تخوين الملكة رانيا

تخوين الملكة رانيا!

تخوين الملكة رانيا!

 العرب اليوم -

تخوين الملكة رانيا

بقلم - ممدوح المهيني

الملكة رانيا متحدثة فصيحة ومقنعة، ودافعت عن حق الفلسطينيين في وسائل الإعلام الغربية بطريقة من القليل أن فعلها غيرها. ومع هذا تعرّضت لحملة تشويه بعد اقتطاع تصريح من حديثها من سياقه أظهرها وكأنها تتعاطف مع الإسرائيليين على حساب أهل غزة.

مَن يصدق هذا الكلام؟

وإذا خونت الملكة رانيا رغم دفاعها وموقفها الأخلاقي النبيل، فمَن يبقى إذن؟!

واضح أن الهدف يأتي في سياق محاولات الجماعات المتطرفة التحريض على الأردن من خلال استهداف مواقفه وتصريحات قيادته، وذلك بهدف تحريك الشارع واختلاق حالة من الغضب والاحتجاجات، ونتذكر الدعوات المستمرة التي أُطلقت للانتفاض والاعتصام في محاولة لإعادة شريط «الربيع العربي» مرة أخرى.

وهو أيضاً هجوم أوسع على الدول العربية المعتدلة التي تسعى لإيجاد مخرج من هذه الأزمة الإنسانية الرهيبة. ففي الوقت الذي يسعى فيه الأردن وغيره من هذه الدول لإنهاء الحرب المدمرة، وإيقاف المعاناة الإنسانية لسكان غزة، تقوم الجماعات المتطرفة وتيارات الإسلام السياسي السنّي والشيعي بما يبرعون في القيام به، وهو توزيع الاتهامات على الجميع بالخيانة والعمالة والخذلان وقائمة طويلة من الاتهامات، وذلك من أجل نزع الشرعية عن هذه الحكومات وخلق حالة من الفوضى والغضب.

هم يخوضون معركة غير تلك التي نراها يومياً على الأرض. نحن نرى الأطفال يُقتلون والنساء يستنجدن لإنهاء الحرب، والناس يعانون من الجوع ويريدون أن تعود الحياة طبيعية ويسترجعون منازلهم، حتى لو كانت مدمرة، ويدفنون أحباءهم، ولكنهم يرون هذه الأفواه الجائعة، والدماء المختلطة بالتراب، والأيتام في الخيام وقوداً للتحريض وتهييج الجماهير من أجل إسقاط الحكومات بعد اتهامها بالتواطؤ والانحياز، تماماً كما حدث مع حديث الملكة.

وللأسف نحن أمام فيلم شاهدناه أكثر من مرة ونعرف نهايته الحتمية. تُستغل دماء الأبرياء ويُضحى بهم من أجل مكاسب شخصية وسياسية وآيديولوجية بحتة. ومن أغرب المشاهد أن ترى أن هناك مَن يصف أهل غزة (وهم خارجها ويعيشون حياتهم بسلام ورفاهية مع عائلاتهم) المطالبِين بوقف الحرب وإنهاء معاناتهم، بالخيانة، وكأن أطفالهم الذين قُتلوا مجرد دمى! وهناك من هؤلاء مَن يملك جنسيات دول غربية ويهاجمها على مواقفها، ولكنه لن يقوم أبداً بالتخلي عن جنسيته ومع هذا يستكثر على امرأة غزية أن تطالب بوقف الحرب لتعيش بسلام مع مَن تبقى من أطفالها، وألاّ تدخل كل عام في حرب يهدم فيها منزلها وتعود لحياة التشرد.

أهل غزة «خائنون»! الملكة رانيا أيضاً «خائنة»! كذلك الدول العربية «خائنة»! الجميع خائن إلا هم. هذه هي اللغة التي يستخدمها مَن، للأسف، يتاجر بالدماء البريئة والأجساد التي ما زالت مطمورة تحت الركام ولم تُدفن بعد. ما أبشع هذا المشهد!

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تخوين الملكة رانيا تخوين الملكة رانيا



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 العرب اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 11:51 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تليغرام يطلق تحديثات ضخمة لاستعادة ثقة مستخدميه من جديد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد العوضي يكشف عن بطلة مسلسله بعد انتقاد الجمهور

GMT 06:02 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر

GMT 03:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تطالب بتبني قرار لوقف إطلاق النار في قطاع غزة

GMT 06:00 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتلة صورة النصر

GMT 18:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 18:00 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يكشف سر تكريم أحمد عز في مهرجان القاهرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab