أوقفوا مخطط بيع الأوهام

أوقفوا مخطط بيع الأوهام!

أوقفوا مخطط بيع الأوهام!

 العرب اليوم -

أوقفوا مخطط بيع الأوهام

بقلم - حنا صالح

«لقد فشل العدو في تحقيق أهدافه المعلنة»؟ كم هناك من تعنت في ادعاءات منظري «الانتصارات الإلهية»، التي تحتقر الحياة، وحق الناس بالعيش، وتستخف بالتضحيات: قتل، ودماء مهدورة، وتكسير أحلام وآمال، وتدمير للعمران، وتسويق للأوهام!

من غزة إلى جنوب لبنان يُروجون لأفكار صدئة، ومقولات عفّى عليها الزمن. آخر بدع مريدي «حزب الله» وضع الإنكار في مرتبة القداسة: «ستحاول الماكينة الإسرائيلية - الأميركية تغليب الشكل (الدمار والتهجير) على المضمون (فشل الأهداف المعلنة للحرب)، لكن لن يغيّر ذلك شيئاً في النتائج النهائية: بعد طوفان الأقصى إسرائيل أضعف ومحور المقاومة أقوى!». إذن يا أبناء غزة، احذروا تغليب الشكل على المضمون، فالعدو فشل بتحقيق أهدافه. وباقٍ عليكم تجاوز الدمار والاقتلاع والتهجير والإبادة الجماعية، ودخول القطاع مرحلة التجويع القاتل.

باكراً برزت الأهداف الحقيقية لحرب التوحش: الاستيلاء على الأرض، وإنهاء الوجود الفلسطيني بتقزيم مساحة القطاع من خلال حزام أمني ابتلع جزءاً منه، ثم تقطيعه وعزل أجزائه عن بعضها، مع دمار ممنهج مبرمج لإنهاء عمران غزة، وجعلها مكاناً غير صالح للعيش. ويتحدثون عن حاجة إلى أكثر من عقد لرفع الأنقاض، لكن مخطط التدمير يتواصل باستهداف بقايا المجمعات السكنية، وأُدرجت رفح آخر مدن القطاع على لائحة التدمير، والذريعة إيّاها: استكمال القضاء على قدرات «حماس» العسكرية وتصفية قياداتها!

إنه مخطط التطهير العرقي. طاولت الإبادة نحو 50 ألفاً، منهم ألوف تحت الردم، وهناك نحو 100 ألف جريح، يحاصر الموت أكثريتهم، بسبب انعدام إمكانية العلاج. ومئات ألوف المهجرين باتوا أمام حتمية اللجوء إلى المنافي! هل تندرج هذه الوقائع تحت عبارة فشل العدو بتحقيق أهدافه، وهي تماثل الإعدام الجماعي للغزاويين؟ وهل يصح التعويل على بقاء مجموعات سرية مقاتلة، لتبديل واقع القطاع وما آلت إليه أحواله؟!

ولئن حرّك القتل الجماعي المروع المياه الراكدة في العالم حيال حقوق الفلسطينيين، وأحدث هزة في وجدان الفئات الشابة، ودمّر نسبياً سردية المظلومية الصهيونية، فإن تقدم القناعة بتعذر الركون إلى حلٍ أمني، لم يردم المسافة الفاصلة بين القناعة بأهمية «حل الدولتين»، والمسار المطلوب لبلوغ هذا الهدف!

خطاب الإنكار وبيع الوهم بلغ الذروة بما يتعلق بجبهة جنوب لبنان، تعتيم إعلامي يقفز فوق واقع تدمير صهيوني ممنهج طاول نحو 60 بلدة وقرية حدودية، حوّلها العدو إلى أرضٍ محروقة، أقام عبرها حزاماً أمنياً، وهجر مواطنيها بعدما فقدوا جنى العمر، فنزحوا قسراً طلباً للنجاة إنقاذاً لحياتهم.

ثم يأتي من يتهم الإعلام بأنه «يُسخِّف الصمود»، ويريد إقناع «الرأي العام بأن عدد المهجرين والمباني المدمرة هو ما يحدد المنتصر!». إنه ازدراء موجع بما أُنزل بأبناء المنطقة من كوارث، وترويج لصمود موهوم يتجاهل عمداً ضآلة عدد المتبقين الذين لم تتوافر لهم أمكنة ينتقلون إليها! ثم توزع حكايات الصواريخ والقدرة النارية، وهي لم تحمِ سقفاً واحداً. ويصل الإنكار إلى مرتبة الترويج لمعادلات من نوع «التهجير مقابل التهجير»، و«التدمير مقابل التدمير»، وأنه «بعد طوفان الأقصى إسرائيل أضعف ومحور المقاومة أقوى...»، فلماذا تتسع المطالبات بوقف النار، ولا يشكر مجرم الحرب نتنياهو على إسقاطه عشرات الهدن؟

ويُزين مخطط غسل الأدمغة الخراب، فتمجد الأبواق أداء «المقاومة» بالادعاء أنها «حافظت على استمرار جبهة الجنوب مفتوحة إسناداً لغزة»، وثانياً «الرد ميدانياً على محاولات تسويق المطالب الإسرائيلية بقالب تسووي»! فكيف كان الإسناد؟ وبأي نتائج؟ فالأمر لا يستحق عناء الجواب فيما الهدف الفعلي من استمرار اشتعال جبهة الجنوب تمكين ملالي إيران من المقايضة ترسيخاً للنفوذ عندما يحين أوان الصفقات!

حرب «المشاغلة» التي بدأها «حزب الله» ارتدت دماراً مضاعفاً، ويدفع لبنان ثمن مشروع «التحول الميليشياوي المانع للدول والمعفن للمجتمعات»؛ وفق توصيف الكاتب حازم صاغية. وأبرز «إنجازات» هذا المشروع قضاء «الحزب» على مكانة لبنان، وتشليع مؤسساته الدستورية: شغور رئاسي، وتهميش رئاسة الحكومة، إلى تهديم الاقتصاد والاستقرار المالي والاجتماعي والتعليم، واستتباع القضاء لحجب العدالة.

فإلى متى يستمر زمن الترويج لهذه البضاعة الفاسدة، خصوصاً إذا كانت الحرب الدائرة جنوباً من دون أفق، كما نُقل عن رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، الذي عبّر عن مخاوفه حيال الدمار الهائل، وتخوف من أن ظروف حرب عام 2006 لجهة إعادة الإعمار لن تتكرر، فهذا الإقرار بما آل إليه الوضع ألا ينبغي أن يُحمّل المتسبب به المسؤولية السياسية والأخلاقية عنه؟ الجنوبي لم يختر هذه الحرب، وأساساً لم يُستشر بها، ودعمه كان وطنياً بوجه النكبة والتمسك بدور آخر للبنان نقيض مشروع تحويله إلى ميدان متقدم في جبهة الدفاع عن المصالح الإيرانية!

arabstoday

GMT 03:47 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

كلهم يستعدون لنظام عالمى جديد

GMT 06:12 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

إيران بدأت تشعر لاول مرة بأن ورقة لبنان بدأت تفلت من يدها

GMT 04:20 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

هفوات الزمن الكبير

GMT 03:53 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فاروق حسنى.. (شاهد شاف كل حاجة)!!

GMT 03:33 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوقفوا مخطط بيع الأوهام أوقفوا مخطط بيع الأوهام



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:13 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
 العرب اليوم - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 20:53 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تنفي بشكل قاطع وجود أي تعاون عسكري مع إسرائيل
 العرب اليوم - مصر تنفي بشكل قاطع وجود أي تعاون عسكري مع إسرائيل

GMT 00:00 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أمينة خليل تكشف بداياتها الفنية وصعوبات دورها في "شقو"
 العرب اليوم - أمينة خليل تكشف بداياتها الفنية وصعوبات دورها في "شقو"

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشاف جينات جديدة ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان

GMT 05:14 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

مسؤولية حزب الله

GMT 02:44 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إعصار "أوسكار" يقتل ثمانية أشخاص في كوبا

GMT 17:16 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو سعد يتحدث عن غيرته من هيفاء وهبي

GMT 05:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 14:32 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نعيم قاسم يؤكد أن برنامجه هو متابعة نهج سلفه حسن نصرالله

GMT 12:13 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

الجيش الإسرائيلي يعتقل أكثر من 100 فلسطيني في شمال غزة

GMT 01:12 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنان مصطفى فهمي عن عمر يناهز الـ 82 عاما

GMT 01:53 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

ترامب يرد على منتقديه في تجمع انتخابي بولاية جورجيا

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

ما عدا ذلك فى ليبيا

GMT 22:03 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مجلس الأمن يحذر من محاولات تفكيك أو تقليل عمليات الأونروا

GMT 06:13 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 11:52 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ليلى علوي تعلن انتهاء تصوير "المستريحة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab