فتح الكنائس للمذاكرة هل ثمرة المُحبّ جريمة

فتح الكنائس للمذاكرة... هل ثمرة المُحبّ جريمة؟!!

فتح الكنائس للمذاكرة... هل ثمرة المُحبّ جريمة؟!!

 العرب اليوم -

فتح الكنائس للمذاكرة هل ثمرة المُحبّ جريمة

بقلم: فاطمة ناعوت

بدايةً أتقدمُ بجزيل الشكر إلى نيافة «الأنبا باڤلى»، الأسقف العام بالمنتزه الإسكندرية، لأنه صاحبُ مبادرة فتح الكنائس لطلاب الثانوية العامة، مسلمين ومسيحيين، للمذاكرة فى قاعات مكيفة الهواء أثناء انقطاع التيار الكهربائى فى بيوتهم، تلك المبادرةُ الراقية المتحضرة التى حذت حذوَها أماكنُ أخرى تمتلك مولدات كهربائية مثل المساجد والنوادى والمكتبات العامة، ومنها مكتبة الإسكندرية الجميلة. هذه المبادرة الجميلة سيظلُّ يذكرها التاريخُ وتذكرها مصرُ للكنيسة المصرية وللأنبا «باڤلى» المحترم، وهو بالمناسبة زميلُ دراستى فى كلية الهندسة جامعة عيش شمس، التى تعلّمنا فيها التفكير العلمى والعملى لحلّ المشاكل، بعيدًا عن الأهواء والعنصريات الضيقة.

اعتدنا على تلك المبادرات الطيبة من الكنيسة المصرية الوطنية التى دائمًا ما تقدّم يدَ الخير لكل محتاج، دون النظر إلى انتمائه العَقَدى لأنها تنظرُ للإنسان، بوصفه إنسانًا، وكفى. وهذا هو عينُ ما تحضُّ عليه جميع العقائد بالمناسبة. «والله يحبُّ المحسنين». كتبتُ عن هذه المبادرة الجميلة فى مقالى الخميس الماضى بعنوان: «فتح بيوت الله للمذاكرة.. من دفتر المحبة»، وتكلمتُ عن المساجد والكنائس والمكتبات والنوادى التى فتحت أبوابها للطلاب للمذاكرة، كان هذا قبل أن أرى ظلالَ العتمة التى حاولت أن تشوب الوجهَ الجميل لتلك المبادرة، وتشوهه!.

بعد تلك المبادرة الجميلة، لاحت فى الأفق بعضُ الأصوات الناعقة الزاعقة تحذّر الطلاب المسلمين من المذاكرة فى الكنيسة!، وتتهم تلك المبادرة الكريمة بأنها دعاوى تبشير!.

ياللسذاجة وصِغَر العقل وظلام الروح!. إن أدق ما ينطبق على تلك الأصوات الشريرة هو الآية الكريمة: «منّاعُ للخير معتدٍ أثيم»، فأولئك الزاعقون الناعقون لم يكتفوا بأنهم لم يفعلوا الخير، بل تجاوزوا ذلك بمراحل عديدة ومستويات فاخرة فاجرة. تأملوا معى تلك المستويات: ١- لم يبادروا بفعل الخير لحل مشكلة عامة. ٢- لم يشكروا مَن بادر لحل المشكلة نيابةً عنهم. ٣- لم يصمتوا، مع أن «صمت الظالم عبادة»، على نهج «نوم الظالم عبادة». ٤- بل تجاوزوا كل ما سبق، وهاجموا مَن يصنعون الخير!!!!. تصوروا!.

وما هى النتيجة السلبية للهجوم على صنّاع الخير؟. النتائج كارثية!. النتيجة: امتناع صانع الخير عن صنع الخير!. النتيجة: قتلُ الخير فى المجتمع!. النتيجة: قتلُ الفطرة الطيبة فى الإنسان، وجعله يفكر ألف مرة قبل الإقدام على تقديم الخير؛ حيث سيفكر: (تُرى هل سيُساءُ فهم مقصدى؟، هل سأُهاجَم إن فعلتُ الخير؟!. إذن «نشترى دماغنا» ولا نفعل الخير!).

تعالوا وفكروا معى ماذا لو «اشترت الكنيسة دماغها»، وتجنبت سوءَ ظن الأشرار، فأعلنت مثلًا عن: «فتح أبوابها للمذاكرة لأبنائها المسيحيين وفقط»!!، تخيلوا كم الانتقاد العنيف الذى كان سيوجّه للكنيسة آنذاك على هذا الفعل العنصرى!، وكنتُ سأكون من المنتقدين بالمناسبة!. نفهم من هذا أن الكنيسة «مُدانة» فى الحالتين؟!. إن فتحت أبوابَها للجميع اتُّهِمَت بالتبشير، وإن قصرت مبادرتها على أبنائها اتُّهمت بالطائفية وعدم المحبة للجميع!. تخيلوا حجم الكوميديا السوداء!.

ولكن الكنيسة أذكى وأرقى من الوقوع فى تلك الشراك الصغيرة، فهى- شأنها شأن كل متحضر راقٍ- تفعل الخير على كل حال، دون حسابات، ودون أن تعبأ بصِغَر عقول الأشرار.

وشكرًا لشرفاء المسلمين الذين ردوا على أدعياء الدين، فيقول «طه محمد»: «طب أنا هبعت بنتى، ومتبرع بـ١٠٠ ج على قدى عشان مستلزمات مولدات الكهرباء فى الكنيسة، وألف شكر». ويقول «على همام»: «عيب عليكم إحنا مشوفناش من الكنايس حوالينا غير كل خير فى كل المناسبات».

ذكّرنى هذا بمقال قديم عنوانه «بلحة المحب قضية»، كتبتُه فى رمضان ٢٠١٥ فى مجلة «٧ أيام»، حين رفع أحدُ الأشرار قضية ضد ثلاثة شباب مسيحيين يقفون فى الشارع وقت أذان المغرب ليقدموا التمر والماء للمسلمين ليكسروا صيامهم فى الطريق. تصوروا!، وبالفعل صارت قضية اتُّهم فيها فاعلو الخير الثلاثة بالتبشير لأن كيس التمر كان يحمل ورقة صغيرة مكتوبًا عليها «لأن كتابنا يقول: (كأسُ ماءٍ بارد لا يضيع أجرُه). نتمنى لكم صومًا مقبولًا وإفطارًا شهيًّا».. تصوروا!!!!!. ألف علامة تعجب تُوضع هنا!.

يقول كتابُنا: «هل جزاءُ الإحسان إلا الإحسان». «الرحمن ٦٠»، ويقول المثلُ الشعبى: «بصلة المحب خروف»، وما يقدمه أشقاؤنا المسيحيون لمصر من خير وحب ليس بصلة، بل ورودًا ذاتَ شذى وشموسًا ذات ضوء، أما تلك الأصوات الناعقة فتجعلنا نقول بملء الحزن: «هل ثمرةُ المحب جريمة؟!!!».

■ ■ ■

ومن نُثار خواطرى:

■ ■ ■

(الطيبون)

الطيبونَ

يجولون يصنعون الخيرَ

لا يعبأون

بأقلام الفحم

يحملُها الصغارُ

يشخبطون بها

على الزهور

والشموس

التى يرسمُها الطيبون

على وجه الحياة.

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فتح الكنائس للمذاكرة هل ثمرة المُحبّ جريمة فتح الكنائس للمذاكرة هل ثمرة المُحبّ جريمة



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:02 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء
 العرب اليوم - أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء

GMT 02:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
 العرب اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 11:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يستهدف تجمعات إسرائيلية وإطلاق 30 مقذوفاً من لبنان
 العرب اليوم - حزب الله يستهدف تجمعات إسرائيلية وإطلاق 30 مقذوفاً من لبنان

GMT 10:04 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث
 العرب اليوم - شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث

GMT 06:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29
 العرب اليوم - غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 01:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العنف فى المدارس !

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 02:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 08:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل جندي إسرائيلي من لواء كفير برصاص قناص شمال قطاع غزة

GMT 07:19 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 4.7 درجات يضرب أفغانستان في ساعة مبكرة من اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 06:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يحذّر من حقبة "تغيير سياسي كبير" بعد فوز ترامب

GMT 13:36 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"تسلا" تستدعي 2400 شاحنة من "Cybertruck" بسبب مشاكل تقنية

GMT 22:39 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط قنبلتين ضوئيتين في ساحة منزل نتنياهو

GMT 16:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فهمي ضيف شرف سينما 2024 بـ 3 أفلام

GMT 14:15 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد أمين يعود بالكوميديا في رمضان 2025

GMT 14:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

هند صبري تكشف سر نجاحها بعيداً عن منافسة النجوم

GMT 07:39 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية تقتل 20 فلسطينياً في وسط وجنوب قطاع غزة

GMT 18:37 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت التعليق على الطعام غير الجيد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab