سقوط هيبة حزب الله

سقوط هيبة حزب الله

سقوط هيبة حزب الله

 العرب اليوم -

سقوط هيبة حزب الله

بقلم : عبد اللطيف المناوي

هل سقطت هيبة حزب الله اللبنانى بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة؟.

الواقع يؤكد هذا، فالجنوب يتعرض للقصف ليل نهار، فضلًا عن نجاح إسرائيلى كبير فى استهداف أعضائه وقادته البارزين فى عمليات نوعية لم تحدث طوال السنوات الماضية.

بالتأكيد، هناك تغيرات كبيرة فى موازين القوى فى الشرق الأوسط. بالتأكيد، هناك تغيرات فى السياسة الإيرانية كما ذكرت فى مقال سابق. بالتأكيد، هناك تحفظات من الجبهات الداعمة للحزب فى الداخل والخارج اللبنانى.. كل هذا جعل هناك تراجعًا واضحًا فى هيبة الحزب وقدرته على تهديد إسرائيل كما كان فى السابق.

أما إيران، التى من المفترض أن تكون الداعم الأساسى للحزب، فوجدت نفسها فى موقف صعب فى السنوات الأخيرة بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووى، ما أثر على الحالة الاقتصادية الداخلية بشكل كبير. وبدلًا من تصعيد الصراع مع إسرائيل عبر حزب الله أو أذرع أخرى، فضّلت طهران تجنب المواجهة المباشرة للحفاظ على مواردها، وتفادى فتح جبهة جديدة قد تكون مكلفة.

وبالإضافة إلى إيران، فإن بعض الجبهات الداعمة الأخرى لحزب الله فى سوريا والعراق أبدت تحفظًا فى دعم أى تصعيد عسكرى مع إسرائيل.

وعلى الصعيد الداخلى، يعانى حزب الله تراجعًا كبيرًا فى شعبيته وسط الأزمة الاقتصادية التى تضرب لبنان منذ عام ٢٠١٩.. إذ فقد الحزب القدرة على تقديم نفسه كـ«حامى المقاومة» فى ظل تفاقم الأزمات المعيشية التى تواجه الشعب اللبنانى، وبالتالى تراجعت قدرة حزب الله على تقديم الخدمات المالية والدعم الاجتماعى الذى اعتاده الكثيرون، ما أدى إلى تزايد الانتقادات للحزب ودوره فى الزجِّ بلبنان فى صراعات إقليمية لا تخدم مصلحة البلاد.

الأزمة الاقتصادية أثرت بشكل كبير على الحزب، الذى يعتمد فى جزء كبير من تمويله على الدعم الإيرانى والموارد المحلية.

ومع العقوبات الدولية المفروضة على الحزب وإيران، تراجعت مصادر التمويل، ما انعكس على الأداء الداخلى والقدرة على تحريك قواعده الشعبية.

من جانبها، فإن إسرائيل باتت تتعامل مع تهديد حزب الله عبر استراتيجية ضربات استباقية، الهدف الأساسى لها هو منع الحزب من الحصول على أسلحة نوعية أو تطوير قدراته الصاروخية الدقيقة، التى قد تهدد الأمن الإسرائيلى بشكل مباشر. ورغم تراجع نفوذه وتعرضه لضربات قوية مثلما قلنا، فإن حزب الله لا يزال لاعبًا رئيسيًّا فى الساحتين اللبنانية والإقليمية. لكنه لابد أن يدرك أن المواجهة المفتوحة مع إسرائيل، مثلما يحدث الآن، مكلفة للغاية، مكلفة للحزب وللبنان، وربما للقضية الفلسطينية أيضًا.

هنا نسأل: ما العمل إذن؟.

لا يمكن القول إن حزب الله قد انتهى تمامًا، لكنه بلا شك يمر بمرحلة تراجع خطيرة.. وأن الحل فى وجهة نظرى أن يُعلى الحزب مصلحة بلده لبنان أولًا، ثم يأتى مَن يأتى بعد ذلك.

arabstoday

GMT 18:40 2025 الخميس ,13 آذار/ مارس

بدايات

GMT 18:39 2025 الخميس ,13 آذار/ مارس

النهايتان

GMT 06:32 2025 الخميس ,13 آذار/ مارس

سوريا المستقبل… لا تقسيم ولا إيران

GMT 06:29 2025 الخميس ,13 آذار/ مارس

سوريا: تحدّيات الاستقرار والوحدة

GMT 06:18 2025 الخميس ,13 آذار/ مارس

متى يلحق العراق بالتغيير في لبنان وسوريا؟

GMT 06:10 2025 الخميس ,13 آذار/ مارس

عبير الكتب: طه حسين والفتنة الكُبرى

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سقوط هيبة حزب الله سقوط هيبة حزب الله



الملكة رانيا بعباءة بستايل شرقي تراثي تناسب أجواء رمضان

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 18:58 2025 الخميس ,13 آذار/ مارس

أحمد العوضي يكشف كواليس قبوله "فهد البطل"
 العرب اليوم - أحمد العوضي يكشف كواليس قبوله "فهد البطل"

GMT 06:29 2025 الخميس ,13 آذار/ مارس

سوريا: تحدّيات الاستقرار والوحدة

GMT 11:42 2025 الأربعاء ,12 آذار/ مارس

تليين إيران أو تركيعها: لا قرار في واشنطن؟

GMT 07:01 2025 الأربعاء ,12 آذار/ مارس

فرصة كي يثبت الشرع أنّه ليس «الجولاني»...

GMT 06:20 2025 الأربعاء ,12 آذار/ مارس

مسلسلات رمضان!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab