«وعد الدولتين» بعد «وعد بلفور»

«وعد الدولتين» بعد «وعد بلفور»

«وعد الدولتين» بعد «وعد بلفور»

 العرب اليوم -

«وعد الدولتين» بعد «وعد بلفور»

بقلم - فـــؤاد مطـــر

أثمر النهج الذي اعتمدتْه القمم العربية - الإسلامية وتلك القمم التي كان لبعض القادة العرب مشاركة فيها، تبدلاً متدرجاً في المواقف الدولية من الصراع العربي - الإسرائيلي، وبالذات الرافد الأهم في هذا الصراع، ونعني به الموضوع الفلسطيني.

ومن الطبيعي أن بعض الدول الأجنبية، وبالذات دول القارة الأوروبية، رصدت متحملة أثقال التبني على مدى 5 عقود والمعزز بحصانة سياسية ودعم عسكري وإعلامي من جانب الإدارة الأميركية بجناحيها «الديمقراطي» و«الجمهوري»، ومن جانب الحكومة البريطانية بعهديْها «المحافظ» و«العمالي»، وتحملت حكومات بعض الدول الأوروبية تلك القدرة على التحمل من هذا التوجه الظالم. ثم يأتي بمثابة صدمة ضميرية التعامل الحربي الإسرائيلي غير المسبوقة أساليبه، وبالذات تدمير بيوت ومساجد ومدارس وكنائس على مَن فيها وقصف مستشفيات إلى حد إخلاء المرضى من رجال ونساء وأطفال وهم على أسرَّتهم، ويتحول الأطباء والممرضون والممرضات إلى أهداف بالقتل ينجو منهم البعض ويقضي، كما عشرات الألوف من الغزيين، ومنهم عشرة آلاف طفل، جثثاً تغمرها الأتربة وتنتظر أصحاب همم يلفونها بأكفان بعد التعرف من جانب الأقارب على هؤلاء الذين شوه العدوان ملامح وجوههم.

بعد سبعة أشهر من الحراك العربي الغاضب أشد الغضب مع الحرص على الإدلاء بالتصريحات التي تُركز على الحق الفلسطيني المسلوب والتمسك بالسلام الذي يدرأ المخاطر عن السلامتين... سلامة الوطن وسلامة الشعب، تُقرر بعض الدول الأوروبية التكفير عن ارتضاء سكوتها على ظلم تاريخي، ورأت أنه إذا كانت الإدارات الأميركية وأحدثها، كما أكثرها، تفضل الباطل على الحق والشر على الخير وتعتبر الاحتلال أمراً يحق للمحتل أن يكرسه كحالة غير قابلة للتعديل، فإن هذه الدول، وهي هنا إسبانيا والنرويج وآيرلندا، سجلت فاتحة شجاعة للتصرف الذي يجعل الحق يعلو ولا يُعلى عليه رفضاً للأسلوب المعتمد من جانب حاضني إسرائيل حتى إذا أخذت هذه بالعدوان أسلوب تهديد وترويع إلى درجة الإبادة للحجر كما للبشر على حد سواء.

أهمية المثلث الأوروبي في قراره الاعتراف بفلسطين دولة تكاتف دولة إسرائيل، أن هذه الخطوة ستجعل سائر الدول الأوروبية تقرأ بعناية مواقف الدول العربية من خلال قممهم التي مضمون بياناتها التركيز على الموضوع المؤجل حسْمه سنة بعد سنة، وبالذات القمم العربية التي كانت في منحاها داعية سلام محصن من الاختراقات ومن مغامرات الحكام المتطلعين إلى مكان لهم في القمة. تلك المواقف شكلت وقفات من التأمل لدى دول أوروبية، ثم تأتي انتفاضة طلاب الجامعات الأميركية والأوروبية تضيف المزيد من وقفات التأمل، خصوصاً أن منطلقات تلك الانتفاضة إنسانية وليست سياسية. وحتى الكوفية الفلسطينية على أكتاف طالبات وطلاب شاركوا في مسيرات الاحتجاج فإنها كانت مثل إعجاب جيل أوروبي وأميركي وآسيوي في أواخر الستينات بشخصية تشي غيفارا يرتدي هؤلاء ما يرمز إلى ذلك المناضل الشاب الذي كانت له بصمة في ثورة فيديل كاسترو الذي رحل وما زال النظام الذي أنشأه كاد يشعل حرباً أميركية - سوفياتية صامداً. ولا بد أن طلاب الجامعات الذين انتفضوا، وبكثير من الرقي والأصول أوقدوا في ضمائر بعض أهل السياسة شعلة اتخاذ وقفة إذا كانت هنالك محاذير لاتخاذ موقف حاسم. وهذا ما أقدم عليه أهل اتخاذ القرار في إسبانيا وآيرلندا والنرويج. وكما توالى حدوث انتفاضات طلاب الجامعات الأميركية والأوروبية بعد الانتفاضة الأولى، فإنه وارد احتمال اتخاذ دول أوروبية ودول مرتبطة بمصالح ومعاهدات مع إسرائيل، الموقف المماثل لموقف الدول الثلاث، أو اتخاذ مواقف ضاغطة على الإدارة الأميركية والحكومة البريطانية لكي يتم حسم أمر «وعد الدولتين» كمثْل حسم «وعد بلفور» الذي أثبتت تداعيات 76 سنة بدأت عام 1948 أن ما يبنى على باطل لا بد وأن يتداعى في الحد الأقصى، أو يتم ترتيب ظروفه وما نتج عن الأمر الواقع الصهيوني المحروس أميركياً وبريطانياً.

ويبقى التساؤل: هل نحن في ضوء ما انتهت إليه قمة المنامة، وسنذهب إلى المؤتمر الدولي الذي يحسم أمر الدولة الفلسطينية كتفاً على كتف دولة إسرائيل التي لا يرتكب أهل الحكم فيها الآثام التي ارتكبها الحاليون بقيادة رئيس الحكومة الإسرائيلية الحالي الذي كان برسم المحاكمة قبل الترؤس وبات مداناً سينال العقاب الجنائي الدولي ولو كره حاضنه الأميركي ذلك.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«وعد الدولتين» بعد «وعد بلفور» «وعد الدولتين» بعد «وعد بلفور»



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 العرب اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 11:51 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تليغرام يطلق تحديثات ضخمة لاستعادة ثقة مستخدميه من جديد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد العوضي يكشف عن بطلة مسلسله بعد انتقاد الجمهور

GMT 06:02 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر

GMT 03:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تطالب بتبني قرار لوقف إطلاق النار في قطاع غزة

GMT 06:00 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتلة صورة النصر

GMT 18:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 18:00 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يكشف سر تكريم أحمد عز في مهرجان القاهرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab