مقابلة كارلسون مع بوتين

مقابلة كارلسون مع بوتين

مقابلة كارلسون مع بوتين

 العرب اليوم -

مقابلة كارلسون مع بوتين

بقلم - ممدوح المهيني

حوار الرئيس بوتين مع المذيع الأميركي تاكر كارلسون يثير غيرة أي إعلامي. أول حوار مهم للرئيس الروسي منذ قراره غزو أوكرانيا. الذين قالوا إنه يجب عليه ألا يلتقيه ويمنحه مساحة للحديث والتواصل مع الشعب الأميركي مباشرة، يقولون ذلك من باب المكايدة، أو أنهم لا يفهمون معنى المهنة الصحافية. الصحافيون دورهم أن يزيحوا عواطفهم وأهواءهم النفسية والفكرية، ويلتقوا حتى مع الشخصيات التي لا يتفقون معها أو يبغضونها. من هم خارج الإعلام يعتقدون أن دور الإعلام أن يلتقي أشخاصاً ينسجم أو يتفق معهم، ولكن مذهب الصحافيين مختلف، وعقيدتهم الرئيسية هي السبق الصحافي قبل أي شيء آخر. ولو عاد هتلر للحياة سيتسابق الصحافيون الحقيقيون لإجراء مقابلة معه رغم كل الرزايا والآثام التي ارتكبها.

تاكر كارلسون يقوم بعمل الشيء الصحيح إعلامياً، ولكن الخلاف معه ومع راعيه إيلون ماسك هو خلاف سياسي أكثر، وهو خلاف قديم متجدد بين الانعزاليين والدوليين، بين الذين يرون لأميركا دوراً أكبر في العالم، وطائفة ترى أن عليها العودة وسحب ذيولها خلف المحيطات والبقاء هناك. كارلسون وماسك من قادة الانعزاليين وأشهرهم، بسبب أصواتهما العالية في منصة «إكس». وبايدن ومؤيدوه يرون أن هناك دوراً لواشنطن في حماية النظام العالمي الليبرالي من الأعداء الذين يريدون تحطيمه مثل بوتين.

ولهذا السبب يهاجم كارلسون الرئيس الأوكراني زيلينسكي ويتهمه بسرقة أموال الأميركيين وابتزازهم دفاعاً عن دولة لا يعرفون أين تقع على الخريطة، ولا يفهمون خلفيات الصراع التاريخية. وللسبب ذاته أيضاً يشن حملة على بايدن بتهمة توريط بلاده في حرب لا طائل منها. هذا هو أصل الخلاف الآيديولوجي بين الطرفين. ولهذا يناصر كارلسون ترمب ويدعمه في الانتخابات القادمة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، لأن ترمب يقول إنه سينهي الحرب خلال 24 ساعة (طبعاً لن يحدث، ولكنها المبالغات الترمبية المعتادة).

وفي الواقع فإن ترمب في ولايته الأولى كان انعزالياً في اللسان وليس على أرض الواقع. خلال ولايته الأولى هدد بالانسحاب من أفغانستان ولكنه لم يفعلها، وفعلها في الواقع بايدن. انتقد تحالف الناتو ولكنه بقي فيه. تحدث مراراً عن الخروج من سوريا خصوصاً بعد مكالمته مع إردوغان ولكن جنرالات البنتاغون أرغموه على البقاء. ورغم الضجيج في خطاباته فإنه وطد علاقات واشنطن بالحلفاء في الشرق الأوسط ولم يغادره. ولكنّ ترمب مستفيد من الدعاية التي يقوم بها له كارلسون وماسك، وهي دعاية شعبوية تنسجم مع المزاج الأميركي الشعبي الذي يكسبه من يردد نغمة توفير المال والتنازل عن دور شرطي العالم والعودة للديار.

تاريخياً، النزعة الانعزالية في أميركا قوية منذ تأسيسها. السبب أنها بلد مزدهر يقع خلف المحيطات وبعيد عن مشكلات العالم القديم (أوروبا المكتظة بالقوميات والطوائف والآيديولوجيات)، ومحاط بجارين ضعيفين... كندا والمكسيك. قادة أميركا كانوا ينظرون لأوروبا كما ينظرون الآن للشرق الأوسط، ولا يريدون الانزلاق في مشكلاته التي لا تنتهي. ولهذا دخلت مجبرة ومتأخرة في الحرب العالمية الأولى، وكذلك مجبرة في الحرب العالمية الثانية بعد هجوم بيرل هاربر. ومن ذلك الحين شكلت العالم على صورتها الليبرالية، وساهمت بتشكيل المؤسسات الدولية السياسية والمالية، ونشرت قواعدها حول العالم (800 قاعدة عسكرية حول العالم)، وتلعب الدور الأكبر في حماية الممرات المائية (الضربات على الحوثيين لهذا السبب). ولكن هذا لا يعجب بوتين، ولا يعجب كارلسون وماسك، ولكلٍّ أسبابه المختلفة، ولكنهم اتفقوا الآن على الفكرة، ولهذا السبب وافق الرئيس الروسي على الالتقاء به وليس غيره، ولذلك يطالب كارهو كارلسون بصلبه، وينعتونه بالخائن سياسياً. أما صحافياً، فقد قام بما نريد كلنا القيام به.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مقابلة كارلسون مع بوتين مقابلة كارلسون مع بوتين



صبا مبارك تعتمد إطلالة غريبة في مهرجان البحر الأحمر

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - اكتشاف تمثال يكشف الوجه الحقيقي لكليوباترا في معبد تابوزيريس

GMT 15:13 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

حريق يطال قبر حافظ الأسد في القرداحة وسط غموض حول الفاعلين
 العرب اليوم - حريق يطال قبر حافظ الأسد في القرداحة وسط غموض حول الفاعلين

GMT 06:13 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

تجربة علاج جيني جديد تظهر تحسناً مذهلاً في حالات فشل القلب
 العرب اليوم - تجربة علاج جيني جديد تظهر تحسناً مذهلاً في حالات فشل القلب

GMT 14:35 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

عادل إمام يكشف كواليس لقائه الوحيد بأم كلثوم
 العرب اليوم - عادل إمام يكشف كواليس لقائه الوحيد بأم كلثوم

GMT 04:44 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا
 العرب اليوم - بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 06:09 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

روبوت كروي ذكي يُلاحق المجرمين في الشوارع والمناطق الوعرة
 العرب اليوم - روبوت كروي ذكي يُلاحق المجرمين في الشوارع والمناطق الوعرة

GMT 16:39 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

التأثير الإيجابي للتمارين الرياضية على صحة الدماغ

GMT 06:13 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

تجربة علاج جيني جديد تظهر تحسناً مذهلاً في حالات فشل القلب

GMT 06:09 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

روبوت كروي ذكي يُلاحق المجرمين في الشوارع والمناطق الوعرة

GMT 20:19 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

الفنان جمال سليمان يبدي رغبتة في الترشح لرئاسة سوريا

GMT 18:20 2024 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

بشار الأسد يصل إلى روسيا ويحصل على حق اللجوء

GMT 02:54 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

480 غارة إسرائيلية على سوريا خلال 48 ساعة

GMT 22:09 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

داني أولمو مُهدد بالرحيل عن برشلونة بالمجان

GMT 08:24 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... محاولة في إعادة ترتيب الآمال والمخاوف

GMT 04:49 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الكينية تسجل 5 حالات إصابة جديدة بجدري القردة

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

استئناف عمل البنك المركزي والبنوك التجارية في سوريا

GMT 05:03 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

وزير الدفاع الكوري الجنوبي السابق حاول الانتحار في سجنه

GMT 12:06 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

إجلاء نحو 87 ألف شخص بعد ثوران بركان كانلاون في الفلبين

GMT 22:40 2024 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

الملك تشارلز والملكة كاميلا يصدران بطاقة الكريسماس

GMT 12:28 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

محمد رمضان يكشف أسباب تقديمه الأعمال الشعبية

GMT 05:43 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

سوريا: أفراحٌ... وهواجس

GMT 23:43 2024 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

عائشة بن أحمد وكريم فهمي يجتمعان في فيلم دماغ ألماظ

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

قطر تعلن عزمها إعادة فتح سفارتها في سوريا قريباً

GMT 12:51 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

العربية للطيران تستأنف رحلاتها بين الشارقة وبيروت 18 ديسمبر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab