مسيحيون ويهود في الرياض

مسيحيون ويهود في الرياض

مسيحيون ويهود في الرياض

 العرب اليوم -

مسيحيون ويهود في الرياض

بقلم - ممدوح المهيني

لماذا يجتمع العلماء والمختصون في أديان مختلفة بقاعة واحدة؟ «للحديث بعضهم مع بعض بدلاً من الحديث بعضهم عن بعض». إجابة لمّاحة قالها قبل سنوات أحد المختصين في الأديان.الأوضاع الدينية المستعرة هي نتائج رجال دين هائجين منفلتين بلا قيود يتحالفون مع أنظمة مخادعة تدعمهم لأغراضها الخاصة، والأوضاع الدينية المعتدلة نتائج رجال دين يعززون ثقافة دينية عقلانية بدعم من حكومات عاقلة تسعى للقضاء على الثقافة العدائية لبناء مستقبلها.
وفي الرياض اجتمعت الأسبوع الماضي أعداد كبيرة من علماء المسلمين واليهود والمسيحيين للحديث بعضهم مع بعض في ملتقى «القيم المشتركة بين أتباع الأديان» لتأسيس ثقافة الحوار والتعايش، بعد أن تُركت لهم الساحة لعقود وربما قرون وهم يتحدثون بعضهم عن بعض، ما يعني زرع المزيد من الأحقاد والكراهية الدينية بين الأتباع.
كنا نشهد في السابق مناظرات صاخبة عبارة عن نزالات بين متطرفين من أديان مختلفة كل واحد منهم يهاجم دين الآخر، وكذلك استُغلت الخلافات المذهبية لتأجيج الكراهية في برامج تلفزيونية رخيصة مما زاد الشقاق الطائفي.
الآن نرى الصورة مختلفة. استضافة السعودية لهذا المؤتمر المهم تحمل رمزية مهمة بسبب مكانتها وقيادتها للعالم الإسلامي، الأمر الذي سيمنح خطاب التسامح دَفعة كبيرة. أي إن السعودية وضعت ثقلها في خطوة كبيرة ستغيّر المستقبل للأفضل.

بعد أن أشعل المتطرفون النار خلال عقود سيطروا فيها على المنابر والخطابات الاجتماعية توارت بسببهم الأصوات المعتدلة والمتسامحة، نرى صوت العقل يعود من جديد بدعم من الرياض التي حاربت خلال السنوات الماضية واقعياً المتطرفين في الداخل وتستثمر الآن مكانتها لنشر خطاب الاعتدال في الخارج.
ليست المسألة حملة علاقات عامة كما يدّعي البعض، بل خطوات حقيقية على الأرض أسهمت بكبح جماح الشخصيات المتطرفة الداعية للعنف وفتح المجال للمجتمع أن يعود لطبيعته ويمارس حياته بلا تأثيم وتضييق.
على العكس، نرى بعض الجهات والحكومات تستخدم الدين لتحقيق أغراضها الخاصة وتعزير شرعيتها وذلك بدعم الأصوات المتشددة التي تملك المفاتيح لعقول وقلوب الجماهير المستفزة الغرائزية ولكن النتائج كانت كارثية. انتشرت ثقافة الكراهية على أوسع نطاق ونرى شباناً مسلمين متشربين لهذا الخطاب المتطرف ينضمون إلى الجماعات المسلحة أو يتعاطفون معها.
القضاء على هذا الخطاب ليس مسألة سهلة ولن يحصل بالوعظ المضاد البسيط، لأن هذه الأفكار شكَّلت خيالات الملايين ورؤيتهم للحياة والإنسان وتحتاج لعقود من التربية الفكرية السليمة والعقلانية حتى تتعزز وتنشر المبادئ الدينية والأخلاقية الحميدة بين جموع الناس وتتحول إلى ثقافة وعادات راسخة.
المثير أننا نرى في الرياض والقاهرة وأبوظبي رجال دين مسلمين معتدلين يدعون للتسامح والأخوّة الإنسانية بين أتباع الأديان المختلفة، في الوقت الذي نرى فيه متطرفين في لندن وواشنطن وباريس من المنتمين لجماعات الإسلام السياسي يصدّرون خطاب التطرف للمنطقة ويهاجمون ويحاربون هذه المؤتمرات والملتقيات بحجج مخادعة، مثل تشويه وتمييع الإسلام لأنهم يسعون للحفاظ على مكتسباتهم وشرعيتهم المهددة عند الناس.
في الكلمات التي أُلقيت في مؤتمر ملتقى القيم، قال الشيخ محمد العيسى، أمين رابطة العالم الإسلامي، إنه «يحق لجميع أتباع الأديان الحق في الوجود بكرامة واحترام»، وأكد عضو المجلس البابوي لحوار الأديان في حاضرة الفاتيكان خالد عكشة: «ضرورة احترام حياة الإنسان وحريته الدينية»، وفي خطاب كبير الحاخامات في إيطاليا ريكاردو ديزيجني قال إن بذور التسامح سوف تنمو خلال السنوات القادمة، وإن للدين قوة روحية ويجب أن يكون دوره إيجابياً في صناعة السلام.
كلمات مثيرة للإعجاب أشبه بسكب الماء على جمر خطاب التطرف الذي ظل مستعراً لقرون. كما هو واضح نحن بحاجة إلى سكب المزيد من الماء حتى تخمد النيران مرة واحدة وللأبد.  
arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسيحيون ويهود في الرياض مسيحيون ويهود في الرياض



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab