؟

GMT 18:11 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النصر يعلن رسميا رحيل الإيفواي فوفانا إلى رين الفرنسي

GMT 18:23 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

حنبعل المجبري يتلقى أسوأ بطاقة حمراء في 2025

GMT 21:51 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

انفجار سيارة أمام فندق ترامب في لاس فيغاس

GMT 22:28 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

27 شهيدا في غزة ومياه الأمطار تغمر 1500 خيمة للنازحين

GMT 19:32 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صاعقة تضرب مبنى الكونغرس الأميركي ليلة رأس السنة

GMT 10:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صلاح 9 أم 10 من 10؟

GMT 08:43 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

باكايوكو بديل مُحتمل لـ محمد صلاح في ليفربول

GMT 06:02 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

ريال مدريد يخطط لمكافأة مدافعه روديجر

GMT 00:30 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

25 وجهة سياحية ستمنحك تجربة لا تُنسى في عام 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab