بايدن وترمب الجولة الثانية

بايدن وترمب... الجولة الثانية

بايدن وترمب... الجولة الثانية

 العرب اليوم -

بايدن وترمب الجولة الثانية

بقلم - ممدوح المهيني

الديمقراطيون حذّروا من ترمب قبل أن يصل إلى البيت الأبيض. قالوا إنه سيكون هتلر الجديد الذي سيقدح الشرارة الأولى للحرب العالمية الثالثة. وروّجوا إلى أنه سيدمر الاقتصاد، والبعض رثى حال أميركا التي ستنتهي على يديه عندما يحوّل الجمهورية إلى ديكتاتورية. لم يحدث أي شيء من هذا. مرت 4 أعوام بلا حروب حقيقية. شاهدنا فقط كثيراً من التهديدات على «تويتر» والحروب الكلامية. قال إنه سيفتح أبواب الجحيم على كوريا الشمالية وانتهى بتبادل رسائل الحب مع زعيمها كيم جونغ أون. الاقتصاد كان مزدهراً حتى قضى عليه وباء «كوفيد» الذي فاجأ العالم (معدل البطالة في عهده تراجع قبل الوباء إلى 3.5 في المائة). ترمب الديكتاتور الذي زمجر طويلاً بعد الخسارة أصبح أليفاً وخرج من البيت الأبيض عندما حان الوقت، وتلاحقه الآن نسوة بتهمة التحرش، وكتيبة من المحامين؛ بسبب تحريضه على اقتحام الكونغرس.

الشيء ذاته تقريباً ينطبق على الرئيس بايدن. وصفه الجمهوريون بـ«النائم والمتلعثم والخرف»، وقد ساعدتهم على ذلك انزلاقاته المتكررة على سلالم الطائرات ومظهره التائه، وهو لا يعرف طريق خروجه من المسرح. قالوا إنه ضعيف وإنه ظِلٌّ هرم لأوباما، وسيهدم اقتصاد أميركا الحر ويحوله إلى اشتراكية على الطريقة الأوروبية. ويقولون إن شخصيته المرتعشة شجعت بوتين على أن ينقض على أوكرانيا وهو مرتعب من الصين وليس قائداً حقيقياً للعالم الحر. مرت الآن أكثر من 3 أعوام ونعرف أن كل هذه الاتهامات غير صحيحة. الرئيس النائم كان في الواقع مستيقظاً، خصوصاً في الأزمات الكبرى. فقد رمّم علاقته مع الأوروبيين وقادهم في حرب الحصار على بوتين الذي اعتقد بأن أوكرانيا لقمة سائغة. لم يُعد الاتفاق النووي مع إيران كما كان يتمنى مناصرو أوباما من الديمقراطيين. واجه الصين، والاقتصاد الأميركي الآن بأفضل حالاته (البطالة انخفضت إلى 3.7 في المائة، وأُضيفت 199 ألف وظيفة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وتراجع التضخم من 9.1 إلى 3.2 في المائة). ورغم أنه كان في عامه الأول رئيساً حقوقياً نكداً لحزبه الديمقراطي أكثر من كونه رئيساً لأميركا، فإنه بدا زعيماً براغماتياً في العامين الأخيرين، وأصلح العلاقات مع الحلفاء، وتحسّنت العلاقة مع السعودية لدرجة الاقتراب من توقيع اتفاقية دفاعية تاريخية. ورغم أنه حاول الظهور بصورة الشخص الدافئ الذي يخاطب العامة والصحافيين وهو يلعق آيس كريم الشوكولاتة، كوكيز، فإنه أزاح العواطف، وأدار أزمات العالم المعقدة بعقل بارد (يبدو مثل أيزنهاور الذي يقول عنه نائبه كيسنجر حينها إنه مثل الجد السعيد الذي يبدو عاطفياً من الخارج وبشوشاً مع الناس، ولكنه بارد من الداخل ويتخذ قراراته بلا مشاعر).

هذا التناقض بين الصورتين أمر طبيعي، خصوصاً في موسم الانتخابات الذي تختلط فيه الأخبار الصحيحة بالكاذبة، ويتم تضخيم الأحداث وتكبير العيوب وترويج الإشاعات السامة، وتجاهل الحقائق، واستخدام كل الحيل والأساليب القذرة لتلطيخ الخصم بالوحل. لقد انتُهكت كل المحاذير في قضية هنتر بايدن، ونُشرت صور له مع عاهرات وهو يتعاطى مخدر الميثامفيتامين لإطاحة والده الذي ليست له علاقة بكل فضائح ابنه. والشيء ذاته حدث لترمب الذي لم يتورع خصومه من النيل من سمعته ووصفه بالمتحرش جنسياً، والفاسد مالياً، والخائن وطنياً، وتم التعريض بعائلته. والآن كل التوقعات تشير إلى أن الاثنين سيدخلان في جولة ثانية ستكون أكثر إثارة من الجولة الأولى، وسنقرأ خلال الأشهر المقبلة مزيداً من قصص النميمة واتهامات الطعن بالشرف والذمة. العملية الانتخابية في الأنظمة الديمقراطية رياضة دموية لا يدخلها إلا مَن يتحمل الارتطامات العنيفة.

ومع المواجهة المرتقبة وحملات التشويه المتبادلة لا يمكن معرفة مَن سيكون المنتصر. أكبر ورقة امتلكها بايدن في الانتخابات السابقة هي ترمب، وقد تساعده مرة أخرى أو تكون سبب هزيمته. لقد التف عليه حينها كل مَن كان يسعى لإطاحة الرئيس المزعج الذي لم يترك له صديقاً. ولكن بعد 4 أعوام قد تصاب الجماهير الغاضبة من ترمب بالإنهاك ولا تملك الحماسة السابقة. ولقد جربوا بايدن ومن الصعب إعادة الزخم له من جديد، خصوصاً مع تراجع شعبية بايدن رغم نجاحاته (55 في المائة) غير راضين عن أداء بايدن في آخر الاستطلاعات). بعض الديمقراطيين الاستراتيجيين يقولون إنه من السهولة على بايدن مقابلة ترمب وليس المرشحة نيكي هيلي أو رون ديسانتس؛ لأنه سيوقظ المخاوف القديمة من عودته للبيت الأبيض. الإشكالية الأخرى التي يواجهها بايدن هي عمره (81 عاماً) الذي أصبح هدفاً لخصومه. أما مصادر قوته فهي نجاحه الاقتصادي الذي سيبني عليه حملته ممزوجة بالتخويف من ترمب الذي يردد تصريحات صادمة للديمقراطيين؛ مثل قوله أخيراً إن المهاجرين يسممون دم أميركا.

بالنسبة إلى ترمب، فإن عودته من جديد بالنسبة إلى كارهيه بمثابة مشاهدة الفيلم المرعب مرة أخرى ولأربعة أعوام مقبلة. والإشكالية الثانية الملاحقات القانونية (تطارده 91 قضية)، التي تهدف لجعله ينزف حتى يتم إنهاكه ويصبح فريسة يمكن الإجهاز عليها في الانتخابات. أما مصادر قوته فهي شعبيته، حيث قال نصف الجمهوريين في استطلاع لـ«رويترز» إنهم سيصوّتون له حتى لو أدين في جريمة. كما أن ترمب يقود الحرب الثقافية ضد الليبراليين، ويلعب دور منقذ أميركا من الغزاة المهاجرين.

ورغم أن الأرقام تقول إن غالبية الأميركيين (58 في المائة) لا يتمنون رؤية جولة أخرى بين بايدن وترمب، فإن حالة الإنكار هذه لا تعني أننا لن نشاهد الجزء الثاني من الفيلم في نوفمبر المقبل، الذي سيكون بلا شك أكثر إثارة من الجزء الأول وأكثر قبحاً أيضاً.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بايدن وترمب الجولة الثانية بايدن وترمب الجولة الثانية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر

GMT 10:21 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 12:02 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف إسرائيلي يقتل 8 فلسطينيين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة

GMT 08:39 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل السراويل الرائجة هذا الموسم مع الحجاب

GMT 16:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يرد على قرار المحكمة الجنائية الدولية

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab