التضليل الدولي والوضوح السعودي

التضليل الدولي... والوضوح السعودي

التضليل الدولي... والوضوح السعودي

 العرب اليوم -

التضليل الدولي والوضوح السعودي

بقلم : فؤاد مطر

يأتي انعقاد الدورة السنوية اﻟ79 للجمعية العمومية للأمم المتحدة في ظل أجواء من العلاقات المتوترة بين كبار قوم كوكب الأرض، ومتوسطي الحال من القوم الذين تكمن أهميتهم في أنهم مثل عود الكبريت الذي يشعل حرائق بدواوين الحكام. وبات الذين يتعاملون مع قضايا الآخرين كما لو أنهم بيادق في اللوحة الشطرنجية؛ كل يحاول إنهاء التباري إلى الخروج منتصراً... ولكن ما كل ما يتمناه المرء يدركه.

ولسوء حظ الاستقرار المنشود، لا يشارك قادة لهم تأثيرهم في خريطة المخاوف من انفجار لن يسلم من شظاياه النووية أحد، في حين أن الدورة الأممية الراهنة تشكِّل أفضل فرصة للتلاقي الغربي - الشرقي - الآسيوي - العربي - الإسلامي - الفلسطيني - الإسرائيلي، يدلي كلٌ بدلوه وبقضايا بلده أمام الآخرين، لا فرق بين صغار وكبار، ذلك أن القلق في أشد عصْفه بالكبار. وهنا الجميع سواسية، ولذا تصبح للتباسط والتشاور جدوى، كما يمكن بالتالي نزْع فتائل، فلا تتواصل التفجيرات؛ ومنها على سبيل المثال لا الحصر ما يرقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية على نحو ما فعلت إسرائيل يوم الثلاثاء 17 سبتمبر (أيلول) 2024، بتحويلها وسيلة اتصال يحملها مسؤولون أو مديرو شركات ومصارف وناشطون وعاملون في أحزاب، تحديداً هنا «حزب الله»، إلى ما يشبه الألغام التي تنفجر لمساً وليس دوساً عليها، كما الحال مع الألغام التقليدية. وجاءت الكارثة تفجر غضباً لدى لبنان والحادبين عليه.

وما هو أهم من هذا العبث أن التداعيات الناشئة عن التسبب في إعاقة الألوف من الأبرياء جرَّاء هذا الأسلوب من التفجير، أن الشعور السائد لدى الذين يستعملون الجوالات الإلكترونية من موظفين في الدوائر الحكومية وطلاب مدارس وأطباء وممرضين وممرضات ونساء وأفراد عاديين، هو أن تفجير الجهاز الذي يحمله هذا أو ذاك أو تلك ممكن ما دام التفجير الأول حدث، وأن التلاعب الشرير بهذه الابتكارات التي حدثت لتسهيل الاتصال بين الناس والإفادة المرجوة منها في ساعات الشدة، يمكن أن يكون السلاح الأمضى وبأهون السبل. ومن أجْل ذلك لم يعد جهاز الجوال الإلكتروني في أيدي كثيرين بانتظار أن تهدأ النفوس وتتلاشى مخاوف الخشية من وسيلة كهذه ابتكرها جهاز المخابرات الإسرائيلي تعويضاً عن إخفاقه في كشف عملية الأسرى الإسرائيليين.

في هذه الدورة لن يقف الرئيس الصيني شي جينبينغ وحليفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين متحدثيْن، ذلك أنهما اعتادا عدم المشاركة، وبغيابهما هذا لن يحظى الرئيس جو بايدن بوداعية له من جانب قطبيْ الشرق المتحدي له بجناحيْه الروسي والصيني. وعلى هذا الأساس، فإن مودعيه هم أهل بيته الأوروبي المزعزع الانسجام مع الإدارة الأميركية، إلى أن يتبين الخيط الأبيض الجمهوري من الخيط الأسمر الديمقراطي لدى بعض الساعين إلى الود الأميركي؛ رئيس الهند ورئيس البرازيل ورئيس أوكرانيا، التي ما زالت بمثابة اللغم القابل تفجيره للحرب العالمية الثالثة التي يحذر مضيف الدورة، أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، من أن تشعل إحدى الحربيْن؛ حرب روسيا على «الناتو» أو العكس، أو حرب «إسرائيل نتنياهو» على غزة وتمددها إلى الضفة الغربية وعلى «لبنان حزب الله» التي أخذت صفة الإبادة الإلكترونية. وهو تحذير مراقب محايد أثبت منذ الربع الأول من السنة الأولى للحرب البنيامينية على غزة وفلسطين ولبنان أنه مسؤول محايد منذ الربع الأول من السنة الأولى للحرب البنيامينية على غزة وفلسطين السلطة ولبنان، ويريد مخلصاً للمنظمة التي هو أمينها العام أن تكون أمينة في موجبات تأسيسها ومضمون مواثيقها وقراراتها. وهذا ما ينادي به القادة العرب من خلال القمم التي يعقدونها، ولا تكون الإدارة الأميركية والحكومات الأطلسية عند حُسْن التصرف المحترم مع ما تحويه قرارات تلك القمم من صياغات موضوعية وأفكار تطفئ صراعات، وهذا ما بدا خطوة مهمة من المملكة العربية السعودية عندما أبلغ ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، وقبْل أربعة أيام من بدء الدورة اﻟ79 للجمعية العمومية للأمم المتحدة المجتمع الدولي، من خلال الخطاب الذي ألقاه لدى افتتاحه، نيابة عن خادم الحرميْن الشريفيْن الملك سلمان بن عبد العزيز، أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى، ما يؤكد الموقف كثير الوضوح والثابت ماضياً وحاضراً، وإلى حين الأخذ بمضمونه، بأنه لا علاقة دبلوماسية مع إسرائيل من دون إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، هذا إلى رفع منسوب الاستنكار ﻟ«جرائم سُلطة الاحتلال الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني...». وعندما يتزامن هذا الموقف مع حلول الذكرى 94 لليوم الوطني، فإن التذكير بالموقف السعودي يبدو من خلال الخطاب أنه بمثابة موقف من الثوابت، وأن الإشارة إليه عشية ذكرى اليوم الوطني تعكس جوهر موقف المملكة من القضية الفلسطينية، الذي لهذا الموقف حيّزٌ رحب في صمود السعي من أجل أن تنال القضية حقها المثبت دولياً وعربياً وإسلامياً في قرارات القمم والمنظمات الأممية.

تلك مجرد خواطر وهوامش عشية بدء دورة يتمنى الإنسان، حيث وُجد في أي أرض من بقاع القارات الخمس، أن تؤسس لعهد يسود فيه السلام على الأرض، ولا يواصل نتنياهو والذين يساندونه مالاً وسلاحاً ومواقف، العبث كما يريد.

arabstoday

GMT 07:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 07:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 06:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 06:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 06:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 06:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 06:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التضليل الدولي والوضوح السعودي التضليل الدولي والوضوح السعودي



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 العرب اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 11:51 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تليغرام يطلق تحديثات ضخمة لاستعادة ثقة مستخدميه من جديد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد العوضي يكشف عن بطلة مسلسله بعد انتقاد الجمهور

GMT 06:02 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر

GMT 03:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تطالب بتبني قرار لوقف إطلاق النار في قطاع غزة

GMT 06:00 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتلة صورة النصر

GMT 18:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 18:00 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يكشف سر تكريم أحمد عز في مهرجان القاهرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab