لبنان ضحية حتى إنجاز صفقة مع طهران

لبنان ضحية حتى إنجاز صفقة مع طهران!

لبنان ضحية حتى إنجاز صفقة مع طهران!

 العرب اليوم -

لبنان ضحية حتى إنجاز صفقة مع طهران

بقلم - حنا صالح

يتزايد كل يوم خطر امتداد حرب التوحش الصهيوني على غزة. على جدول أعمال العدو استهداف لبنان والقرار متخذ بشن عدوان واسع النطاق. يتحينون فرصة لتجاوز الموقف الأميركي الداعم عسكرياً ومالياً وسياسياً ويريد حصر الحرب في نطاق قطاع غزة لتقويض القدرات العسكرية لـ«حماس». لكن الضربات الجوية في العمق اللبناني (محيط صيدا) والعمليات الإجرامية الاستباقية مثل اغتيال صالح العاروري في الضاحية الجنوبية قلب معقل «حزب الله»، وقتل وسام الطويل، القيادي البارز في «الرضوان» قوات النخبة لـ«الحزب»، قد تدفع إلى انزلاق الوضع مع تتالي إحراج «حزب الله» لإخراجه!

في بداية الشهر الرابع على حرب الإبادة الجماعية على غزة، التزم «حزب الله» دعوة «الحرس الثوري» اعتبار «الصبر الاستراتيجي للمقاومة لن يخرج عن إطار العقلانية والمنطق ومتطلبات التغلب على محتلي فلسطين والقدس»... فيترجم حسن نصر الله الالتزام بأن «مقاومة إسرائيل تحتاج إلى استعدادات وإلى تدرج لا إلى ضربة قاضية»! في حين يضغط جنرالات الجيش الإسرائيلي، الساعين لترميم الردع، يبلغون رئاسة الأركان والقيادة السياسية بأنه «حان الوقت لتغيير سلم الأولويات والانتقال من التركيز على الجنوب إلى الشمال، وتغيير أهداف الحرب من معركة دفاعية محدودة إلى معركة فتاكة وتنفيذ هجومٍ محدود»! يتزامن ذلك مع ضغوطٍ أميركية بحثاً عن تسوية في الشمال، مع سياسة حذرة في البحر الأحمر حيال الميليشيات الحوثية لتجنب الحرب الواسعة: إنه عام الانتخابات وكل قرارات البيت الأبيض تصبّ في خدمة هذا الهدف، ويتضاعف هذا المنحى أمام ما آلت إليه الحرب على غزة والانقسام السياسي الحاد في إسرائيل!

يوم الخميس الرابع من الحالي أثرت في «الشرق الأوسط» ما وصفته بـ«مشروع خزي يجري التخطيط له بين طهران وعواصم غربية، يقضي بمقايضة الأمن للإسرائيليين مقابل تسليم دولي بالهيمنة الإيرانية المطلقة على لبنان... بجعله جائزة ترضية»! وبعد أيام أطلت «الأخبار» المقربة من «حزب الله» لتقدم «رواية اليوم التالي لبنانياً»، فتنسب أفكاراً إلى المستشار الرئاسي الأميركي لشؤون الطاقة عاموس هوكشتين تتضمن «معالجة الحدود البرية وتفعيل التسوية الرئاسية وعودة (توتال) للحفر في البلوكات 8 و9 و10»!

تستبعد الرواية الدور الإيراني المباشر، وتتحدث عن مسعى أميركي إلى «عقد صفقة» مع «حزب الله»؛ من أجل توفير «الضمانات الواضحة التي تريدها إسرائيل لجهة الأمن في مناطقها الشمالية»... وتكشف عن أن هوكشتين، يدير «اتصالات عبر وسيط لبناني ينقل الرسائل بينه وبين (حزب الله)»! بعض هذه الوقائع أكدها السفير الإيراني في دمشق الذي كشف عن تلقي بلاده «عرضاً أميركياً لتسوية بشأن المنطقة برمتها» قال: «أكدنا أن قرار حلفائنا مستقل ولا نقرر بدلاً عنهم» (...)؛ ما يعني أن واشنطن التي طوت مشروع الاتفاق النووي، ربما تكون في صدد بحث توافقات في الإقليم، وفق ما عبّر عنه الوزير أنتوني بلينكن بأنه يحمل «توافقاً إقليمياً» لما بعد الحرب.

في هذا التوقيت بدأ «حزب الله» يتحدث عن «بركات طوفان الأقصى على لبنان»، ورأى نصر الله فرصة جدية لتحرير ما تبقى من أراضٍ لبنانية محتلة! الأكيد أن تسوية النقاط الحدودية الـ13 ليست هي العقبة الكبرى، بينما وضع مزارع شبعا أكثر تعقيداً لارتباطها بسوريا والقرار الدولي 242. لكن القلق مقيم حيال عدم التوصل لوقفٍ للنار في غزة، مع مضي تل أبيب في حربها الإجرامية في خان يونس وعمليات «جراحية» في شمال القطاع ووسطه... واتساع تعدياتها على لبنان واستهدافاتها. إزاء كل ذلك بدا «الحزب» عالقاً في الوسط. متمسكا بـ«مشاغلة» العدو، و«توازن الردع» و«قواعد الاشتباك»، وهي عناوين لم يلتزمها العدو. ليس بوسعه وقف النار من جانب واحد لما له من سلبيات على مناصريه، ووحدها طهران تمتلك القرار الاستراتيجي لتحريك ترسانة الصواريخ الدقيقة البعيدة المدى من الأراضي السورية. ويعرف «الحزب» أنَّ العدو، مع انحياز الجمهور الإسرائيلي بقوة نحو الحرب، لا يمكن أن يترك له الحبل على غاربه، والخطر يحدق بالمستوطنات الشمالية... لذا؛ من غير الممكن الإبقاء على «ستاتيكو» ما قبل 7 أكتوبر (كانون الثاني) من دون التزام مندرجات القرار الدولي 1701، أي الانسحاب من منطقة عمليات القوات الدولية جنوب الليطاني!

في السياق، يستمر التصعيد الإسرائيلي وهو ينطلق من تقدير بأن محور الممانعة لا يريد الذهاب إلى حربٍ واسعة، وغزة مثال عن النتائج؛ ما يعني أن تطبيق هذا النموذج كما تلوح تل أبيب يهدد الأذرع الأخرى... كل ذلك لا يقلل من قدرة محور الممانعة على إلحاق خسائر كبيرة بدولة العدو، مع التسليم بأن ذلك لا يحرر أرضاً محتلة ولا يحمي الفلسطينيين ويعرّض لبنان لدمار شامل!

بعد كل «المشاغلة» والحفاظ على «توازن الردع» تبدو الأمور أكثر وضوحاً. لم يكن الهدف حماية الجنوب والجنوبيين، الجنوب متروك، وتم تهجير أهله والدمار في البلدات الحدودية يفوق ما لحقها في حرب عام 2006، أما «حزب الله» فتكبّد خسائر بشرية فادحة... وبالتأكيد لم تخفف «المشاغلة» من حجم التوحش الصهيوني ضد الغزاويين الذين يتعرضون لإبادة جماعية، بعد اقتلاعٍ ممنهج ودفع مئات الألوف باتجاه الحدود المصرية. في الوضع الراهن، كل لبنان ضحية، هناك استرهان الجنوب واللبنانيين لخدمة «الصفقة» التي يجري الحديث عنها: أمن الإسرائيليين وضمانات المستوطنات الشمالية، مقابل تشريع الهيمنة الإيرانية على البلد، عبر تغطية استئثار «حزب الله» بالسلطة، بما في ذلك تكريس الأمر الواقع بإدخال تعديلات على بنية اتفاق الطائف! فهل بالمستطاع إعادة استنساخ مرحلة تسليم لبنان لسوريا عام 1990 كمكافأة لنظام حافظ الأسد على دوره في حرب الخليج الأولى؟

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان ضحية حتى إنجاز صفقة مع طهران لبنان ضحية حتى إنجاز صفقة مع طهران



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab