المشروع الوطني للسعادة

المشروع الوطني للسعادة

المشروع الوطني للسعادة

 العرب اليوم -

المشروع الوطني للسعادة

بقلم : عبد اللطيف المناوي

فى كل عام، يصدر مؤشر السعادة العالمى ليعيد فتح النقاش حول مفهوم السعادة، وكيفية قياسها، وما الذى يجعل بعض الدول أكثر سعادة من غيرها. ما يميز تقرير هذا العام هو تأكيده على أهمية السلوكيات الفردية والجماعية فى تعزيز السعادة، حيث أظهرت النتائج أن التصرفات التى تنطوى على كرم ولطف وتواصل اجتماعى تعد مؤشرات قوية على السعادة، وربما تفوق فى تأثيرها مستوى الدخل المرتفع.

ومن أبرز الأمثلة على ذلك، مسألة مشاركة الطعام مع الآخرين، التى تبين أنها تلعب دورًا هامًا فى تعزيز الشعور بالسعادة.

فقد أشار التقرير إلى أن عدد الأشخاص الذين يتناولون الطعام منفردين فى الولايات المتحدة ارتفع بنسبة ٥٣٪ خلال العقدين الماضيين، وأن ٢٥٪ من الأمريكيين تناولوا جميع وجباتهم بمفردهم فى اليوم السابق، وهو ما يعكس تراجعًا فى الروابط الاجتماعية وزيادة فى مشاعر العزلة، مما يؤثر سلبًا على مستوى السعادة.

للعام الثامن على التوالى تصدّرت فنلندا قائمة أسعد دول العالم لعام ٢٠٢٥، بينما تراجعت الولايات المتحدة إلى المرتبة ٢٤، وهو أدنى مركز لها منذ بدء نشر التقرير عام ٢٠١٢. ويعتمد المؤشر على مجموعة من المعايير مثل الدخل الفردى، الدعم الاجتماعى، متوسط العمر الصحى المتوقع، الحرية الشخصية، الكرم، ومستوى الفساد، لكنه يكشف أيضًا عن دور العوامل الاجتماعية فى تحديد مستوى الرضا عن الحياة.

فنلندا تحتفظ بموقعها فى صدارة الدول الأكثر سعادة ليس فقط بسبب مستوى الدخل المرتفع أو جودة الخدمات، بل بسبب طبيعة الحياة الاجتماعية هناك. كثير من الفنلنديين يؤكدون أن القرب من الطبيعة والانخراط فى أنشطة اجتماعية يعززان شعورهم بالرضا عن الحياة. الطبيعة ليست مجرد عنصر جمالى، بل هى جزء من نمط حياة يساعد على الاسترخاء والتواصل مع الآخرين. إلى جانب ذلك، يعكس أسلوب الحياة فى الدول الإسكندنافية درجة عالية من الترابط الاجتماعى، حيث توفر الحكومات أنظمة حماية اجتماعية قوية، بما فى ذلك إجازات الوالدين، ومساعدات للعاطلين عن العمل، ورعاية صحية شاملة، مما يسهم فى رفع مستوى الطمأنينة والاستقرار، وهما عنصران أساسيان فى الإحساس بالسعادة. وأن تعزيز قيم الكرم والاهتمام بالآخرين يمكن أن يجعل المجتمعات أكثر سعادة.

السعادة ليست فقط نتيجة لظروف اقتصادية مريحة، بل هى أيضًا انعكاس للسلوكيات اليومية وطريقة التفاعل مع الآخرين. تعزيز العلاقات الاجتماعية، مشاركة الوجبات، القيام بأعمال الخير، والتواصل مع الطبيعة كلها عوامل يمكن أن تسهم فى تحسين مستوى السعادة.

تقرير السعادة العالمى ليس مجرد تصنيف للدول، بل هو دعوة للتأمل فى الطرق التى تبنى بها المجتمعات حياة أكثر رضا وراحة. تجربة بعض المجتمعات تثبت أن تحقيق السعادة ليس مستحيلًا، وأن المجتمعات التى توازن بين الاستقرار الاقتصادى والترابط الاجتماعى تحقق مستويات أعلى من الرضا. فهل يمكن أن يكون السعى نحو السعادة مشروعًا وطنيًا؟.

arabstoday

GMT 02:48 2025 الثلاثاء ,29 إبريل / نيسان

إنهاء الهيمنة الحوثية

GMT 02:45 2025 الثلاثاء ,29 إبريل / نيسان

عبد الناصر يدفن عبد الناصر

GMT 02:43 2025 الثلاثاء ,29 إبريل / نيسان

الإنسانية ليست استنسابية

GMT 02:42 2025 الثلاثاء ,29 إبريل / نيسان

معركة استقرار الأردن

GMT 02:39 2025 الثلاثاء ,29 إبريل / نيسان

الشرق الأوسط والاستثمار في منطق الدولة

GMT 02:37 2025 الثلاثاء ,29 إبريل / نيسان

قصة الكنز العظيم (1)

GMT 02:33 2025 الثلاثاء ,29 إبريل / نيسان

شخصية مصر

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المشروع الوطني للسعادة المشروع الوطني للسعادة



ميريام فارس تتألق بإطلالات ربيعية مبهجة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:01 2025 الإثنين ,28 إبريل / نيسان

استشهاد 70 شخصًا فى قطاع غزة خلال 24 ساعة

GMT 00:58 2025 الإثنين ,28 إبريل / نيسان

أوغندا تعلن السيطرة على تفشي وباء إيبولا

GMT 01:04 2025 الإثنين ,28 إبريل / نيسان

قصف مبنى في ضاحية بيروت عقب تحذير إسرائيلي

GMT 02:57 2025 الإثنين ,28 إبريل / نيسان

الطيران الأميركي يستهدف السجن الاحتياطي

GMT 20:28 2025 الأحد ,27 إبريل / نيسان

أخطاء شائعة في تنظيف المرايا تُفسد بريقها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab