عن «المشاغلة» وما أنزلته باللبنانيين من ويلات

عن «المشاغلة» وما أنزلته باللبنانيين من ويلات!

عن «المشاغلة» وما أنزلته باللبنانيين من ويلات!

 العرب اليوم -

عن «المشاغلة» وما أنزلته باللبنانيين من ويلات

بقلم - حنا صالح

كبير ومخيف المسكوت عنه في الخطاب السياسي لـ«حزب الله» المتحكّم بقرار لبنان ويخطط لتأبيد تسلطه، كما خطاب الحكومة/الواجهة التي لم تفعل سوى إعادة اجترار خطاب الممانعة، بعدما ألغى الرئيس ميقاتي الهامش الضيق بين الموقف الرسمي ومواقف «الحزب» وأدائه مُسبغاً عليه صفات «العقلانية والوطنية»! على مدى مائة يوم ونيف على السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وبعد قرار «حزب الله» بدء «مشاغلة» العدو عبر جبهة جنوب لبنان دعماً لـ«حماس» و«إسناداً» لغزة، وجد المواطن اللبناني نفسه، وهو المنهوب الموجوع والمنتهك الحقوق، متروكاً في مواجهة أخطار حرب زاحفة تتضاعف لدى أبناء الجنوب ومناطق العرقوب وحاصبيا والجوار، وقد فقدت عشرات ألوف الأسر الأمان والاستقرار وأبرز مواردها وما من مجير!وجد اللبناني نفسه أمام خطاب انتصاري يقابله خطاب رسمي منفصم عن واقع المواطنين والمسؤولية. الأول يعلن الجاهزية لقتال إسرائيل «بلا سقوف وبلا ضوابط»، ويؤكد أن إطلاق الصواريخ والمسيّرات سيستمر حتى «يتوقف العدوان على غزة وبعدها في ما يتعلق بلبنان لكل حادثٍ حديث». إنه خطاب الممانعة الذي يقول لا صوت يعلو على صوت المعركة، كل شيء سيتحقق بعدما نزيل إسرائيل من الوجود (...).

في حين يستكمل الخطاب الآخر التحاق الموقف الرسمي بـ«حزب الله» ورضوخ السلطة السياسية لمعايير يحددها نصر الله وارتباطات حزبه الخارجية كذراعٍ في «فيلق القدس»! فيعلن ميقاتي أن «الحديث عن التهدئة في لبنان أمر غير منطقي انطلاقاً من عروبتنا ومبادئنا (...) نحن لا نقبل بأن يكون لنا إخوة يتعرضون للإبادة الجماعية والتدمير، ونحن نبحث فقط عن اتفاقٍ خاص مع أحد»! هذه الجهة التي تتذرع بالمبادئ رافضة اتفاقاً يصون حياة اللبنانيين ويؤمّن أمن الجنوب وسلام لبنان وسلامته، لا تفعل غير تقديم أوراق اعتماد يومية إلى «حزب الله» لحماية تربعها على كرسي رئاسة الوزراء ولو تحول البلد ركاماً!

عن أي مبادئ يتحدث رئيس الحكومة بربطه مصير لبنان بغزة، والهزء بأهمية التوصل لاتفاقٍ يحمي لبنان؟ فيبرز كناطق باسم محور الممانعة في موقع تلقين الدروس بالعروبة الحقة (...)، والقاصي والداني يعلم أن «حزب الله» يلتزم الاستراتيجية الإيرانية التي ترى أن ضمان مصالح نظام الملالي يتطلب تسخين الجبهات الجانبية للحرب على غزة، فيتعزز موقعه. على مائدة التفاوض لاقتسام حصص النفوذ، فيحقق ميقاتي الفوز بالجائزة الأولى في تنكر المسؤولين وتقاعسهم عن واجباتهم الوطنية!

أمام المخاطر على الكيان ومصير البلد على صفيح ساخن، فإن المسكوت عنه كبير يبدأ بإدارة الظهر لنحو 150 ألفاً هربوا من بلداتهم وهجروا منازلهم، وتجاهل المسؤولية عن تركهم في العراء لمواجهة مصيرهم في شتاء عاصف. وتجاهل التوقف عند مسؤولية الثمن الفادح الذي قضى بسقوط أكثر من 200 ضحية ومئات الجرحى مع خسارات فادحة طاولت ألوف البيوت المدمرة والأرزاق المستباحة!

المسكوت عنه خسارة ألوف الأسر مواسم الزيتون والحمضيات والخضراوات، وخسارة عشرات ألوف الأسر مورد الرزق مع انعدام إمكانية تحضير مشاتل زراعة التبغ في شهري ديسمبر (كانون الأول) الماضي ويناير (كانون الثاني) الحالي لزراعة موسم جديد في مارس (آذار) المقبل، في أرض استُبيحت، متعذر الوصول إليها وباتت مزروعة بالقذائف التي لم تنفجر! إلى هذه الخسائر التي تطال اقتصاد البلد المنهوب، يُضاف مسكوت عنه يتمثل بفقدان أكثر من 100 ألف تلميذ سنة دراسية والحبل على الجرار! جنى العمر يتم مرةً واحدة في العمر، فما النتيجة التي تحققت مع تبديد جنى أعمار الناس؟ وإلى متى يحتمل المواطن اللبناني أوزار هذه «المشاغلة»، وخطر حرب يُدفع إليها لبنان ويهدد العدو بتعميم نموذج دمار غزة على الجنوب وكل لبنان؟

المسكوت عنه أنه تحت قرع طبول الحرب، تستمر سياسة السطو على المتبقي من ادخارات وابتداع ضرائب واستكمال ترحيل الثروة نحو اقتصاد الكبتاغون والعالم المالي لـ«القرض الحسن»، الافتصاد الموازي لـ«المقاومة». ويستمر نحر العدالة وحماية «نظام الإفلات من العقاب» كما حدث في تجاوزٍ للقانون في استرجاع مذكرات التوقيف بحق الوزيرين السابقين علي حسن خليل ويوسف فنيانوس المدعى عليهما بجناية «القصد الاحتمالي» بالقتل في جريمة تفجير مرفأ بيروت. كل ذلك في تجاهل وقحٍ للمسؤولية عن توفير عناصر الصمود التي تبدأ باقتصاد مزدهر ودفاع مدني ومستشفيات قادرة... يقفزون فوق كل ذلك ويتغنون ببطولات فارغة قضت بتهجير أكثر من 70 ألف مستوطن، ويتناسون أنه رغم توفر ملاجئ حصينة لهم نقلتهم السلطات الإسرائيلية إلى أماكن إقامة آمنة، وأمسكت زمام الميدان لإفهام الجميع بأن «7 أكتوبر» لن يتكرر في الشمال وأمام أعين اللبنانيين الشريط الحدودي وقد تحول أرضاً محروقة!

المسكوت عنه هو تجاهل المسؤولية عن الانكشاف الأمني الاستخباراتي وتحكم الإسرائيلي بالأجواء اللبنانية يستبيحها كيفما يشاء ومتى يشاء. ففي الأيام الأخيرة أقدمت إسرائيل على تصعيد مخيف لحرب الاغتيالات التي طالت كوادر من «حزب الله» في عمق الأراضي اللبنانية، وفرضت تل أبيب توحشها باتساع مروحة التدمير ليبلغ التصعيد مستوىً غير مسبوق من حيث الخطورة... رغم ذلك يتجاهل الخطاب الانتصاري الواقع ولا ينفكون يتحدثون عن حرب بلا سقوف، ولا سقف للبلد ولا حماية وقد تم عزله عن الأشقاء والأصدقاء!

أما اكتشاف ميقاتي أن «حزب الله» يمتلك «عقلانية» وهو الذي جيّر الدولة والمؤسسات لخدمة مشروعه، فقد ترجمت جريدة «الأخبار» أفكار صاحب الدولة، مقدمة قراءة نوعية في «صلاحية إعلان الحرب دستورياً»؛ عند «عجز المؤسسات» التي تمارس السلطة وكالة عن «الشعب مصدر السلطات»، فعند تقاعسها «لا شيء يمنع الشعب من الدفاع عن السيادة» لتعلن تلزيم قرار اللبنانيين إلى «المقاومة» إلى... «حزب الله»، والذريعة أن المجلس النيابي فوّض الحكومات الموافقة على حق «المقاومة» بالدفاع عن لبنان!

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن «المشاغلة» وما أنزلته باللبنانيين من ويلات عن «المشاغلة» وما أنزلته باللبنانيين من ويلات



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 العرب اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية

GMT 19:28 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 09:52 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تشوّق جمهورها لمسرحيتها الأولى في "موسم الرياض"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab