لبنان فرصة للتسوية ولدرء العدوان

لبنان... فرصة للتسوية ولدرء العدوان!

لبنان... فرصة للتسوية ولدرء العدوان!

 العرب اليوم -

لبنان فرصة للتسوية ولدرء العدوان

بقلم:حنا صالح

تحمل «المرحلة الثالثة» من حرب التوحش الصهيوني مخاطر كبيرة على لبنان، ومخاوف من متغيرات لا تترك مجالاً للمضي في «مواجهات محسوبة». خطر توسع الحرب هو اليوم أكبر منه في أي وقتٍ آخر، وتبدو المساعي الخارجية، الأميركية والفرنسية، أكثر جدية لإبعاد خطر انتقال الحرب على غزة إلى لبنان!

المخاوف استثنائية من أن تكون باكورة «المرحلة الثالثة» جريمة اغتيال صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل «حزب الله»، دشنت مرحلة اغتيالات نوعية، ووضعت احتمال توسيع المواجهة أمام صفحة تنذر بتفلت كبير. ارتفعت هذه المخاوف بعد خطاب نصر الله الذي وصف الاغتيال بجريمة «لن تبقى دون ردٍّ أو عقاب»، رغم أنه حصر قتال «المقاومة» في الجبهة «بحسابات مضبوطة». وبالرغم من أنه قدم «إذا» الشرطية لذهاب لبنان إلى الحرب إن بدأ العدو بشنها، فإن العملية الاستباقية الإسرائيلية في قلب الضاحية الجنوبية كسرت كل حكايا «قواعد الاشتباك»، وأسقطت ما كان يعول عليه من توازن في الردع!

في هذا السياق أنهى مستشار الرئيس بايدن لشؤون الطاقة عاموس هوكشتين مباحثاته في تل أبيب وشملت كل أعضاء حكومة الحرب، وبدأ وزير الخارجية الأميركية بلينكن جولته الرابعة في المنطقة منذ بدء «طوفان الأقصى»، تحت عنوان «منع اتساع رقعة النزاع». وعلى الأرجح سيسمع بلينكن في إسرائيل ما سمعه هوكشتين، عن «نافذة زمنية قصيرة للتوصل إلى تفاهمات دبلوماسية» مع «حزب الله»، وإلاّ فإن «الجيش الإسرائيلي سوف يزيل التهديد» الذي يسمح «بالعودة الآمنة» للإسرائيليين إلى المستوطنات!

تعرف القيادات الصهيونية أنها تندفع في مسارٍ محرج للأميركيين، خصوصاً في سنة الانتخابات الرئاسية مع تراجع حظوظ الرئيس بايدن. تتصلب وتدفع الأمور أكثر، مستفيدة من غطاء أميركي غربي منح تل أبيب دولة الاحتلال حق الدفاع عن النفس! ويبحثون في حكومة الحرب الصهيونية عن انتصار كبير يرضي التنمر الصهيوني، يسوقونه داخلياً كإنجاز، ما قد يساهم بتخفيف وطأة الاتهامات التي تحاصر نتنياهو وتشدد على مسؤوليته الشخصية بكل ما حدث يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول)، وتحاصر القيادات العسكرية التي عجزت عن التعامل مع التحدي الذي شكله «طوفان الأقصى»، وتالياً عجزها اللاحق عن القدرة على تنفيذ الأهداف التي رُفعت وأبرزها استعادة الرهائن بالقوة.

ويبدو أن ويلات غزة غير كافية لترضي المتطرفين الصهاينة. لا يكفيهم القضاء على البشر والحجر وشبه استحالة العودة مع أرضٍ موبوءة بعشرات ألوف الجثث المطمورة تحت الركام... فتندفع تل أبيب لاستكمال شطب التمثيل السياسي الفلسطيني، يقابل إجرامها أحاديث انتصارية على أثير بعض التلفزة والمواقع مستندة إلى إطلاق رشقات صاروخية دون أي توقف عند تأثيرها الفعلي على مسار المواجهة! أحاديث تعوّد عليها الناس، يعرفون أنه لا يعول عليها لتغطية المآسي الرهيبة التي ستبقى قطرة في بحر كوارث ما بعد صمت المدافع وتوقف الرشقات!

لبنانياً يغيب الإبداع وتتكرر اللغة الخشبية على ألسنة المسؤولين الذين يعيشون حالة انفصام عن الناس ووجعها. يتغنى البعض أنه في زمن اختطاف «حزب الله» للدولة، تمكن «الحزب» من «فتح جبهة بطول 110 كلم، وحقق نتائج عسكرية» (...) ويلفت نصر الله إلى أن الجهات الدولية تبعث بالرسائل لأن «حزبه» قوي، وتطول السخرية القرارات الدولية! يتجاهلون واقع نجاح العدو بتحقيق إصابات موجعة على صعيد استهداف المقاتلين، ويتفاخرون أنه لم يتمكن من إسكات مصادر النيران، فـ«المشاغلة» أربكته! سردية خطيرة يعلمون أن الناس، التي «تأكل الضرب»، غير مقتنعة بها، فتبادل الضربات لا يعبر عن تناسبٍ في تبادل الخسائر وتوازنها، كما أمل الشيخ نعيم قاسم الذي قال: «اتخذنا قرارنا بأن نكون في حالة حرب... لكن بتناسب ينسجم مع متطلبات المعركة»! يبسطون الأخطار في تقديم قراءات تتجاهل المخاوف الداخلية والقلق الخارجي من أن الحرب ستضر بلبنان بمقدار ما فعلت بغزة، وسيطول الناس بأرواحهم ما لحق بالغزاويين، ويعلم المواطن العادي أن كل المعطيات التي كانت قائمة خلال حرب تموز عام 2006 ليست متوفرة. فلبنان مع تسلطهم بات معزولاً ومن دون أي حماية، وليس بوسعه تجييش أي تأييد خارجي!

في هذه الحرب التي تطرق الأبواب، إلا إذا... كل اللبنانيين رهائن، لأنهم ابتلوا بطبقة سياسية انتهت من زمن صلاحيتها الوطنية عندما توزعت بين مشاركٍ مراهن ومتفرج صامت على إيران التي تستثمر في الخلل الوطني، فيتعاظم الدور الداخلي للحالة الميليشياوية لـ«حزب الله»، الذي تحدد دوره وسلوكه كما الميليشيات الشبيهة في حماية مشروع إيران الكبرى ومصالحها!

هناك فرصة للتسوية ولدرء العدوان، ممرها الإجباري التمسك المطلق بالقرار الدولي 1701 من دون «إذا» الشرطية وكفى تذاكياً! فالقرار الأممي كان وما زال بوليصة لبنانية، لأنه بالعقل كل ما يجري لا يعني أن دولة العدو تحتضر، وليست إسرائيل «أوهن من خيوط العنكبوت». فكفى تعريض المواطنين الذين أذلهم النهب والإفقار المتعمدان وانتهكت إنسانيتهم، ليتحولوا اليوم «أضاحي» على مذبح مصالح نظام الملالي!

 

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان فرصة للتسوية ولدرء العدوان لبنان فرصة للتسوية ولدرء العدوان



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 العرب اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
 العرب اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab