لماذا لا يريد بايدن الانسحاب

لماذا لا يريد بايدن الانسحاب؟

لماذا لا يريد بايدن الانسحاب؟

 العرب اليوم -

لماذا لا يريد بايدن الانسحاب

بقلم:ممدوح المهيني

يعيش بايدن وخصومه الديمقراطيون فترة اكتشاف الآخر على حقيقته. هو لم يتوقع أنهم غادرون ومستعدون للتضحية به والهجوم عليه، وهم لم يتوقعوا أنه متشبث بالسلطة لهذه الدرجة.

لقد حاولت وسائل إعلام مجاملة بايدن ولكنها صُدمت من المناظرة، وكشفت أنَّهم يراهنون على حصان خاسر ويريدون التخلص منه، ولكنَّهم منزعجون من عناده وتمسكه بكرسيّه. وهو من جهة أخرى، اعتقد أنَّ هجماتهم العنيفة ستكون منصبة على خصمه، ولكن استيقظ وسكاكينهم مغروسة في ظهره وتجاهلوا في لحظة واحدة كل إنجازاته التي كانوا هم أكثر من روّجها طيلة الأعوام الثلاثة ونصف الماضية.

ومن أغرب المشاهد هذه الأيام رؤية بايدن يقوم بالدور ذاته الذي قام به ترمب سابقاً. وهو أنه يتحدى المؤسسة السياسية والنخب الإعلامية والفكرية التي تريد إطاحته، ولكنه يصرُّ على البقاء في مكانه ويريد أن يثبتَ أنَّهم مخطئون. كانوا أعداء صريحين لترمب، وفي حالة بايدن الوضع أصعب لأنَّهم كانوا أصدقاءه وانقلبوا عليه بمجرد «ليلة سيئة» كما يبرر لنفسه.

لكن من يعتقدون أنَّ بايدن سينسحب بسهولة مخطئون، ويتَّضح ذلك من خلال مواقفه الأخيرة. في المقابلة الأخيرة لم يتردَّد ليس بتقديم نفسه على أنَّه الأصلحُ للحكم وهزيمة ترمب ولكنَّه، بشكل غير مباشرٍ ومتعمد، حطَّ من أهمية المنافسين بمن فيهم نائبته. بالنسبة له هو الأقدر والأجدر ولا أحدَ غيره. بايدن سياسي مثل غيره متشبّث بالسلطة ولا يريد أن يتركَها، حتى لو كان في الثمانين من العمر، وتدور شكوكٌ حول قدراته الذهنية. لماذا ليس بهذه السهولة يمكن أن يتخلَّى عن مكانه؟ سيرته وشخصيته تكشفان عن ذلك. لقد قضى سنواتٍ طويلةً من حياته في دوائر السياسة يحلم بهذا المنصب الذي وصل له متأخراً وليس من السهولة انتزاعُه منه هكذا. ويشعر بايدن أنَّه عمل وقتاً طويلاً ليحصلَ على فرصته بعد أن تم تجاهلُه لعقود طويلة وقد أثبت خلال الأعوامِ الماضية أنَّه رئيس ناجح رغم كل ما قيل عنه.

والمعروف أن علاقته بأوباما تضرَّرت بعدما رشح هيلاري كلينتون بدلاً عنه لمواجهة ترمب في 2015، حيث شعر بأنَّ رئيسه السابق يقلل من قيمته ولا يراه يمتلك الكفاءة المطلوبة لمنصب الرئيس. وعلى المستوى الشخصي يبدو مفعماً بالعواطف الجيَّاشة، وهو يتحدَّث عن رحيل زوجتِه وطفله بحادثِ سيارة، وابنِه بعد ذلك بسنوات بمرض السرطان، ولكنهَّ ليس نيلسون مانديلا. يكشف مبعوث أفغانستان، ريتشارد هولبروك، عن شخص وضيع بلا مبادئ يطالب بالرحيل الكامل والفوري من أفغانستان، وعندما اعترض عليه بحجة أنه سيعرّض حياة آلاف النساء الأفغانيات والأطفال للخطر، هبّ في وجهه قائلاً: سحقاً لذلك! المهم ألا نخسر انتخابات 2012. وهذا ما فعله لاحقاً عندما كان رئيساً، حيث قرر الانسحاب رغم معرفته بأنَّ «طالبان» ستعود للحكم وتواجه النساء مصيراً صعباً. ولكنَّه قرَّر ذلك لأنَّه يخدم مصلحته لإعادة الترشح. الواقع أنَّه ليس انتهازياً، بل سياسي محترف ومدرّب، يوظف قصة مأساة عائلته لتحقيق أهدافه، ويُجهِز على أي مبادئ أو أخلاق فردية إذا تعارضت مع مصالح حزبه أو رؤية إدارته. ولقد بدا في وقت شجاعاً، يقول ما يُؤْمِن به بلا تردد، مثل حديثه الصحيح قبل عقود عن أنَّ مشاكل المجتمع الأسود هي غياب الأبُ وليس العنصرية. ولكن هذا الخطابَ استخدمه خصومه، وحتى نائبته الحالية، للانتقام منه، بعد تحويله لـ«تابو» محرّم الحديث عنه في الأعوام الأخيرة، ولا يقوله إلا العنصريون. ولهذا بدا منكسراً ذليلاً، رغم صواب حجته في كلّ مرة يُطرح هذا الموضوع. يعتذر عن الصائب أخلاقياً وعقلياً حتى يُغفَر له ليصبح رئيساً. لكل هذا فإنَّ مسألة اقتلاعه ليست بتلك السهولة، هذا إذا حدثت رغم صعوبة موقفه. وسيظل متمسكاً بمكانه ويستخدم كل أوراقه ومهاراته حتى اللحظة الأخيرة!

arabstoday

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 03:56 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 03:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 03:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 03:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 03:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 03:37 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

فلسطين وإسرائيل في وستمنستر

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا لا يريد بايدن الانسحاب لماذا لا يريد بايدن الانسحاب



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
 العرب اليوم - أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد

GMT 14:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كوليبالي ينفي أنباء رحيله عن الهلال السعودي

GMT 03:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 20:22 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد الأوروبي يعلن صرف 10 ملايين يورو لوكالة "الأونروا"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab