جونسون «الرجل الذى لا يخطئ»

جونسون.. «الرجل الذى لا يخطئ»

جونسون.. «الرجل الذى لا يخطئ»

 العرب اليوم -

جونسون «الرجل الذى لا يخطئ»

بقلم : عبد اللطيف المناوي

مثلما كانت فترة رئاسة بوريس جونسون للحكومة البريطانية مضطربة كثيرة التقلبات والشطحات والتصريحات الغريبة، جاءت مذكراته أيضًا.المذكرات، التى أتت بعنوان (إطلاق العنان)، امتلأت بكم هائل من التبريرات والمشاهد الأقرب إلى المسرحية، سواء فى إلقاء اللوم على الآخرين فى الأمور السلبية أو فى طريقة نسب إنجازاته لنفسه.

جونسون قارن نفسه بشخصيات تاريخية مهمة، حتى إنه شبّه المشهد الأخير له فى منصبه بمشهد مقتل يوليوس قيصر، فقد وصف رحيله من منصبه وانهيار إدارته من حوله، فيقول إنه عندما قرأ استقالة وزير الخزانة آنذاك، ريشى سوناك، المكتوبة بـ«نثر ثقيل»، بحسب وصفه، والتى مثلت نهاية مسيرته من وجهة نظره: «تمتمت، بينى وبين نفسى على الأقل: حتى أنت يا بروتوس. إذا كان قيصر قد تلقى ٢٣ طعنة، فأنا تلقيت ٦٢»، (فى إشارة إلى عدد الوزراء الكبير الذين غادروا حكومته).

جونسون عندما تولى سلطة الحكومة البريطانية فى ظرف صعب، كورونا، وتداعيات الانفصال من الاتحاد الأوروبى، كان العالم يشبهه بترامب بسبب هيئته، وتصريحاته الغريبة، وسياساته التى كانت أقرب إلى الرئيس الأمريكى السابق. فى كتاب (إطلاق العنان) الكثير من المبالغات، وربما يكون هذا أمرًا طبيعيًّا فى أى مذكرات، حيث يسعى لتمجيد نفسه وحماية سمعته أو محاولة استعادة بريقها.

يصر جونسون على أنه رسول منزه عن الأخطاء، لم يرتكب أى جرم أو خطأ طوال فترة ولايته، حتى لو افترض أن سياساته أفضت إلى أزمة، فإنها ليست بسببه، بل بسبب الآخرين.

هو الرجل الأكثر شرفًا، والأشد ثقة فى نفسه، وهو الأكثر مرونة ممن سبقوه. جونسون لم يمَلّ فى كتابه من مديح ذاته، بل إنه أكد أنه كان يتعرض لمؤامرة، وللغرابة فإن بطل تلك المؤامرة هو رئيس الحكومة السابق ريشى سوناك، وكذلك بعض الوزراء، فكان ضحية بريئة لمكائدهم وخياناتهم، التى وصفها بـ«غير المفهومة».

هو رجل لا يخطئ.. أو هكذا يعتقد.

الكتاب يقع فى ٧٧٢ صفحة، بما فى ذلك الصور والفهرس، لكنه فى الحقيقة يفتقر إلى العمق والمضمون، فهو لا يتجاوز كونه مجموعة من الحكايات المسلية والقصص المُعاد سردها والنميمة والمواقف الطريفة التى تُروى بأسلوب جونسون المعتاد، الذى يبرز طبيعته ككاتب عمود.

فجونسون كان صحفيًّا، وكان يتعامل مع الصحافة مثلما كان يتعامل مع الوزارة.

الحقيقة أن جونسون مثال حى لرموز حزب المحافظين وكوادره، إن الحزب الآن يعانى بشدة أمام تصاعد كبير فى الاتجاهات الأخرى.

جونسون بمذكراته التى كتبها حول فترة حكمه صار من الماضى، لكن للأسف الأمر أراه أكبر من ذلك، فالحزب العريق سيصبح من الماضى، مادام يفكر مثل جونسون.

arabstoday

GMT 08:26 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

عادي

GMT 08:25 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الآن؟

GMT 08:24 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... محاولة في إعادة ترتيب الآمال والمخاوف

GMT 08:22 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

سلام عليك يا شام

GMT 08:20 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

سوريا وتخمة القادة الأسطوريين

GMT 08:15 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

«سنو وايت».. أهمية أن تكون أنت.. «أنت»!

GMT 08:13 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

هوامش على حياة الشهيد عبدالمنعم رياض

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

اللاعبون الأساسيون ومخاطر الفوضى

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جونسون «الرجل الذى لا يخطئ» جونسون «الرجل الذى لا يخطئ»



صبا مبارك تعتمد إطلالة غريبة في مهرجان البحر الأحمر

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - اكتشاف تمثال يكشف الوجه الحقيقي لكليوباترا في معبد تابوزيريس

GMT 06:13 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

تجربة علاج جيني جديد تظهر تحسناً مذهلاً في حالات فشل القلب
 العرب اليوم - تجربة علاج جيني جديد تظهر تحسناً مذهلاً في حالات فشل القلب

GMT 14:35 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

عادل إمام يكشف كواليس لقائه الوحيد بأم كلثوم
 العرب اليوم - عادل إمام يكشف كواليس لقائه الوحيد بأم كلثوم

GMT 04:44 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا
 العرب اليوم - بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 06:09 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

روبوت كروي ذكي يُلاحق المجرمين في الشوارع والمناطق الوعرة
 العرب اليوم - روبوت كروي ذكي يُلاحق المجرمين في الشوارع والمناطق الوعرة

GMT 16:39 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

التأثير الإيجابي للتمارين الرياضية على صحة الدماغ

GMT 06:13 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

تجربة علاج جيني جديد تظهر تحسناً مذهلاً في حالات فشل القلب

GMT 06:09 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

روبوت كروي ذكي يُلاحق المجرمين في الشوارع والمناطق الوعرة

GMT 20:19 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

الفنان جمال سليمان يبدي رغبتة في الترشح لرئاسة سوريا

GMT 18:20 2024 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

بشار الأسد يصل إلى روسيا ويحصل على حق اللجوء

GMT 02:54 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

480 غارة إسرائيلية على سوريا خلال 48 ساعة

GMT 22:09 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

داني أولمو مُهدد بالرحيل عن برشلونة بالمجان

GMT 08:24 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... محاولة في إعادة ترتيب الآمال والمخاوف

GMT 04:49 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الكينية تسجل 5 حالات إصابة جديدة بجدري القردة

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

استئناف عمل البنك المركزي والبنوك التجارية في سوريا

GMT 05:03 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

وزير الدفاع الكوري الجنوبي السابق حاول الانتحار في سجنه

GMT 12:06 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

إجلاء نحو 87 ألف شخص بعد ثوران بركان كانلاون في الفلبين

GMT 22:40 2024 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

الملك تشارلز والملكة كاميلا يصدران بطاقة الكريسماس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab