لماذا لا يبدو الاستقرار قريبًا

لماذا لا يبدو الاستقرار قريبًا؟

لماذا لا يبدو الاستقرار قريبًا؟

 العرب اليوم -

لماذا لا يبدو الاستقرار قريبًا

بقلم : عبد اللطيف المناوي

تشهد الضفة الغربية فى الآونة الأخيرة تصعيدًا متزايدًا فى حالة التوتر فى ظل غياب أى أفق سياسى لحل الصراع. الأحداث المتسارعة، كما ورد فى التقارير الإسرائيلية والفلسطينية الأخيرة، تشير إلى أن الأوضاع مرشحة لمزيد من التصعيد بدلًا من تحقيق الاستقرار.

أحد أبرز الأسباب لعدم استقرار الضفة الغربية هو الانقسام الفلسطينى الداخلى الذى لم يجد طريقًا للحل. لا تقتصر الخلافات على الصراع بين حركتى فتح وحماس، بل تمتد لتشمل العلاقة بين السلطة الفلسطينية والمسلحين المنتشرين فى مناطق عديدة فى الضفة.

السلطة الفلسطينية تعانى من أزمة ثقة متزايدة، إذ يُنظر إلى تعاونها الأمنى مع إسرائيل كوسيلة لتبرير بقائها أمام المجتمع الدولى. فى المقابل، تتصاعد المقاومة المسلحة بين فئات من الشباب الفلسطينى، الذين يرون فى الكفاح المسلح الوسيلة الوحيدة للدفاع عن حقوقهم، خاصة فى ظل فشل السلطة فى تحقيق أى إنجاز سياسى يذكر. تمثل المستوطنات الإسرائيلية نقطة اشتعال دائمة فى الضفة الغربية، حيث يتصرف العديد من المستوطنين وكأنهم فى «أرض بلا صاحب». تتزايد الهجمات على الفلسطينيين وممتلكاتهم بشكل مستمر. السلطات الإسرائيلية، بدلًا من كبح العنف الاستيطانى، تعمل على توسيع المستوطنات وشرعنة البؤر الاستيطانية. هذا الوضع يعزز شعور الفلسطينيين بعدم وجود أى حماية لهم، ويغذى دوامة العنف.

على المستوى السياسى، يبدو أن معظم الأحزاب الإسرائيلية، سواء اليمينية أو الوسطية، تتجنب الحديث عن حل سياسى للصراع. بدلًا من ذلك، تركز على توسيع المستوطنات وتعزيز السيطرة الأمنية على الضفة الغربية.

هذا الجمود السياسى يعمق شعور الفلسطينيين بفقدان الأمل، مما يدفعهم إلى البحث عن طرق بديلة لتحقيق حقوقهم. فى ظل هذا الوضع، يصبح من المستحيل التوصل إلى تهدئة طويلة الأمد. رغم القلق الذى تبديه بعض الدول العربية والغربية من الأوضاع فى الضفة الغربية، فإن هذه الدول لا تتخذ خطوات جدية للضغط على إسرائيل أو الولايات المتحدة لتغيير الوضع. مع اقتراب تنصيب إدارة أمريكية جديدة برئاسة دونالد ترامب، تشير التوقعات إلى أن الإدارة القادمة ستكون أكثر دعمًا لإسرائيل وأقل اهتمامًا بالقضية الفلسطينية. بل إن هناك مؤشرات على أن إدارة ترامب قد تشجع المستوطنين على التوسع وتلغى العقوبات التى فرضتها إدارة بايدن ضدهم.

تستمر إسرائيل فى التهديد بشن عمليات عسكرية واسعة النطاق فى الضفة. لكن التجارب السابقة أثبتت أن هذه العمليات، رغم تسببها فى خسائر كبيرة بين الفلسطينيين، لم تنجح فى إنهاء المقاومة أو تحقيق الأمن. لكل ذلك يبدو أن الضفة الغربية بعيدة عن تحقيق الاستقرار فى المستقبل القريب. كل العوامل تجعل الوضع يتجه نحو مزيد من التوتر.

ما لم تحدث تغييرات جوهرية، سيبقى المشهد فى الضفة الغربية مرشحًا للمزيد من التصعيد ومزيد من تعقيد فرص الوصول إلى حل عادل ودائم.

arabstoday

GMT 01:31 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

ممَّ يخاف كارل غوستاف؟

GMT 01:27 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

نهاية الحروب اللبنانية مع إسرائيل

GMT 01:24 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

مسألة «الصراع» و«القضيّة» اليوم!

GMT 01:21 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

هم يحيون بالتطرف... لا يستخدمونه فقط

GMT 01:18 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

لبنان العربي وعودة الدولة

GMT 01:15 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

قراءة في معاني انتخاب رئيس لبنان الجديد

GMT 01:12 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

ماذا يحدث في السودان؟

GMT 01:09 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

المليارديرات والسياسة وحرية التعبير

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا لا يبدو الاستقرار قريبًا لماذا لا يبدو الاستقرار قريبًا



أيقونة الموضة سميرة سعيد تتحدى الزمن بأسلوب شبابي معاصر

الرباط ـ العرب اليوم

GMT 06:40 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون
 العرب اليوم - أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون

GMT 06:57 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أبرز العيوب والمميزات لشراء الأثاث المستعمل
 العرب اليوم - أبرز العيوب والمميزات لشراء الأثاث المستعمل

GMT 02:00 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

حرائق ضخمة في لوس أنجلوس تجبر الآلاف على إخلاء منازلهم

GMT 11:03 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

فئرانُ مذعورة!

GMT 14:28 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

الجيش السوداني يتقدم في عدة محاور قرب ود مدني

GMT 13:22 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تسييس الجوع والغذاء

GMT 16:45 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

مايكروستراتيجي تواصل زيادة حيازاتها من البيتكوين

GMT 16:25 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

غارات جوية تستهدف موانئ نفطية ومحطات طاقة في اليمن

GMT 04:09 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

22 شهيدا في غزة وانصهار الجثث جراء كمية المتفجرات

GMT 14:46 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

نونو سانتو أفضل مدرب فى شهر ديسمبر بالدوري الإنجليزي

GMT 04:06 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

مقتل 6 أشخاص وإصابة اثنين بغارة إسرائيلية جنوب لبنان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab