بقلم : عبد اللطيف المناوي
بدأ الموضوع معى بفيديو أرسله لى أحد الأصدقاء عن اكتشاف علمى مذهل يخص الأهرامات، واكتشفت أنه خلال الأيام الماضية اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعى وبعض المواقع الإخبارية تقارير مثيرة تزعم اكتشاف أعمدة ضخمة وآبار عمودية وغرف عملاقة تحت هرم الملك خفرع، وصفت بأنها قد تغيّر فهم البشرية لوظيفة الأهرامات وتضع مصر مجددًا فى صدارة المشهد العلمى العالمى. وقد نُسبت هذه المزاعم إلى دراسات أجنبية استخدمت تقنيات التصوير الرادارى، وزعمت اكتشاف بنى هندسية معقدة على أعماق هائلة تحت الهرم. أصابنى الشك رغم الصياغة المتقنة للفيديو والخبر. سألت على الفور الصديق العزيز دكتور زاهى حواس، الذى رد علىّ بحسم يليق به «هذا كلام فارغ ليس له أى أساس» وسألت الصديق العزيز دكتور هانى هلال العالم المنخرط مؤخراً بمشروعات مهمة تخص أهرامات الجيزة ورد أيضا بقطع «هذا خيال علمى، لا قياسات ولا أساس علمى. هو مجرد دعاية وتريند». وسألت ابنى مروان ويعيش فى لندن وأعتبره «محرك البحث» الخاص بى لدقته وجودته وقدرته على الغوص فى بحر المعلومات اللا نهائى فعاد لى فى دقائق بالعديد من الإثباتات أن هذا كلام غير علمى، ولم تنشره وسيلة محترمة واحدة.
الدكتور زاهى حواس خرج فى تصريحات نافيا هذه الادعاءات بشكل قاطع، مؤكدًا أنها لا تستند إلى أى دليل علمى، وواصفًا إياها بأنها «شائعات صدرت من متخصصين لا يعلمون شيئًا عن الحضارة المصرية». وأكد أن قاعدة هرم خفرع تم نحتها بالكامل من الصخر، بارتفاع يقدر بحوالى ٨ أمتار، ولا توجد أسفلها أى أعمدة أو غرف أو منشآت هندسية من أى نوع. كما أكد أن جميع الدراسات الجيولوجية والأثرية التى أجريت فى منطقة الهرم لا تشير إلى وجود فراغات أو هياكل غامضة أسفله.
التقارير التى انتشرت – والتى اعتمدت على مصادر مثل «ديلى ميل» و«ريز ريبورت» – تحدثت عن استخدام رادارات اخترقت باطن الأرض لتكشف شبكة تحت الأرض تمتد لمسافة كيلومترين، تحتوى على آبار أسطوانية وغرف عملاقة، يقال إنها تولد طاقة أو كانت تُستخدم كمركز ميكانيكى للطاقة فى العصور القديمة. بل ذهب البعض للربط بين هذه «الاكتشافات» ونظريات قديمة تعتبر الأهرامات أدوات توليد طاقة أو معالم كونية معقدة.